Author Search
أستاذ التاريخ بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان. حاصل على دكتوراه الدولة في التاريخ والحضارة الإسلامية من جامعة عبد الملك السعدي بتطوان في عام 2001 . وهو رئيس قسم التاريخ بالجامعة نفسها، ومنسق برنامج الماجستير "الأندلس تاريخ وحضارة"، ورئيس فريق البحث في تاريخ سبتة وضفتي المتوسط.
الدكتور محمد الشريف أثناء تقديم العرض
الدكتور محمد الشريف متحدثًا والدكتور أحمد حسين رئيسًا للجلسة
الحضور المشارك في السيمنار

استضاف برنامج السيمنار الأسبوعي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، يوم الأربعاء 13 آذار/ مارس 2019، الدكتور محمد الشريف، أستاذ التاريخ بجامعة عبد الملك السعدي بتطوان في المغرب، ورئيس قسم التاريخ بالجامعة نفسها؛ ليقدم محاضرة بعنوان "قضايا حرجة من تاريخ المغرب مطلع العصر الحديث: بين الفقه والتاريخ".

استهل الدكتور الشريف محاضرته بالحديث عن المصادر المتعارف عليها بين المهتمين بدراسة التاريخ الإسلامي، فسلط الضوء على واحدة من المشكلات التي تواجه الباحث في التاريخ الإسلامي، متمثّلةً في قلّة الوثائق والمصادر، حتى أصبح على المؤرخ اليوم، إن هو أراد تجاوز هذه العقبة وتلبية حاجيات البحث العلمي الرصين، أن يبحث عن مصادر جديدة وينقّب عن وثائق غميسة، تسد بعض الثغرات في المادة التاريخية المتوافرة.

وفي هذا الصدد، حاول في بحثه الاعتماد على كتاب الجواهر المختارة فيما وقفت عليه من النوازل بجبال غمارة لعبد العزيز بن الحسن الزياتي (ت. 1055هـ/ 1645م)، على اعتباره أحد أهم المؤلفات النوازلية التي أنتجها العقل الفقهي المغربي في مطلع العصر الحديث. وقد تعامل معه الباحث لكونه نموذجًا للمصادر الفقهية القيّمة؛ إذ يسدّ بعض الثغرات التي تعتري التاريخ المغربي، لما تتضمّنه من قضايا تخص "المعاملات"، والمشكلات التي تترتب عليها بين الناس، ولما تثيره من قضايا مرتبطة بالحياة الدينية والروحية وغيرها من جوانب "العبادات".

وقد أبرز الشريف أهمية هذا المصدر، من خلال التطرق إلى قضيتين تاريخيتين "حساستين" شغلتا المجتمع المغربي وفقهاءه؛ تتعلق الأولى بالوضعية القانونية للمغاربة المسلمين الذين سقطت مدنهم وقراهم بيد الإيبيريين، وتتناول الثانية "ظاهرة خطف البنات وهروبهن" بالمغرب نهاية العصر الوسيط. وهي قضايا يكاد المؤرخ لا يجد لها أثرًا في المصادر التقليدية لتاريخ المغرب، واستعرض الشريف كيف نظر الفقهاء إلى هاتين القضيتين، وموقفهم منهما، والفتاوى التي حاولوا من خلالها معالجتهما.

وتلا المحاضرة نقاشٌ عام، شارك فيه جمهور الباحثين في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته.