Author Search
مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية وعضو في معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر. له 20 مؤلفًا وبحثًا، من أبرزها وأكثرها انتشارًا كتاب التطهير العرقي في فلسطين.
Author Search
محاضر في كلية الجليل بفلسطين. له 37 مؤلفًا في مواضيع التاريخ العربي والإسلامي والشرق الأوسط، من أبرزها: المؤسسة العسكرية في إسرائيل، والخط الحديدي الحجازي.
إيلان بابي
جوني منصور
آيات حمدان مديرة جلسة السيمنار
جانب من السيمنار على تطبيق زووم

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 9 أيلول/ سبتمبر 2020، الدكتور جوني منصور، المحاضر في كلية الجليل بفلسطين، والدكتور إيلان بابيه، مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية وعضو في معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة إكستر، واللذَين قدّما محاضرةً عن بُعد، من خلال نقلٍ مباشر عبر وسائط التواصل الاجتماعي (فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب)، بعنوان "تضامن المجتمع المدني في أوقات الشدة: آثار ودلالات نموذج نابلس أثناء اللجوء الفلسطيني (1948-1950) لفهم نموذج اللجوء السوري المعاصر (2011-2015)".

استُهلّت المحاضرة بالعودة إلى اقتلاع ما يقارب مليون فلسطيني من وطنهم وأرضهم قبل إنشاء إسرائيل وبعده، حين تمّ دفع قرابة نصفهم نحو مناطق مختلفة في الضفة الغربية لنهر الأردن، ووقع أمر استقبالهم ثمّ استيعاب عدد كبير منهم على عاتق المجتمع المحلي، قبل دخول الأمم المتحدة عبر منظماتها على خط التنظيم وتوفير المساعدات العينية وغيرها. ومن ثمّ ركّز الباحثان على معالجة دور بلدية نابلس في استيعاب اللاجئين الفلسطينيين في عام 1948 خلال أحداث النكبة التي حلّت بالداخل الفلسطيني في السنة ذاتها؛ ومبادرة بلدية نابلس وقوى جماهيرية أخرى للتكافل معها من أجل تحقيق غاية الدعم. وعدّ منصور وبابيه هذه المحطة تاريخيةً وفي غاية الأهمية لاستعداد المجتمع المحلي من بلديات وجمعيات ومؤسسات دينية واجتماعية لتلقّي أعداد هائلة من اللاجئين والنازحين في لحظات تاريخية مصيرية للغاية.

ثمّ عرّج الباحثان على إبراز أهمية "التضامن" داخل المجتمعات الواقعة تحت عدوان غير متوقّف، وكيفية بناء منظومة استيعاب ريثما يتوافر حلٌّ ما، وكيفية استيعاب المجتمعات بالرغم من محدوديتها الاقتصادية ومقدرتها اللوجستية على توفير كلّ ما يلزم. ومن ثمّ، انتقلا إلى تناول كيفية تعاطي المجتمعات المعاصرة اليوم مع مسألة التضامن مع اللاجئين، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو خارجها.

منهجيًا، تبنّى منصور وبابيه حالة نابلس وقراها، مضيفَين إليها أيضًا مدينتَي جنين وطولكرم، في استيعاب عشرات آلاف اللاجئين الذين توافدوا إليها من مدن الساحل الفلسطيني بوجهٍ خاص (حيفا ويافا وقراهما)؛ بما يوازي نسبة قرابة 20 في المئة من مجمل حالات اللجوء والنزوح الفلسطيني في ذاك العام. ثم أبرزا أنّ "النموذج" الفلسطيني للجوء والتضامن المجتمعي، الناجم في أعقابه وتراكميته، وصولًا إلى انتقال موضوع/ قضية اللاجئين إلى منظمة دولية، تمتع بخصوصية مميزة، كونه عكس وعي المجتمع الفلسطيني ويقظته بأهمية التعاضد والتضامن والحفاظ على البقاء والوجود، مقابل تسارع عمليات التهجير والتدمير والطمس.


ومن خلال دراسة الحالة هذه، انتقل الباحثان لدراسة حالات أخرى مشابهة إلى حدٍّ ما، أو حتى حالاتٍ مشابهة إلى حدٍّ بعيد، كحالة اللجوء والنزوح السوري أثناء الأزمة السورية، أو الحرب في سورية التي اندلعت في عام 2011. وبعد أن بيّن الباحثان الاختلاف الجذري بين حالتَي اللجوء الفلسطينية (1948) والسورية (2011)، سلّطا الضوء على النقاط والمواضع المشتركة/ المتشابهة بينهما، وأكّدا أن دراسة معمّقة لهاتين الحالتين من شأنها أن تشكّل أساسًا مستقبليًا لفهم حالاتٍ أخرى من النزوح واللجوء في مواضع أخرى من العالم.

أعقب المحاضرة نقاشٌ ثريّ، شارك فيه عن بُعد الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وأساتذة باحثون من ربوع الوطن العربي وخارجه، كما شارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.