بدون عنوان

المتحدثون في ندوة :تحديات إعادة الإعمار في غزة بعد العدوان
المتحدثون في ندوة :تحديات إعادة الإعمار في غزة بعد العدوان
محمد أبو نمر
محمد أبو نمر
غسان أبو ستة
غسان أبو ستة
غسان الكحلوت
غسان الكحلوت
علي الزعتري مشاركا عبر تقنية المحاضرة عن بعد
علي الزعتري مشاركا عبر تقنية المحاضرة عن بعد

تواصلت، يوم الأحد 11 شباط/ فبراير 2024، أعمال الدورة الثانية للمنتدى السنوي لفلسطين التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية خلال الفترة 10-12 شباط/ فبراير 2024. وانتظمت أعمال اليوم الثاني من المنتدى في جلستين انعقدتا في أربعة مسارات فرعية متوازية، وندوتين، عُقدت الثانية منها بعنوان "تحديات إعادة الإعمار في غزة بعد العدوان"، وترأسها محمد أبو نمر، أستاذ كرسي عبد العزيز للسلام الدولي وحل النزاعات في الجامعة الأميركية في واشنطن، بمشاركة غسان الكحلوت، وغسان أبو ستة، وعلي الزعتري.

جادل غسان الكحلوت، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني وأستاذ مشارك في برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا، بأنّ فترة ما بعد الحرب في غزّة تتّسم اليوم بعدم الوضوح الشديد، وأنّ سياق إعادة الإعمار فيها لن يكون مطابقًا للسياقات السابقة. واستعرض الباحث حجم الخسائر في المباني السكنية والبنى التحتية ونطاقها، وتأثُّر الرعاية الصحية والمستشفيات من جرّاء الحرب، والتحديات السياسية والإدارية، المحلية والإقليمية والدولية، وتقييد الوصول إلى الموارد، وتكلفة إعادة الإعمار الماديّة، والخسائر في الموارد البشرية خلال الحرب، وأعداد النزوح. وخلص الباحث إلى أنّ مؤتمرات المانحين، فيما يتعلّق بالتمويل، غالبًا ما تكون لها قيمة رمزية، وأنّه ليس ثمّة طريق آخر لتفعيل عملية إعادة الإعمار حقيقةً، من دون إخراج إسرائيل من المعادلة قدر الإمكان. وشدَّد على أنّه من الضروري دعم بناء القدرات السريع للمنظمات غير الحكومية المحلية والبلديات والمؤسسات الشبيهة، وتحقيق مستوى ملائم من المساءلة والشفافية في العملية، وتنمية القدرة على التكيّف والمرونة؛ فالظروف تتغير بسرعة على الأرض.

أمّا غسان أبو ستة، الطبيب البريطاني - الفلسطيني، والأستاذ المشارك في علم الجراحة، فبيَّن أن التفكيك المنهجي للقطاع الصحّي في غزّة كان بهدف جعله مكانًا غير صالح للعيش على المدى الطويل، وهو الملمح الأبرز في حرب إسرائيل على قطاع غزة. ومن ثمّ، أصبحت التحديات التي تواجه عملية إعادة بناء القطاع الصحي في غزّة أكثر إلحاحًا؛ نظرًا إلى وجود أكثر من 70 ألف جريح حاليًا، ما يزال أغلبهم في حاجة إلى عمليات جراحية، أو يواجهون أزمة مزمنة تهدد حياتهم وتتطلب علاجًا فوريًا. وأشار الباحث إلى أنّ المرضى في غزة لا يستطيعون الانتظار حتى إعادة بناء النظام الصحي؛ ولذا، فمن المُلحّ وضع إطار عمل لخطة تحاول تلبية الاحتياجات العاجلة للسكان، مباشرةً بعد وقف إطلاق النار، مع نهج مرحلي لإعادة تأهيل المكونات المختلفة للنظام الصحي وإعادة بنائها بطريقةٍ تلبّي الاحتياجات الأكثر إلحاحًا بالنسبة إلى السكان في الوقت الحالي.

وفي الختام، شدَّد علي الزعتري على أنّ الوضع اليوم ليس كأيّ نزاعٍ آخر، فإسرائيل بكل أطرافها تهدف إلى التدمير والإفناء، وحجم العمل المطلوب كبير؛ إذ يستلزم إغاثة إنسانية متواصلة لا تفقد الزخم طوال أشهر وربما سنوات. وبالتوازي مع وقف القتال، تحتاج غزّة إلى حملات متواصلة للتعافي السريع المتعلق بالبنية التحتية، وخلق فرص العمل، ومن ثم إعادة الإعمار، وكل ذلك يستدعي تناسقًا وتوافقًا سياسيًّا وعملياتيًّا، وتعاونًا بين الجميع. وفي حين تصف الأمم المتحدة حالة غزّة بأنّها أزمة متراكمةٌ مزمنة، فإنّ معالجة الباحث للآلية التي تتّبعها هذه المنظمة، والمنظومة الإنسانية عمومًا، وجدت أنّها تنص على تقييمٍ متعدد القطاعات يتبعه خطة عمل وتمويل، عبر مؤتمرات المانحين، والتنفيذ، لمرحلتين: الإغاثة المنقذة للحياة، والتعافي المبكر. أمّا إعادة الإعمار، فلا يأتي ذكرها تلقائيًا في هذه المؤتمرات والخطط. ومن غير شك، فإنّ المنظمات التابعة للأمم المتحدة كوّنت صورةً لا تخفى عن حاجة غزة، وهي توصلُ ما تستطيع من معوناتٍ عبر منافذ مقيّدة وإجراءات معرقلة ومخاطر أمنية، لكن التقييم عن بُعد الذي تعتمد عليه المنظومة الإنسانية الآن، ليس في مستوى دقة التقييم المكاني المباشر والمُفصّل الذي ينبغي القيام به، بصفته أساسًا أوضح لوضع خطة، وجدول تمويلٍ مقنع.

تُختتم أعمال منتدى فلسطين في 12 شباط/ فبراير، على نحو ما هو مُبيَّن في جدول أعماله في اليوم المقبل، بنسقٍ موازٍ مشابه؛ حيث تنعقد ثلاثة مسارات في الجلسة الأولى، وأربعة مسارات في الجلسة الثانية. وتناقش هذه المسارات التضامن العالمي مع فلسطين، واللاجئين والمهجرين الفلسطينيين، والانتماء في المجتمع الفلسطيني، وأنظمة السيطرة الاستعمارية في الضفة الغربية وقطاع غزّة، والصحة والبيئة في سياق الاستعمار الاستيطاني، وصراع الذاكرة، وبناء الاقتصاد. ويتبع الجلستين في اليوم الثالث والأخير ندوتان عامتان، مخصصتان لتناول حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد العدوان على غزة، ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني.