بدون عنوان

ضمن فعاليات معرض بيروت الدولي للكتاب، الدورة 61، نظّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، يوم الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر 2017، حلقة نقاشية عن كتاب: الخطاب الاحتجاجي – دراسة تحليلية في شعارات الحَراك المدني لنادر سراج، الذي صدر حديثًا عن المركز.

أدار الحلقة خالد زيادة، مدير فرع المركز في بيروت، وشارك فيها صقر أبو فخر، والجامعي سلطان ناصر الدين، وحضرها حشد كبير من الجامعيين وقادة الحراك المدني الذين يعالج هذا الكتاب الشعارات التي صاغوها وأطلقوها في حراكهم الذي شغل بيروت في صيف عام 2015، إضافةً إلى عدد كبير من طلاب الجامعة اللبنانية.

بداية، أشاد زيادة بالكتاب ومؤلفه الذي اعتبره من المتخصصين العرب القلائل الذين يتعقبون شعارات الحراكات المدنية في المنطقة العربية ويجمعونها ويعالجون دلالتها لغويًا وبيانيًا وسيميائيًا. واعتبر أنّ الكتاب بمنزلة "تأريخ للشعارات التي رُفعت، وللغرافيتي التي رُسمت على الجدران، في خلال الحراك المدني الذي انطلق في تموز/ يوليو 2015 مع أزمة النفايات" التي عصفت بالعاصمة اللبنانية. ورأى زيادة أيضًا أنّ للشعارات "أعمارًا ترتبط بالحوادث أو الوقائع التي أطلقتها، وهذا ما أظهرته ثورة يناير (2011) في مصر؛ فالشعارات التي تدور حول الحرية والكرامة والعيش، وكذلك شعار ’الشعب يريد‘، تلاشت وأصبحت ترمز إلى فترة يختلف المصريون في تقويمها والنظر إليها". وخَلُص في كلمته مؤكدًا وجهة نظر المؤلف التي تعتبر أن الشعارات ليست بديلًا من أي برنامج سياسي أو ثوري يسعى إلى التغيير. فهي، وإن اختصرت واقع الحال المتردي في البلدان العربية، لكنها لم تؤتِ في حقيقة الأمر الثمار السياسية التغييرية.

من جهته، لفت صقر أبو فخر إلى الجهد الذي بذله المؤلف في جمع الشعارات التي بلغت نحو 400 شعار وتحليلها ودراستها. واعتبر أن الهتافات والشعارات المكتوبة برهنت على "طواعية اللغة العربية ومقدرتها على الاستجابة للتطورات السياسية، علاوةً على قدرتها الإيحائية ومجازاتها اللمّاحة، واستعاراتها الساخرة"، الأمر الذي وصفه الكاتب بـ "البلاغة الشعبية". وأكّد في معرض حديثه أن الشعارات، على أهميتها، إنما هي شكل من أشكال الدعاية والتواصل من حيث تركيزها على جذب الانتباه والتسلل إلى أدمغة "المستهلكين".

أما سلطان ناصر الدين، فأكد أنّ "قوة شعارات الحراك المدني"، كما عالجها سراج، "تكمن في أنها جاءت خطابًا مباشرًا ... وكان لها قوة مضاعفة بالحضور الشخصي لا بالنقل"؛ إذ إن لغة الشعارات تحمل فكرًا يقوم على اللغة والوجدان. واعتبر أن "الصورة البليغة الملائمة غير الجارحة (التي تمثلها الشعارات) أقوى بكثير من السيوف والتخريب، وأنها تؤلم وتؤثّر في الطرف اللامبالي، ذلك أن اللغة قادرة على استيعاب كل جديد، وتكبر به وتخدم الفكر والمجتمع الذي تحيا فيه".

أما مؤلف الكتاب، نادر سراج، فبادر إلى سرد تجربته في جمع الشعارات ميدانيًا من مكان الحدث، وطريقة تحليله لها التي استغرقت عامًا كاملًا. واعتبر أن "من شأن فتح الفضاء العمومي أمام الباحث والقارئ كليهما للإبحار في فضاءات قضايا حيوية لها صلة بحراك الأفراد ودينامية الجماعات، تحرير اللسانيات ممن حاولوا حصرها في الظاهرة اللغوية". وأكد أن الرصانة الأكاديمية والأمانة العلمية لا تحولان دون كتابة النصوص اللسانية بأسلوب شائق يجمع بين الوضوح والعذوبة والسلاسة والفكرة المبتكرة.

وأخيرًا، خُتمت الحلقة النقاشية بحفل توقيعٍ للكتاب في جناح المركز.