مقدمة
تجاوزت الحرب في اليمن، التي اندلعت بعد انقلاب الحركة الحوثية "أنصار الله" على العملية السياسية، ثلاثة أعوام ونصف، ولم تحقق أهدافها التي أعلنها التحالف العربي وعلى رأسها استعادة الشرعية. كما لم تتمكن السلطة الشرعية من فرض سيطرتها على جميع المحافظات الجنوبية التي استعادتها، وكثير من المناطق في معظم المحافظات الشمالية؛ منها أجزاء من مديريات محافظة صعدة، معقل الحركة الحوثية. ولم ينجح التحالف أيضًا في إضعاف قدرة الحركة على إطلاق الصواريخ تجاه أراضي المملكة العربية السعودية رغم تصريح المتحدث باسمه، أحمد عسيري، في الشهر الأول من الحرب بتمكّن قوات التحالف من تدمير 80 في المئة من مستودعات الأسلحة الخاصة بالحركة الحوثية بما فيها الصواريخ الباليستية وأنها لم تعد تشكل تهديدًا على دول الجوار. وفضلًا عن ذلك، فإن إطالة الحرب ضاعفت حجم المعاناة الإنسانية، وتمثّل ذلك في عدد القتلى الذين تعد غالبيتهم من المدنيين - بحسب تقرير الخبراء الدوليين الذي حمّل الأطراف كافةً مسؤولية حدوثها - وزيادة عدد النازحين، واتساع ظاهرة الفقر، وانتشار المجاعة، والأمراض الوبائية، وتردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. ونتج من الحرب وقائع سياسية وميدانية جديدة، أسهمت في تعقيد مسار الحرب وفشل جولات المفاوضات.