Author Search

رئيسة قسم الدراسات النقدية والإبداعية والأستاذة في جامعة ألبرتا للفنون في كندا

غادة الأطرش
غادة الأطرش
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار
هاني عواد مترئسا جلسة السيمنار
إسماعيل ناشف معقبا على المحاضرة
إسماعيل ناشف معقبا على المحاضرة
من قاعة السيمنار
من قاعة السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، غادة الأطرش، رئيسة قسم الدراسات النقدية والإبداعية والأستاذة في جامعة ألبرتا للفنون في كندا، التي قدّمت محاضرة بعنوان "المسالخ البشرية في سورية: شهادات من الناجين"، تناولت فيها الدور الذي يمكن أن يضطلع به الفن في مقاومة الدكتاتورية في سورية.

أوضحت الأطرش أنّ العديد من السوريين وظفوا الكتابات الإبداعية والأعمال الفنية لتوثيق المخزون الفظيع من الألم، ومن أجل تسجيل صرخات الناس ضد الظلم والطغيان، وأنّ الثورة السورية التي انطلقت في آذار/ مارس 2011 فجّرت الطاقات الإبداعية الثقافية والفنية، التي أصبحت تمثل أرشيفًا يمكن أن يصبح ذاكرة محفوظة للأجيال السوريّة القادمة. وأشارت الباحثة إلى أهمية ترجمة الأعمال الفنية والإبداعية لضحايا التعذيب في سورية، وفي أي مكانٍ آخر، باعتبارها سرديات مضادة تتحدى السرديات الغربية التي تهيمن عليها رؤى استعمارية واستشراقية.

وتناولت المحاضِرة مجموعة من مقاطع السيرة الذاتية، والروايات والقصص، إضافة إلى لوحاتٍ فنية، تركها مجموعة من الفنانين والمبدعين السوريين، ممّن تعرّضوا لمختلف أصناف التعذيب والقهر في سجون النظام السوري، موضحةً أنّ ترجمة هذه الأعمال الإبداعية وإيصالها إلى المتلقّي الغربي عبر منهجية ترجمة نقدية، قد تساعد، على المدى الطويل، على فعل ما عجزت عنه السياسة، مبيّنةً أنّ مختلف هذه الأعمال تستبطن شهادات للناجين توازي في أهميتها الشهادات التي تسجلها مختلف منظمات حقوق الإنسان الدولية.

وقالت الباحثة إنّ ترجمة تجارب ضحايا العنف والقهر والتعذيب تطرح أسئلة أكبر من المعتاد عن الضرورة والمعرفة، وعن الإبداع والتوثيق، وتحتاج إلى اهتمام مضاعف من المؤسسات الأكاديمية لوضعها في المكان الأمثل من البحث، مؤكدةً أنّ أبحاثًا عديدة ممتازة أُجريت حتى هذه اللحظة، ولكنها لا تكفي لاستخلاص قيمة معرفية. واستنتجت الأطرش أنّ المخزون الذي تركه المبدعون السوريون يمثّل تجارب بشرية خالصة تحوّلت إلى وعيٍ إبداعي وفكري ومعرفي له خصوصيته وفرادته، يتقاطع مع ما أُنتج في العالم، وأنّ ترجمته لا تعني سوى إضافته إلى المعرفة الإنسانية العامّة ليكون جزءًا معتبرًا منها؛ باعتباره مِن أعلى درجات المقاومة بالكلمة. 

وقد قدّم إسماعيل الناشف، أستاذ الأنثروبولوجيا في برنامج علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في معهد الدوحة للدراسات العليا، مداخلة تعقيبية نبّه فيها إلى أهمية الأعمال الفنية والأدبية والإبداعية، بوصفها تعويضًا على فقدان اللغة فاعليتها أمام هول المأساة. وقد أعقب السيمنار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة وطلبته.