صدر عن سلسلة "ذاكرة فلسطين" في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتاب يوميات أكرم زعيتر: سنوات الأزمة 1967-1970، وهو جزء من يومياته يدوّن فيه وقائع سنوات صعبة، هي سنوات الأزمة الممتدة بين عامي 1967 و1970، حيث كان عضوًا في مجلس الأعيان الأردني، ثم وزيرًا للبلاط عقب حرب حزيران/ يونيو 1967. ومن موقعه هذا، يقدّم زعيتر صورة دقيقة للأوضاع؛ أردنيًا، وفلسطينيًا وعربيًا، عشية الحرب وخلالها، وفي أعقابها، موردًا الكثير من الوقائع والوثائق التي أضحت معروفة في خطوطها العامة، إلا أن تلك الإطلالة على بعض مراكز صنع القرار العربي تفسّر كثيرًا من الوقائع، وتشرح المسار الذي سلكته الحوادث قُبيل الهزيمة، وفي أثناء وقوعها، والتعامل مع تداعياتها ونتائجها بعد ذلك، مرورًا بتصاعد حركة المقاومة الفلسطينية بعد حرب 67، واصطدامها بالنظام الأردني في أيلول/ سبتمبر 1970.
يتألف الكتاب (672 صفحة بالقطع الوسط، موثقًا ومفهرسًا) من مقدمة، وأربعة فصول، وباقة من الملاحق والصور.
يقدم زعيتر في يومياته في الفصل الأول، "عام 1967"، تفصيلات كواليس السياسة الأردنية حين كان عضوًا في مجلس الأعيان، وزيارته الكويت ولقائه الشيخ سعد السالم الصباح/ وزير الخارجية الكويتي، واتفاقية الدفاع المشترك بين الأردن والجمهورية العربية المتحدة، واندلاع الحرب مع إسرائيل، وتعيينه وزيرًا للبلاط الهاشمي، وإعدام سليم حاطوم ووفاة شكري القوتلي في سورية، وزيارته الأمم المتحدة وإيجاز الملك حسين عنها، ومضمون البرقيات المتداولة في أثناء المعركة، واتجاه الأردن إلى تشكيل حكومة عسكرية، ثم تأليف بهجة التلهوني الوزارة، ورحلته إلى الدول الإسلامية، وعودته منها إلى عمّان.
يتحدث زعيتر في الفصل الثاني، "عام 1968"، عن الاتجاه إلى الاتحاد السوفياتي طلبًا للسلاح، بعد الحظر الأميركي على تسليح الجيش الأردني، وعن لقاء تم بين الأمير شكيب أرسلان وبن غوريون في جنيف في الثلاثينيات، وتحذير أرسلان من مطامع بن غوريون واليهود في فلسطين حينها، وعن زيارة الرئيس اللبناني شارل الحلو في 19 كانون الثاني/ يناير 1968، وجولته في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وعن تطويق مخيم الكرامة، وفكرة حكم محلي في الضفة بإشراف منظمة الأمم المتحدة لمدة عام تحضيرًا لتسوية ما، وعن اشتباك مع العدو في التاسع من شباط/ فبراير. كما يتحدث عن التوتر بين إيران ودول الخليج، والغارات الإسرائيلية في السابع عشر من الشهر نفسه، وتصريح وزير الداخلية الأردني الشاجب لعمليات الفدائيين، والاتصال بحركة فتح، ومقترحات الإسرائيلي موشيه ساسون للحكم المحلي في الضفة الغربية، وعن معركة الكرامة، واجتماع الملك بكبار رجال الدولة لإطلاعهم على الموقف، وعن البرقيات المتبادلة مع الملك فيصل، ونتائج مفاوضات يارينغ، وعن خروجه من الديوان الملكي وعودته إلى مجلس الأعيان، والانقلاب في العراق، والمنشورات الإسرائيلية الملقاة في سماء عمّان. ويتناول أيضًا المحاولة الإسرائيلية لإقامة إدارة مدنية في الضفة الغربية، ونسف الطائرات في مطار بيروت.
يتحدث زعيتر في يومياته في الفصل الثالث، "عام 1969"، عن الاعتصام في كنيسة القيامة نفذته جمهرة من السيدات، مسلمات ومسيحيات، آلين على أنفسهن ألا يتناولن طعامًا حتى يتم الجلاء عن الضفة الغربية. كما يتحدث عن تكليف عبد المنعم الرفاعي بتأليف الحكومة الأردنية الجديدة، وشن إسرائيل غارة جوية في 26 آذار/ مارس على منطقة استراحة عين حريز الواقعة على طريق السلط – وادي شعيب، "أدت إلى استشهاد ثمانية عشر شخصًا، وجرح خمسة وعشرين؛ جراح عشرة منهم خطِرة وجميعهم من المدنيين، وتدمير ست سيارات شحن مدنية وسيارة أجرة وسيارة للأشغال العامة، وتدمير ستة منازل مدنية وإلحاق أضرار بالطريق العام". ويتحدث أيضًا عن إحراق الأقصى في آب/ أغسطس، وعن تظاهرات عمان في 22 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على موقف السلطات اللبنانية من الفدائيين الفلسطينيين، والاصطدام الذي أدى إلى استشهاد ستة منهم في قتال دار بينهم وبين الجيش اللبناني، وعن تعيين زيد الرفاعي رئيسًا للديوان الملكي.
أما الفصل الرابع، "عام 1970"، فيتحدث فيه زعيتر عن انتقال القيادة الفلسطينية من أحمد الشقيري إلى ياسر عرفات، والمؤتمر الإسلامي في القدس في عام 1931، والاشتباكات المسلحة بين قوات أمن البادية والفدائيين الفلسطينيين، والمباحثات بين الفدائيين والحكومة الأردنية، وجمعية الكفّ الأسود، ومحاولة الاعتداء على موكب الملك حسين في 9 حزيران/ يونيو، والاشتباكات بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين، ووضع العراق جيشه تحت تصرف الملك حسين، وتوتر علاقة وصفي التل بالفدائيين، وتكليف عبد الوهاب المجالي بتشكيل الحكومة، ثم تشكيل اللجنة الرباعية العربية، وموقف أبو عمار من الوزارة، ثم تأليف عبد المنعم الرفاعي الوزارة، والتلويح بحكومة عسكرية، ثم تعثّر المفاوضات بين الحكومة والفدائيين، واتفاق الحكومة والمقاومة الفلسطينية، وموافقة عبد الناصر على مبادرة روجرز، ثم محاولة اغتيال الملك حسين في الأول من أيلول/ سبتمبر، وتحذير العراق الحكومة الأردنية من أن القوات العراقية المرابطة في الأردن ستقف في صف الفلسطينيين، ورد الحكومة على لسان رئيسها الرفاعي على المذكرة العراقية. كما يورد زعيتر تفصيلات محاولة اغتيال الملك الأردني، واتفاق ما قبل الانفجار، ومسألة خطف الطائرات، وتجميد اللجنة المركزية لمنظمة التحرير الفلسطينية عضوية الجبهة الشعبية بعد تفجيرها الطائرات المحتجزة في الصحراء، وتأليف حكومة عسكرية وتجميد الاتفاق مع الفلسطينيين، واندلاع المواجهات المسلحة في 17 أيلول/ سبتمبر، ورسائل جمال عبد الناصر، والتدخل العسكري السوري في المسألة، واعتقال صلاح خلف وفاروق القدومي، تغيّر لهجة القاهرة تجاه عمّان وسكوتها عن التدخل السوري، والدعوة إلى مؤتمر قمة عربي في القاهرة، واجتماع ياسر عرفات بالوفد العربي، وتكليف أحمد طوقان بتأليف حكومة مدنية، وزيارة الملك الأردني إلى القاهرة، وتشكيل لجنة عربية للإشراف على وقف إطلاق النار، ثم وفاة جمال عبد الناصر، ثم انقلاب حافظ الأسد في سورية، وتجدد إطلاق الرصاص في عمّان، واندلاع الاشتباكات في جرش، ثم جمع سلاح الميليشيات.