Author Search
باحثة مساعدة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حصلــت علــى درجــة الماجستير في علم الاجتماع والأنثروﺑﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻦ معهد الدوحة للدراسات العليا، وعلى درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها وحضارتها من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة.
الباحثة صوفيا حنازلة محاضرةً والدكتور مراد دياني رئيسًا لجلسة السيمنار
الباحثة صوفيا حنازلة
الدكتور مراد دياني
الحضور المشارك في السيمنار
حنازلة أثناء تقديم العرض
زاوية أخرى للحضور المشارك
تساؤلات ومداخلات الجمهور
متابعة الجمهور الحاضر للعرض في السيمنار
الاجابة على تساؤلات ومداخلات الجمهور
الباحثة صوفيا حنازلة والدكتور مراد دياني

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات المنعقد في الدوحة في 22 أيار/ مايو 2019 صوفية حنازلة، الباحثة المساعدة في المركز العربي. وقدمت مداخلةً بعنوان "السجن المتخيل وتشكيل الذاكرة الجمعية: سرديات السجن في تونس ما قبل ثورة 2011 وما بعدها"، وهي جزء من مشروع الدكتوراه الذي هي بصدد إعداده.

استهلت الباحثة حنازلة عرضها بمحاولة تلمّس الغايات والأسباب التي ساهمت في اختيار هذه الإشكالية البحثية؛ إذ تتعدد الأسباب بين شخصية وسياسية وعلمية معرفية. ويطرح مشروعها موضوع السجون التونسية منذ فترة الاستقلال باعتبارها أيقونات لتاريخ مخصوص. فأسماء السجون ومواقعها والحكايات حولها ... إلخ أصبحت جزءًا من كيفية تأريخ الشعب التونسي لجماعيته وعلاقته المخصوصة بالسلطة السياسية.

عقب ذلك عرّجت الباحثة على النظر في كيفيات اشتغال سرديات السجن وخطاباته في الفضاء التونسي ومختلف علاقات القوى والصراعات التي تكشفها هذه السرديات والخطابات. من ذلك تحيل الباحثة على استعمال الدولة التونسية لخطابٍ معلن مخصوص حول السجن باعتباره مؤسسة إصلاحية وتقويمية من جهة، ولخطابٍ آخر مضمن هو استعمال السجن لغاية ترهيب كل من يجرؤ على معارضتها. وقد كانت هذه الثنائية الخطابية جزءًا مشكلًا في خطاب الدولة التونسية الحديثة حول السجن.

من جهة أخرى، أبرزت صوفية حنازلة أنّ التونسيين بنوا تصوّرات مختلفة حول السجن من الممكن رصدها من خلال السرديات الشفوية والكتابات والمنتجات البصرية التونسية ... إلخ، والتي عالجت موضوع السجن وأعادت تشكيلها ضمن سرديات مختلفة، تدعي الباحثة أنها في جزء كبير منها سرديات مناقضة للسرديات الرسمية.

ومن خلال هذه السرديات المناقضة، تحاول الباحثة أن ترصد أشكال الذاكرة الجماعية، والجماعية التونسية نفسها، المنتَجة عبر هذه القنوات التخييلية حول السجن. وترصد بالأساس شكلين لهذه الذاكرة، أولهما الذاكرة المؤسساتية، والتي تنتجها مؤسسات الدولة والخطابات الصادرة عنها، وثانيهما ذاكرات مناقضة للذاكرة المؤسساتية، والتي تصدُر من أفراد وجماعات مختلفة ذات مساحة معينة من مؤسسة الدولة، وغير مستثمرة في خطاباتها.

كما طرحت الباحثة للنقاش على المستوى النظري إشكاليات الذاكرة الجمعية ومختلف المحاولات التعريفية الموجودة في الأدبيات الأكاديمية، في محاولة لنقدها وتقديم مداخلة نظرية جديدة حولها. فتُؤَشكل الباحثة النظر في الذاكرة الجمعية باعتبارها واحدةً وغير مجزأة. وبالاعتماد على إرث المداخلات النقدية، حاولت إرساء الذاكرة الجمعية باعتبارها أولًا فعًلا تعدديًا، وثانيًا باعتبارها ساحة للصراع بين فاعلين مختلفين.

وللوصول إلى هذه الغاية، طرحت حنازلة مجموعةً من الأسئلة الفكرية والإيتيقية المركزية في عملية البحث العلمي، ومن أهمها التساؤل عن الغايات والأهداف من القيام بهذا المشروع، والمنطلقات النظرية وكذلك المبدئية والسياسية. كما عرجت على أسئلة أخرى مركزية كانت حاضرةً أثناء التحضير للمشروع، ومنها سؤال الجسد باعتباره الحيز المركزي للصراع والضبط داخل السجن. ومن ثمّ، تحاول الباحثة المرور من البحث في الجسد باعتباره فضاء للعنف والتعذيب، إلى الجسد بما هو فضاء لتكثيف الصراع، وتنظر إلى الفضاء السجني في تونس، لا باعتباره هدفًا في ذاته، ولكن بالأساس للدخول من خلاله إلى تقسيم الفضاء في تونس والتركيبة الجغرافية لعلاقات القوى ومحاولة تلمس التغيرات الحاصلة في هذه التركيبة زمنيًا وبنيويًا.

وأخيرًا، تطرقت الباحثة لمختلف الإمكانات البحثية التي يفتحها هذا المشروع، من خلال تلمّس نقاط الوهن فيه، والتي قد تؤدّي بدورها دورًا مهمًا في فتح آفاق جديدة للتساؤل والأشكلة.