تركيا: التاريخ السياسي الحديث والمعاصر (1923-2018)

24 فبراير،2021
المؤلفون

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب تركيا: التاريخ السياسي الحديث والمعاصر (1923-2018)، ويتناول فيه مؤلِّفه يوسف حسين عمر تاريخ تركيا السياسي الحديث والمعاصر منذ نشأتها في عام 1923 حتى عام 2018، وفق منهجية علمية محايدة تعتمد منهج البحث التاريخي، وتطرح الحقائق التاريخية، ووجهات النظر، ووجهات النظر الأخرى، بعيدًا من التعصب القومي والديني والمذهبي، وتعتمد في الأساس المصادر والمراجع الأصيلة والأساسية ذات العلاقة المباشرة.

ابن أرطغرل وأتاتورك

في هذا الكتاب (992 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) عشرة فصول. وفي الفصل الأول، "الدولة العثمانية من الحرب العالمية الأولى حتى إعلان الجمهورية (1914–1923)"، يتناول المؤلف دخول الدولة العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا ضد بريطانيا وفرنسا، والاتفاقيات السرية التي استهدفت الدولة العثمانية آنذاك، وبروز المشكلة الأرمنية بعد هزائم الدولة العثمانية، وتوقيعها هدنة مودروس المُذلة (29 تشرين الأول/ أكتوبر 1918)، مرورًا بمؤتمر السلام في فرساي (كانون الثاني/ يناير 1919)، وبروز شخصية مصطفى كمال أتاتورك، وحرب الاستقلال التركية (1919–1922)، وتوقيع اتفاقية سان ريمو (25 نيسان/ أبريل 1920)، ومعاهدة سيفر (10 آب/ أغسطس 1920)، والانتصارات التي حققتها المعارضة الوطنية في جبهات القتال وتوقيع هدنة مودانيا (12 تشرين الأول/ أكتوبر 1922) بين المعارضة الوطنية ودول الوفاق، وتعديل شروط معاهدة سيفر، واعتراف دول الوفاق بتركيا الحديثة، ودخول قوات المعارضة الوطنية بقيادة شكري نائلي باشا إسطنبول (6 تشرين الأول/ أكتوبر 1923).

أمّا في الفصل الثاني، "أتاتورك وإعلان الجمهورية التركية (1938-1923)"، فيتحدث المؤلف عن إلغاء أتاتورك السلطنةَ العثمانية وما أثاره من ردات فعل مُعارضة وغاضبة، واتخاذه الإجراءات اللازمة لعلمنة تركيا الحديثة؛ ما أدى إلى اندلاع ثورة كردية بزعامة بديع الزمان سعيد بيران. كما يتناول اعتماد الجمهورية التركية نظامَ الحزب الواحد الذي يقوم على سيطرة حزب الشعب الجمهوري في تركيا بوصفه حزبًا حاكمًا، إضافة إلى تناول تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية، أو الكساد الكبير، في تركيا، وكذلك تأسيس الحزب الجمهوري الحر بوصفه معارضة رسمية حكومية بقيادة علي فتحي أوقيار الذي حُلّ، وما تبعه من إحكام حزب الشعب الجمهوري سيطرته، والسياسة الخارجية لتركيا في عهد أتاتورك، إقليميًا ودوليًا، حتى وفاة أتاتورك (10 تشرين الثاني/ نوفمبر 1938).

يتكلم المؤلف في الفصل الثالث، "تركيا من عهد عصمت إينونو حتى انقلاب عام 1960"، على انتخاب عصمت إينونو رئيسًا لتركيا، وموقفه من الحرب العالمية الثانية، والضغوط الأوروبية على تركيا لنشر الديمقراطية، بعد تصاعد نشاط الشيوعيين، التي أفضت إلى انتخابات 14 أيار/ مايو 1950، وقد نجح فيها الحزب الديمقراطي والحكم في تركيا. كما يقيّم فترة حكم هذا الحزب بعد تعاظم المعارضة تجاهه والعودة إلى السياسة الاستبدادية القديمة، إضافة إلى علاقات تركيا الخارجية، وعلاقتها بحلف شمال الأطلسي (الناتو) والتحالفات الإقليميّة، ونشأة المشكلة القبرصية.

الجمهورية الثانية والجمهورية الثالثة

يتناول المؤلف في الفصل الرابع، "الجمهورية التركية الثانية (1960-1980)"، انقلاب 27 أيار/ مايو 1960 العسكريّ، ودور الأساتذة الجامعيين في الحياة السياسية في تركيا، وتشكيل لجنة الوحدة الوطنية، والتكتلات التي ظهرت في هذه اللجنة، وموقف المؤسسة العسكرية منها، والعودة إلى النهج الديمقراطي في تركيا، ومحاكمة الرئيس عدنان مندريس، والفترة السياسية الانتقالية، ووصول سليمان ديميريل إلى السلطة بعد فوز حزب العدالة فوزًا ساحقًا في انتخابات 10 تشرين الأول/ أكتوبر 1965، مع دراسة أسباب تغيّر مواقف حزب الشعب الجمهوري في اتجاه يسار الوسط، وتنامي اليسار التركي، ونشأة اتحاد العمال، وصعود اليمين المتطرف، وصعود حركات الإسلام السياسي في تركيا من جهة أخرى. كما يتمّ التطرق إلى تنامي المشكلة القبرصية مجددًا، وظهور العنف السياسي في تركيا، وتصاعد المذابح ضد العلويين الأتراك، والعلاقات الخارجية في الجمهورية التركية الثانية وتنامي الإرهاب الأرمني، حتى نهاية الجمهورية التركية الثانية.

ثمّ يتحدث المؤلف في الفصل الخامس، "الجمهوريّة التركية الثالثة (1980–2002)"، عن الانقلاب العسكري في عام 1980 ونتائجه التي أدت إلى استئصال النظام السياسي القائم في تركيا من جذوره، وقمعت الحكومة بموجبه المعارضين والإرهابيين على حد سواء، كما يتناول إعلان الدستور التركي الجديد، وأسباب قيامه، ومحاولات استعادة الديمقراطية، ولو على نحو جزئي، وما تبع ذلك من انفتاح تدريجي، بإجراء الانتخابات المحلية، وما حدث من عودة السياسيين القُدامى، حتى خسارة حزب الوطن الأم في انتخابات 26 آذار/ مارس 1989. ويتطرق المؤلف، أيضًا، إلى ظهور بيوت المتنوّرين، ودورهم في الحياة السياسية التركية، وتنامي نفوذ التيارات الإسلامية، إلى جانب دراسة حالة تركيا في أثناء أزمة الخليج الأولى وبعدها، وتطور الديمقراطية التي أفضت مجددًا إلى عودة سليمان ديميريل إلى الحكم في انتخابات 20 تشرين الأول/ أكتوبر 1991، وعودة الاضطرابات السُّنّية - العلوية، وكذلك بدء أنشطة حركة فتح الله غولن، حتى وفاة تورغوت أوزال، وسيطرة الإسلاميّين في انتخابات 27 آذار/ مارس 1994 البلدية، وردّة الفعل على ذلك من خلال العمل على إحياء الكماليّة في 28 شباط/ فبراير 1997.

يبحث المؤلف في الفصل السادس، "السياسة الداخلية والسياسة الخارجية لتركيا (1980–2002)، في سياسة تركيا الداخلية، وأهمها تنامي المشكلة الكرديّة والسياسة التركية القومية، والحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني حتى الانتصار عليه. كما يدرس حقوق الإنسان في تركيا والدولة الخفية، وموقف تركيا من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، ومعايير كوبنهاغن للدخول فيه، والعلاقات بين تركيا ودول البلقان، وموقف تركيا من عمليات درع الصحراء وعاصفة الصحراء وثعلب الصحراء، وعلاقة تركيا بإيران، وسقوط الاتحاد السوفياتي، وأثر ذلك في العلاقة بين تركيا ودول آسيا الوسطى، إلى جانب تناول علاقات تركيا الإقليميّة بعد عام 1991.

الجمهورية الرابعة: عدالة وتنمية

يعالج المؤلف في الفصل السابع، "الجمهورية التركية الرابعة - تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية (2002–2018)"، ظروف نشأة حزب العدالة والتنمية وتأسيسه، ونجاحه في الانتخابات التركية العامة التي أُجرِيَت في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2002، لتبدأ مرحلة جديدة من مراحل الحياة السياسية في تركيا، وما واجهته هذه الحكومة من مشاكل وصعوبات؛ أهمها جدلية الحجاب، ومسألة مدارس الأئمة والخطباء، والضغوط التي مارستها المؤسسة العسكرية على حكومة حزب العدالة والتنمية، والتي أفضت إلى تقديم "مذكرة منتصف الليل" في نيسان/ أبريل 2007، وقد كانت بمنزلة تهديد مُبَطّن بتدخل عسكري محتمل ضد الحكومة، إلى جانب أزمة انتخاب الرئيس التركي عبد الله غُول، والانتخابات العامة في تموز/ يوليو 2007، والاستفتاء الدستوري في تشرين الأول/ أكتوبر 2007، ومحاولات حل حزب العدالة والتنمية، ومحاولة منظمة إرجينيكون الانقلابية السرية، ومحاكمة زعمائها، والمشاركة المحتملة لحركة غولن في هذه المنظمة. ويتطرق المؤلف، أيضًا، إلى قضية منظمة "المطرقة" السرية، ومحاكمة المتهمين فيها، وتداعيات ذلك في تركيا، وتقدم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات، خصوصًا في الاستفتاء الدستوري في عام 2010، والانتخابات البرلمانية التركية في عام 2011، والانتخابات الرئاسية في عام 2014، والانتخابات العامة في حزيران/ يونيو 2015، والانتخابات العامة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وكذلك الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في حزيران/ يونيو 2018، فضلًا عن دراسة موقف حكومة حزب العدالة والتنمية من المسألة الكردية، ووقف إطلاق النار مع الأكراد، والانفتاح عليهم.

إثر ذلك، يبحث المؤلف في الفصل الثامن، "السياسة الخارجية لحكومة حزب العدالة والتنمية تجاه الغرب (2002–2018)، في العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، وجدول الأعمال الإيجابي، والتطورات الأخيرة في العلاقة بين الطرفين، مع دراسة مُستفيضة للفوائد التي ستعود على تركيا في حال انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، ودراسة القضايا الشائكة التي تَحُول دون هذا الانضمام إليه، وهي متمثّلة بالمشكلة القبرصية، والمشكلة مع اليونان، ومشكلة الدين، والاعتراف بإبادة الأرمن، وحقوق المِثليين، والقانون العسكري. كذلك، يدرس المؤلف موقف الرأي العام في دول الاتحاد الأوروبي من انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وموقف الرأي العام في تركيا من هذه المسألة، والعلاقة بين تركيا واليونان، والعلاقة بين تركيا والولايات المتحدة، إلى جانب موقف تركيا من المشكلة العراقية وتداعياتها على العلاقات التركية - الأميركية، خصوصًا بعد الزيارة الرئاسية الأميركية إلى تركيا في عام 2009، والمسألة الأرمنية وتأثيرها في العلاقات التركية - الأميركية، واستمرار التعاون في الحرب على الإرهاب، ومؤتمر العلاقات الأميركية - التركية في عام 2009، وتأثير وجود قاعدة إنجرليك الجوية في العلاقات التركية - الأميركية، واعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل وأثره في العلاقة بين البلدين، إلى جانب دراسة العلاقة بين تركيا وروسيا، والتطورات الأخيرة بينهما، وقد كان أهمها حادثة إسقاط الطائرة الروسية "سوخوي سو-24"، وما تبع ذلك من تطبيع للعلاقات بين البلدين.

علاقات إقليمية.. وانقلاب

يهتمّ المؤلف في الفصل التاسع، "العلاقات الخارجية الإقليمية لحكومة حزب العدالة والتنمية (2002–2018)، بالعلاقة بين تركيا وإيران، حيث يجري بحث موقف تركيا من البرنامج النووي الإيراني، وأثر أزمة درع حلف الناتو في العلاقات بين البلدين منذ الربيع العربي، إلى جانب التعاون بين البلدين بشأن الأكراد. ويهتمّ كذلك بالعلاقة بين تركيا وإسرائيل بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، وتدهور العلاقات بين البلدين، وانتقاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إسرائيل في مؤتمر دافوس، وحادثة سفينة "مافي مرمرة" التي أدت إلى المزيد من الإجراءات التركية ضد إسرائيل (2012–2013)، واتفاق التسوية وتطبيع العلاقات بين البلدين، والعلاقات التركية - الإسرائيلية المتوترة بعد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارة إليها، والعلاقات بين تركيا ومصر منذ جمال عبد الناصر حتى العلاقات الثنائية في ظل الثورة المصرية بعد عام 2011، والعلاقات بعد عزل الرئيس محمد مرسي وتولي عبد الفتاح السيسي الرئاسة، والعلاقة بين تركيا والعراق، والعلاقة بين تركيا وسورية، من فترة التعاون والانفتاح واستراتيجية القوة الناعمة لحزب العدالة والتنمية، والثورة السورية وأثرها في عودة الخلافات بين البلدين، وتأثير دعم تركيا المعارضة السورية في العلاقات الإقليمية، وموقف تركيا من وحدات حماية الشعب الكردية وقيامها بعمليتَي "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، وجهود تركيا في مؤتمر أستانا لحل الأزمة السورية وإنهاء الحرب الأهلية.

أخيرًا، يتحدث المؤلف في الفصل العاشر، "الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا (2016)"، عن بداية الانقلاب في 15 تموز/ يوليو 2016، وقدرة الحكومة التركية على استيعابه، والصراع، والتحول من حالة الدفاع إلى الهجوم، والتحول في السيطرة على مسرح العمليات، ووصول أردوغان إلى إسطنبول، وفشل الانقلاب، مع تحليل أسباب فشله، وردّات الفعل المحلية والدولية تجاهه، ومناقشة مزاعم الحكومة التركية واتهاماتها ضد فتح الله غولن بأنه يقف خلف الانقلاب من خلال "الكيان الموازي"، وإعلان الحكومة التركية حالة الطوارئ، وتنفيذ عمليات الاعتقال، وما صاحب ذلك من اضطرابات اجتماعية، وردّة فعل أنصار الحكومة في الخارج، والدعوة إلى إعادة تطبيق عقوبة الإعدام في حق المتمردين، ولجوء قادة الانقلاب العسكريين والمدنيين إلى اليونان ودول أوروبية، وتأثير الانقلاب في علاقة تركيا بألمانيا، واتهامات ألمانيا لتركيا بممارسة أعمال التجسس على أراضيها، وادعاءات منظمات حقوقية دولية بممارسة تركيا التعذيب، ومداهمة الشركات، و"نظرية المؤامرة" للانقلاب والاتهامات المضادة.

اقــرأ أيضًــا

 

فعاليات