بدون عنوان

الجلسة الافتتاحية
الجلسة الافتتاحية
آيات حمدان
آيات حمدان
طارق متري
طارق متري
عزمي بشارة
عزمي بشارة
عزمي بشارة
عزمي بشارة
جانب من الحضور الأكاديمي والمدعوين
جانب من الحضور الأكاديمي والمدعوين
الجلسة الأولى في المسار الأول
الجلسة الأولى في المسار الأول
محمد حمشي
محمد حمشي
عمر إحرشان
عمر إحرشان
أحمد صاري
أحمد صاري
مصطفى بوصبوعة
مصطفى بوصبوعة
الجلسة الثانية من المسار الأول
الجلسة الثانية من المسار الأول
تمارا خروب
تمارا خروب
بلال شلش
بلال شلش
محمود محارب
محمود محارب
هاشم أبو شمعة
هاشم أبو شمعة
الجلسة الأولى من المسار الثاني
الجلسة الأولى من المسار الثاني
إيلان بابيه
إيلان بابيه
ماندي تيرنر
ماندي تيرنر
يان بوصة
يان بوصة
الجلسة الثانية في المسار الثاني
الجلسة الثانية في المسار الثاني
نديم روحانة
نديم روحانة
امطانس شحادة
امطانس شحادة
ملكة عبد اللطيف
ملكة عبد اللطيف
فراس القواسمي
فراس القواسمي
الجلسة الأولى في المسار الثالث
الجلسة الأولى في المسار الثالث
آية رندال
آية رندال
عبد الحميد صيام
عبد الحميد صيام
ناصر ثابت
ناصر ثابت
نورس المناصرة
نورس المناصرة
الجلسة الثانية في المسار الثالث
الجلسة الثانية في المسار الثالث
دينا طه
دينا طه
نادرة شلهوب - كيفوركيان
نادرة شلهوب - كيفوركيان
كيت روحانا
كيت روحانا
الجلسة الأولى في المسار الرابع
الجلسة الأولى في المسار الرابع
عصام نصار
عصام نصار
عزة الحسن
عزة الحسن
رولا شهوان
رولا شهوان
الجلسة الثانية من المسار الرابع
الجلسة الثانية من المسار الرابع
معين الطاهر
معين الطاهر
نزار أيوب
نزار أيوب
ساري عراف
ساري عراف
أريج صباغ - خوري
أريج صباغ - خوري
ندوة عامة: المواقف العربية والدولية من العدوان على غزة
ندوة عامة: المواقف العربية والدولية من العدوان على غزة
خالد فراج
خالد فراج
أسامة أبو ارشيد
أسامة أبو ارشيد
إبراهيم فريحات
إبراهيم فريحات
محمد أبو رمان
محمد أبو رمان

انطلقت يوم السبت، 10 شباط/ فبراير 2024، في الدوحة، أعمال الدورة الثانية للمنتدى السنوي لفلسطين التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية خلال الفترة 10-12 شباط/ فبراير 2024. ويُعدّ هذا المنتدى الحدث الأكاديمي السنوي الأبرز عالميًا المخصص للقضية الفلسطينية؛ لناحية الجودة الأكاديمية للأوراق البحثية المقدمة فيه، وتنوّع المقاربات البحثية والباحثين المساهمين من مختلف أنحاء العالم. وتشمل هذه الأوراق مروحةً واسعةً من الموضوعات المهمة المتعلقة بفلسطين والقضية الفلسطينية، مثل: تاريخ فلسطين، والقضية الفلسطينية، وفلسطين في العلاقات العربية وفي العلاقات الدولية، وغيرها من الجوانب المهمة في تحليل القضية، مثل الاستعمار الاستيطاني ونظام الأبارتهايد. وقد أصبح هذا المنتدى يمثّل رافدًا مهمًّا للبحث العلمي بشأن فلسطين، واكتسب سمعةً عربية ودولية، ويجذب حضورًا واسعًا من المهتمين بقضيتها وسياقاتها الإقليمية والعالمية، وهو يُعدّ مكانًا للالتقاء وتبادل وجهات النظر بشأن فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.

وإلى جانب تقديم نحو 70 ورقة علمية محكّمة في 6 جلسات ضمن كل واحدة منها أربعة مسارات متوازية، يضمُّ المنتدى في دورته الثانية خمس ندوات عامّة يشارك فيها عدد من الأكاديميين والإعلاميين والنشطاء، وتتناول الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني.

استُهلّ المنتدى بجلسة افتتاحية، قدّمتها آيات حمدان، منسقة منتدى فلسطين والباحثة في المركز العربي، التي أشارت، في كلمتها الترحيبية، إلى أنّ هذا المنتدى يُعقد في مرحلة حرجة من تاريخ القضية الفلسطينية، تشنّ فيها إسرائيل حربَ إبادةٍ ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتستهدفه في الضفة وكذلك المجتمع الفلسطيني في أراضي عام 48؛ ما يعطيه أهميةً خاصةً هذه السنة، حيث أصبحت الكلمةُ لفائدة القضية الفلسطينية محرّمةً أكثر من أيّ وقت مضى، لذلك يأتي المنتدى ليسدَّ فراغًا، ويشكّل فضاءً حرًّا لالتقاء الباحثين والمهتمين لتبادل وجهات النظر، ومناقشة قضية فلسطين بأبعادها المختلفة.

طارق متري مفتتحًا أعمال المنتدى السنوي لفلسطين

بدأ طارق متري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، الكلمة الافتتاحية للمنتدى بالتأكيد على مواصلة الجهد المشترك بين المركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية في تدارس القضية الفلسطينية في جوانبها كافة منذ النكبة، وخلال النكبات المتعاقبة والمتجددة، حيث تأتي هذه الدورة في ظل المعاناة الهائلة للشعب الفلسطيني في غزة وثباته في أرضه. وشدّد متري على استمرار الجهد الأكاديمي والتوثيقي والتحليلي للمركز العربي ومؤسسة الدراسات الفلسطينية للاستجابة لاحتياجات الرأي العام الحاضرة بحيث تكون مرجعًا، لا عن الماضي فحسب، بل عن الأوضاع الحاضرة. وانتهى إلى أنّه من الواجب إطلاق برامج جديدة وامتلاك أدوات للمتابعة فرضت الأوضاع الراهنة الحاجة الملحّة إليها، وهو الهدف الأساس من هذا المنتدى، وهو مناسبة لتيسير الحوار بشأن القضية الفلسطينية، وحافز للمزيد من العمل.

عزمي بشارة محاضرًا حول تحديات القضية الفلسطينية في ضوء العدوان على غزّة

ألقى عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي للأبحاث، المحاضرة الافتتاحية للمنتدى، التي تطرّق فيها إلى تطوّر حقل الدراسات الفلسطينية والخطر المحدق بإنجازاتها وبالحرية الأكاديمية عمومًا نتيجة جماعات الضغط الإسرائيلية واستحضار تهمة اللاسامية الجاهزة ضد نقّاد إسرائيل، والطبيعة الاستعمارية الاستيطانية لإسرائيل، ومحددات الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية، وتطوّر العلاقة بين إسرائيل والدول الغربية ومصالحها المشتركة، ومآلات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة، وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني، والاستراتيجية المأمول أن ينخرط الفلسطينيون فيها لتحقيق السيادة والاستقلال، وتطرقت المحاضرة إلى الجدل الدائر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر حول عملية طوفان الأقصى ومسؤولية المقاومة، وغير ذلك من القضايا ذات الصلة.

القضية الفلسطينية في السياقَين العربي والدولي

عُقدت الجلسة الأولى للمؤتمر في أربعة مسارات فرعية متوازية. ترأّس محمد حمشي مسارًا بعنوان "فلسطين وحركات التضامن العربية"، شارك فيه ثلاثة باحثين. حاجّ عمر إحرشان أنّ ثمّة تمايزًا، يصل في كثير من المحطات إلى تناقض، بين مغرب رسمي يتحلل من التزاماته تجاه القضية الفلسطينية، ومغرب "غير رسمي" يستمر في تضامنه معها، لكنّ تفاعله يخفت بسبب عوامل متعددة في مقدمتها الإفراط في استعمال الأيديولوجيا والسياسة وتعدّد إطارات التضامن وصعوبة التنسيق بينها. بينما رصد أحمد صاري بداية وعي الجزائريين وتفاعلهم مع القضية الفلسطينية، وكيفية احتلالها صدارة اهتمام الحركة الوطنية، ومن ثم تفاعل الموقف الشعبي وتشكّل الخطاب الرسمي الجزائري تجاهها. في السياق ذاته، تناول مصطفى بوصبوعة أسباب دعم الألتراس في الجزائر للقضية الفلسطينية عبر خطاباتهم اللفظية والبصرية، موضحًا أنّهم في نضالهم ضد الحرمان والإقصاء يجدون في نضالات الفلسطينيين ضد الاحتلال نموذجًا يعبّر عنهم ويعبّرون عنه في كل مباراة برفع علم فلسطين و"تيفوهات" لدعم المقاومة الفلسطينية.

وفي مسار "فلسطين في السياق الدولي"، الذي ترأّسه مروان قبلان، قدّم ثلاثة باحثين أوراقهم. فحاجّ إيلان بابيه بأنّ الصهيونية كانت مشروعًا مسيحيًا إنجيليًا قبل أن تصبح مشروعًا يهوديًا، وأنه عندما اندمج اللوبيّان الإنجيلي المسيحي والصهيوني في لوبي واحد على ضفّتَي المحيط الأطلسي، أصبح قويًّا بما فيه الكفاية للتأثير في السياسة البريطانية تجاه فلسطين التاريخية. بينما تطرّقت ماندي تيرنر إلى الصراع بين النخب السياسية ومجموعات المجتمع المدني الداعمة للصهيونية وإسرائيل من جهة، والجمهور ومجموعات المجتمع المدني الساعين إلى تغيير فهم الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في المملكة المتحدة من جهة أخرى، مشيرةً إلى تطورات هذا الصراع وتسارعه بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. أمّا يان بوصة فناقش في ورقته أنّ استراتيجية التدويل التي بدأتها منظمة التحرير الفلسطينية في سبعينيات القرن العشرين، قد أدت لاحقًا إلى اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين دولةً مراقبةً غير عضو، ورغم أنها ليست كاملة العضوية في الأمم المتحدة، فإنّ الدبلوماسية الفلسطينية أثّرت في نظرة النظام العالمي برمّته.

أمّا المسار الثالث "في حق العودة الفلسطيني"، الذي ترأّسته آية راندال، فضمّ ثلاث أوراق. قدّم عبد الحميد صيام الورقة الأولى، التي تناول فيها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 والتفاصيل التي وردت فيه، وكيفية ربطها الاعتراف بإسرائيل بهذا القرار وقرارها الخاص بالتقسيم رقم 191، وتتبع فيها حق العودة في إطار القانون الدولي. وفي سياقٍ متصل، بحث ناصر ثابت في ورقته، إمكانية معاقبة القيادة الإسرائيلية على استمرارها في حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حقّهم في العودة باعتباره جريمة ضد الإنسانية أمام المحكمة الجنائية الدولية. أمّا نورس المناصرة، فسلّطت الضوء على حالة قرية فوكين الفلسطينية، التي هجّر الاحتلال الإسرائيلي أهلها عام 1953، ليستطيعوا العودة إليها عام 1972 في حدث استثنائي وبطولة غير مسبوقة، لتكون القرية الفلسطينية الأولى والوحيدة التي استطاع أهلها العودة إليها بعد نكبة 1948.

وعُقد المسار الأخير للجلسة الأولى، الذي ترأّسه عصام نصار، بعنوان "استعادة الأرشيف المسروق"، وشارك فيه ثلاثة باحثين. أوضحت عزة الحسن في ورقتها أنّ نهب الدولة الإسرائيلية وتدميرها المنهجي للأفلام والصور الفلسطينية يؤثران في الصور والأفلام الناجية من هذا النهب، ويغيّران كيفية ارتباط المجتمع والثقافة الفلسطينيَين بها. أمّا نظمي الجعبة، فعرض في ورقته مجالات استخدام أرشيف دائرة الآثار الفلسطينية في حقبة الانتداب البريطاني في كتابة تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر. وعالجت رولا شهوان في ورقتها، كيفية استخدام صانعي الأفلام الإسرائيليين للأفلام الوثائقية لإنتاج سردية تاريخية تعتمد على الأرشيفات الفلسطينية المنهوبة والمخزّنة في أرشيفات الدولة الإسرائيلية، موضحةً دور الهيمنة على الأرشيفات في التحكم وتقديم السردية التي تتماشى مع خطاب السلطة الجامعة.

سياسات الهيمنة والمحو والاستيطان الاستعمارية الإسرائيلية

عُقدت الجلسة الثانية في أربعة مسارات فرعية متوازية أيضًا. في المسار الذي ترأّسته تمارا خروب "النكبة: رؤى من خلال سجلات الأرشيف"، أضاء بلال شلش على بعض جوانب النقد الذاتي من أهل فلسطين أثناء حرب 1947-1949، من خلال إبراز أصوات مقاتليهم في المنطقة الوسطى، ونظرتهم إلى موقفهم في الحرب وحدود الدور العربي فيها. وتتبع محمود محارب في ورقته كيفية تمكّن الحركة الصهيونية وإسرائيل من تجنيد نحو 26700 فرد للجيش الإسرائيلي من خارج البلاد في أثناء حرب 1948، والدور الذي أدّوه في توفير العديد من الأسلحة وتزويد الجيش الإسرائيلي بالخبرات العسكرية. أمّا هاشم أبو شمعة، فتطرّق في ورقته إلى قصة مجزرة الطنطورة، مجادلًا بأنّ استغلال دولة الاحتلال لعمالة الفلسطينيين المقتلعين من الطنطورة يبرهن على الدور المركزي لمنظومة العمالة في التحكم في الفلسطيني واقتلاعه من أرضه.

وفي مسار "الاستيطان في الضفة"، الذي ترأّسه نديم روحانا، بيّن امطانس شحادة وإيناس خطيب أنّ إسرائيل تستخدم سياسات اقتصادية اجتماعية متنوعة تتلاءم مع احتياجات المشروع الاستعماري الاستيطاني، إذ تتبنى الحكومات الإسرائيلية سياسة اقتصادية نيوليبرالية صهيونية داخل الخط الأخضر، بينما تتبنى سياسة اقتصادية اجتماعية صهيونية في المستوطنات. أمّا ملكة عبد اللطيف، فركزت على ظاهرة الاستيطان الديني في القدس باعتبارها ظاهرة تمخضت عن مركزية تيار الصهيونية الدينية، من خلال دراسة حالة جمعية إلعاد، التي تُعدُّ ذراعًا حكومية تساند إسرائيل في برامجها الاستيطانية. وقدّم الورقة الأخيرة في هذا المسار، فراس القواسمي، التي أوضح فيها أنّ التغيير البنيوي في بعض وزارات حكومة الاحتلال المرتبط بالاستيطان، وتحديدًا وزارة الدفاع، المتمثل في وجود بتسلئيل سموتريتش وزيرًا ثانيًا يُشرف على الإدارة المدنية المهتمة بإدارة التوسع الاستيطاني، ما هو إلا أداة لتطبيق معتقدات عميقة لديه بضرورة وجود ثورة في الاستيطان.

أمّا مسار "القدس: سياسات المحو والمقاومة"، الذي ترأسته دينا طه، فضمّ ثلاث أوراق. قدّمت نادرة شلهوب-كيفوركيان الورقة الأولى، التي طرحت فيها مصطلح "الإهالة" اعتمادًا على أصوات المقدسيين، وتحلله بصفته حيزًا متغير الدلالات، يمكّن من كشف التغييرات في ديناميات القوى في واقع استعماري استيطاني يحاول فيه المستوطن استلاب المجتمع المحلي من خلال عنف الاقتصاد السياسي (المحلي والعالمي) للدولة الصهيونية. وفي سياق متصل، بحثت كيت روحانا في ورقتها العوائق التي تحول دون حصول الفلسطينيين في القدس على تمثيل سياسي مناسب، وتتبعت الفرص الممكنة التي يتعيّن على الفلسطينيين المقدسيين الانخراط فيها بحرّية، في الانتخابات المحلية والوطنية، من أجل اختيار تمثيلهم السياسي. أمّا سبينوزا نجار، فناقشت، من خلال حالة حي وادي الحلوة في قرية سلوان المقدسية، دور المجتمع المدني الاستيطاني الإسرائيلي في عمليات تهميش الفلسطينيين، والتهويد، واستخدام علم الآثار والسياحة التراثية من أجل ذلك.

وبرئاسة معين الطاهر، انعقد المسار الأخير للجلسة الثانية بعنوان "نظام الأبارتهايد والهيمنة الاستعمارية الإسرائيلية"، وشارك فيه ثلاثة باحثين. رصد نزار أيوب في ورقته أبرز معالم نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد" الإسرائيلي في فلسطين في القانون والممارسة، الذي يستهدف الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، واللاجئين الفلسطينيين المحرومين من ممارسة حقّهم المشروع في العودة إلى ديارهم. ومن خلال تناول حالات الجزائر وجنوب أفريقيا وفلسطين وربط القانون المقارن بسياق تاريخي، أوضح ساري عرّاف في ورقته أنّ الفصل العنصري في جوهره تحديث لنظام قانوني محكوم بالمخاوف الديموغرافية المبنيّة على أساس عنصري في مستعمرات الأقليّات الاستيطانية. وفي سياق متصل، عالجت أريج صباغ - خوري في ورقتها طبيعة التفاعلات بين المستعمرين اليهود والسكان الفلسطينيين الأصلانيين، وكيفية صياغة فاعلية الفلسطينيين في المشهد السياسي في إسرائيل، في ظل الطابع الجدلي للتغيير السياسي في السياق الكولونيالي الاستيطاني.

المواقف العربية والدولية من العدوان على غزّة

نظّم المنتدى السنوي لفلسطين في دورته الثانية في نهاية اليوم الأول ندوةً عامةً بعنوان "المواقف العربية والدولية من العدوان على غزّة"، ترأسها خالد فراج، وشارك فيها ثلاثة متحدثين. تطرّق أسامة أبو ارشيد في مداخلته إلى الموقف الأميركي من الحرب على غزة، متتبعًا مقاربة إدارة الرئيس جو بايدن للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتطوراتها، والتعقيدات التي واجهتها في الحفاظ على تماسك قاعدته الانتخابية المنقسمة وانسجامها على خلفية الموقف من الحرب التي تشنها إسرائيل، في ظل جهود المؤيدين للحقوق الفلسطينية في الولايات المتحدة الأميركية من أجل أن تترتب على بايدن تكلفة سياسية باهظة جراء دعمه المطلق لإسرائيل. أمّا إبراهيم فريحات، فتناول في مداخلته استجابة الدول الأوروبية للحرب الإسرائيلية على غزّة، مجادلًا بأنّ فهم موقف الدول الأوروبية تجاه حرب غزة يتطلّب أولًا فهم الموقف الأوروبي من حرب أوكرانيا، فالحرب في غزة كشفت عن ثلاثة أزمات. أولًا، ظهر انقسام في الوحدة السياسية الأوروبية، ما بين دول أخذت موقفًا متواطئًا مع العدوان الإسرائيلي على غزّة، وأخرى أخذت مواقف جريئة. ثانيًا، عانى المشروع الحضاري الأوروبي المتمسك بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات انفصامًا بين أوكرانيا وغزة. ثالثًا، خلخلت المواقف الأوروبية الرسمية العلاقة ما بين الشعوب والحكومات، رغم أن الأنظمة السياسية في أوروبا ديمقراطية ويُفترض تأثّر مواقفها بالرأي العام. وحلل محمد أبو رمان، في المداخلة الأخيرة، الموقف الاستراتيجي العربي من الحرب على غزة من منظورات متعددة، منها ما يتعلق بالنظام الرسمي العربي على الصعيدين الدولي والإقليمي، ومنها ما يتعلق بتصاعد دور الفاعلين من دون الدولة على حساب الدول الوطنية، وما يتعلق بالأزمة البنيوية التي تعانيها غالبية الدول العربية منذ مرحلة الربيع العربي، والتداعيات المتوقعة على النظام الرسمي العربي نتيجة للحرب على غزة.

تستمرّ أعمال المنتدى حتى 12 شباط/ فبراير، على نحو ما هو مبيَّن في جدول أعماله في اليومين القادمين، بنسقٍ مشابه، تُعقد الجلسات فيه في مساراتٍ متوازية، حول تصورات المستقبل الفلسطيني، والشباب الفلسطيني والديموغرافيا، والاقتصاد الفلسطيني، والقيادات والمؤسسات الفلسطينية في بداية القرن العشرين، ومنظومة السجن الإسرائيلية، والفلسطينيين ومنظومات القوانين، والشتات الفلسطيني، والمقاومة الفلسطينية، والتضامن العالمي مع فلسطين، واللاجئين والمهجرين الفلسطينيين، وأنظمة السيطرة الاستعمارية في الضفة الغربية وقطاع غزّة، والصحة والبيئة في سياق الاستعمار الاستيطاني، وصراع الذاكرة. ويتبع الجلسات في كلا اليومين ندوات عامة، مخصصة لتناول تغطية وسائل الإعلام الغربية للعدوان الإسرائيلي على غزّة، وتحديات إعادة الإعمار بعد العدوان، ومستقبل حركة حماس، ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.