بدون عنوان

الطاولة المستديرة ضمن أعمال المدرسة الشتوية الخامسة 2024
الطاولة المستديرة ضمن أعمال المدرسة الشتوية الخامسة 2024

تستمر أعمال الدورة الخامسة للمدرسة الشتوية الدولية، التي ينظمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بعنوان "وسائل التواصل الاجتماعي، الرقابة، ومجتمعات السيطرة"، والتي انطلقت يوم السبت، 6 كانون الثاني/ يناير 2024، في مقرّ المركز العربي في الدوحة.

افتُتح اليوم الثاني للمدرسة الشتوية، الأحد 7 كانون الثاني/ يناير، بمحاضرة بعنوان "التضليل الإعلامي والمراقبة والتصيّد على/ في الشرق الأوسط"، قدّمها أحمد الراوي - أستاذ مشارك في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي والاتصال العام في كلية الاتصالات في جامعة سيمون فريزر، وعضو مؤسس في أكاديمية التربية الإعلامية والرقمية في بيروت - عرض خلالها الظواهر المتطورة للتضليل الإعلامي، والتصيد والمراقبة في الشرق الأوسط. وناقش أنّ الدولة، في بعض الدول العربية، ليست الطرف الوحيد المنخرط في العمليات الإعلامية، إذ طوّر كثير من الأحزاب السياسية وحتى الميليشيات، جيوشًا إلكترونية خاصة تُستخدم لتشويه سمعة خصومها وإسكات المعارضة. وباستخدام قواعد بيانات واسعة ومقابلات مع ناشطي حقوق الإنسان وأدلّة تجريبية، بيّنت المحاضرة كيفية استهداف الصحافيين النقديين والناشطين، في كثير من الأحيان، بحملات تضليل منسقة على وسائل التواصل الاجتماعي لتشويه صدقيتهم والإضرار بسمعتهم.

أعقبت المحاضرة طاولة مستديرة ترأّسها فادي زراقط، حول الحروب ووسائل التواصل الاجتماعي، بمشاركة كلّ من الباحثين أحمد الراوي ومارك أوين جونز ومحمد حماس المصري ومحمد زياني ونديم ناشف. وتناولت كيفية تفاعل استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي مع تقنيات ضبط المحتوى وتحديده، ونشر المعلومات المضللة والخاطئة، مما أدى في بعض الأحيان إلى فهمٍ مجزّأ أو مضلل للصراعات، واستغلال أطراف عديدة هذه المنصات؛ بغرض الدعاية.

ثم عرض أحمد أبو زيد ورقته حول "مكافحة الإرهاب، وتشريعات الجرائم الإلكترونية، وقوة الأوتوقراطية الرقمية"، وقدّم السيد عبد الحميد ورقة بعنوان " سرديات السجناء السابقين المضادة وتشكيل الذوات الحدّية".

التغريدات المؤيدة للدكتاتورية على منصّة إكس

افتتح مارك أوين جونز، الأستاذ المشارك في دراسات الشرق الأوسط في جامعة حمد بن خليفة في قطر، اليوم الثالث، الإثنين 8 كانون الثاني/ يناير، بمحاضرةٍ عنوانها "من ’ الغسل الأخضر‘ إلى التغريدات المؤيدة للدكتاتورية: الخداع الضار على منصة إكس (تويتر سابقًا)"، تناولت بروز مظاهر الدعاية حول التغير المناخي واستراتيجيات الاستقطاب عبر وسائل التواصل الاجتماعي في السودان. وتسلط دراسات الحالة هذه الضوء على التحديات في تأطير "أوامر الخداع" و"عمليات الخداع"، واقترحت نموذجًا لتحديد التفاعلات بين وكلاء الخداع والجغرافيا السياسية.

ثمّ قدّمت إيزادورا بورخيس مونروي ورقتها بعنوان "لمن الرقابة الجماعية عبر الإنترنت؟ آثار التأطير والعلاقات بين الجماعات في الرأي العام"، عرضت فيها مقياسًا لمزاعم الخصوصية المتنافسة، بعيدًا عن مخاوف الخصوصية الذاتية المرجعية والتغاير الاجتماعي الديموغرافي. أعقبتها ورقة لنور حموي، بعنوان "تأثير المعلومات المضللة في المظالم القائمة على الهوية: دراسة داخل المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة"، تناولت تأثير نشر المعلومات الكاذبة والمضللة في المظالم المرتبطة بالهوية ودورها المحتمل في تعزيز الولاء للمجموعة.

اختُتمت أعمال هذا اليوم بورشة عمل قدّمها فادي زراقط، رئيس وحدة دراسات المجال الرقمي الاجتماعي العربي في المركز العربي، بعنوان "الهندسة العكسية لوسائل التواصل الاجتماعي". تناولت الورشة وسائل التواصل الاجتماعي بأسلوب تفكيكي هندسي، يتيح التعرف إلى مكوناتها وبناها الهندسية التي تسمح بتشكيل الجاليات والمجتمعات، وربط الأفراد والشخصيات والكيانات. وعرضت سبل الاستفادة من هذا التفكيك الهندسي العكسي لجمع البيانات والمعطيات وإعادة تركيبها من أجل إنتاج الدراسات الأكاديمية.

"وسائل التواصل الاجتماعي، الرقابة، ومجتمعات السيطرة"

افتُتح اليوم الرابع بطاولة مستديرة ثانية حول موضوع هذه الدورة، ترأّسها هاني عوّاد وشارك فيها كلّ من أحمد الراوي وديفيد ليون وهيثر جابر ومارك أوين جونز وطه ياسري. تناولت التفاعل بين وسائل التواصل الاجتماعي، والرقابة، وسيطرة الحكومات والشركات وتأثيرها في الثقافة الجماهيرية.

ثم قدّم برونو شميت فورهيرد ورقة بعنوان "المنشورات، والوطنيون، والدعاية: التعبئة الوطنية في وسائل التواصل الاجتماعي السعودية". وباستخدام وسائل التواصل الاجتماعي السعودية دراسةَ حالة، أوضحت الورقة أنّ الدولة تطمح إلى التأثير في الجدال العام من خلال عمليات معلوماتية موالية للحكومة، لكنّها تنجح في ذلك جزئيًا. وتبيَّن، بدلًا من ذلك، كيفية اعتماد الدولة أيضًا على تعبئة مؤيديها لتعزيز نقاط الحوار المؤيدة للحكومة. وعرضت لورا شون ورقة بعنوان "تحوّل علاقات الدولة - المجتمع في العصر الرقمي: وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها ميسّرًا للاستجابة في المملكة العربية السعودية في ضوء تغير المناخ"، أوضحت من خلالها كيف تؤدي وسائل التواصل الاجتماعي دورًا ميسّرًا للاستجابة في السياقات الأوتوقراطية.

وعرضت باريشهر كاظمي، في الجلسة الأخيرة، ورقة بعنوان "بين التخفّي والاعتقال: ديناميات المقاومة والقمع في النشاط الرقمي للمرأة الإيرانية"، تناولت كيفية محاولة الدولة قمع المعارضة النسائية وكيفية صوغ النساء نشاطهن في مواجهة هذا القمع. وعرضت ميترا شمسي ورقة بعنوان "وسائط النشاط النسوي الإيراني: سياسات المرئي"، ناقشت خلالها ديناميات وسائل التواصل الاجتماعي وإمكاناتها في سياق نشاط المرأة في إيران؛ فثمة من يرى أنّ حملات النساء تؤدَّى في فضاءات هجينة، حيث تتشابك المنصات الإلكترونية وغير الإلكترونية، ووسائل الإعلام الرقمية البديلة والسائدة، لحشد الدعم وجذب انتباه وسائل الإعلام المحلية والدولية السائدة.

يذكر أنّ أعمال هذه الدورة ستُختتم يوم الخميس، 11 كانون الثاني/ يناير، حيث ستُعرض مجموعة أوراق للمشاركين، إضافةً إلى محاضرة عامة وورشة عمل حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي من أجل سلامة المجتمع.