العنوان هنا
مراجعات 01 سبتمبر ، 2019

مراجعة كتاب: شبكات الغضب والأمل (الحركات الاجتماعية في عصر الإنترنت)

إيهاب محارمة

باحث مساعد في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. سكرتير تحرير مجلة "سياسات عربية". حاصل على درجتي ماجستير؛ الأولى في الدراسات الدولية من جامعة بيرزيت، والثانية في السياسات العامة من معهد الدوحة للدراسات العليا. تتركز اهتماماته البحثية في السياسات العامة.

عنوان الكتاب: شبكات الغضب والأمل: الحركات الاجتماعية في عصر الإنترنت.

عنوان الكتاب في لغته: Networks of Outrage and Hope: Social Movements in the Internet Age.

المؤلف: مانويل كاستلز.

المترجم: هايدي عبد اللطيف.

الناشر: المركز العربي للأبحاث ودارسة السياسات.

سنة النشر: 2017.

عدد الصفحات: 328 صفحة.

مقدمة

في كتاب شبكات الغضب والأمل: الحركات الاجتماعية في عصر الإنترنت، يبحث عالم الاجتماع الإسباني مانويل كاستلز في العلاقة الوثيقة بين "الحركات الاجتماعية" وحقبة الإنترنت من خلال موضوع "الحركات الاجتماعية الشبكية".

يُعتبر الكتاب مرجعًا بحثيًا مهمًا وشموليًا للدلالة على الحركات الاجتماعية الشبكية في المنطقة العربية والعالم، ولا سيما أنه قدّم تحليلًا وتفسيرًا للأنماط والأدوات والأشكال التي تعتمد عليها هذه الحركات الاجتماعية في التعبئة والحشد، إضافةً إلى محاجّته بقدرة هذه الحركات على فرض عملية التغيير والإصلاح السياسي. يسعى الكتاب لتعزيز النقاش المفتوح بشأن الحركات الاجتماعية الشبكية؛ ففي الوقت الذي لم يتوقف فيه البحث في الحركات الاجتماعية أو الحركات الاجتماعية الشبكية منذ بداية الثورات العربية في عام 2011، يأتي الكتاب بوصفه دراسة إضافية معمقة لتجذير هذا النقاش، ومستندًا إلى مجموعة كبرى من البيانات والتقارير التجريبية المثيرة للاهتمام، التي تبرز الفهم العميق لتطور الحركات الاجتماعية المعاصرة.

يستعيد كاستلز في هذا الكتاب ثلاثيته النظرية التي وردت في دراساته السابقة، حول شبكات الإنترنت والتواصل، والمشاركة السياسية، والسلطة والسلطة المضادة، والتي تقوم على فكرة أن الحركات الاجتماعية الشبكية ما هي إلا استمرار للمجتمع الشبكي التاريخي، القائم على أسس التواصل بين الناس، وذلك في مسعى منهم للدخول في عالم السياسة والتأثير في السلطة، بهدف تحقيق التغيير السياسي. ويرى أيضًا أن استمرار البحث في الحركات الاجتماعية الشبكية يؤكد ولادة عالم لا يُشكل فيه الإنترنت وسيلة للتواصل والاتصال فحسب، بل عالم يفتح المجال للأفراد لتشكيل حكمٍ ذاتي جديد، يستعيد فيه الشعب سلطته، وذلك بهدف التغيير الاجتماعي. لا يتفحص كاستلز قدرة هذه الحركات على تنسيق أعمالها على الإنترنت لتشكيل سلطة مضادة قادرة على التعبير عن رأيها وتحريك عقول الناس فحسب، بل لطرح مشروعات وسياسات بديلة تؤدي إلى تحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي.

* هذه المراجعة منشورة في العدد 29 (صيف 2019) من مجلة "عمران" (الصفحات 169-177) وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.