تعتبر إيران من الدول الإقليمية المؤثرة في المنطقة العربية، والتي تتأثر بدورها بما يجري في هذه المنطقة من أحداث.
وتبحث هذه الورقة في المواقف الإيرانية الرسمية، ومواقف التيارين الإصلاحي والمحافظ، تجاه الثورات والانتفاضات والاحتجاجات العربية الشعبية في تونس ومصر واليمن وليبيا والبحرين وسورية، وتداعيات هذه المواقف على الوضع الداخلي في إيران، وعلى علاقات طهران ونفوذها في المنطقة.
وقد اتفق الإيرانيون عامة على تأييد الثورات الشعبية في مصر وليبيا وتونس والبحرين، ولكن التيار الإصلاحي اختلف في قراءته لأسباب ونتائج هذه الثورات، عن القراءة التي تبناها النظام والتيار المحافظ.
وبينما تبنت إيران الرسمية موقف نظام الرئيس الأسد تجاه الانتفاضة الشعبية السورية، رأى الإصلاحيون في هذا الموقف نفاقا وازدواجية في المعايير.
وتخلص الورقة إلى أن إيران كسبت من انتصار الثورة المصرية، ولكنها خسرت جراء مواقفها من الأحداث في البحرين وسورية.
مع سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، وتسارع الثورة المصرية ضد نظام الرئيس مبارك، بدأ الموقف الإيراني يتبلور ويتضح باتجاه تأييد الثورتين، والاحتفاء بهما، وهو ما ينطبق على الجانب الرسمي، ومواقف تياري المحافظين والإصلاحيين على حد سواء.
ولم يختلف الموقف الإيراني تجاه الثورة الشعبية في كل من ليبيا واليمن، إذ كانت مواقف الأطراف الإيرانية المختلفة مؤيدة لهاتين الثورتين، وإن كان الموقف الرسمي قد عارض التدخل الأجنبي في ليبيا، إلا أنه ظل مستمرا في دعم الثورة الشعبية بالتزامن مع انتقاد استخدام الخيار العسكري من قبل حلف الأطلسي (النايتو).
ولكن الموقف المؤيد للثورات الشعبية العربية لدى كافة الأطراف الإيرانية، لا يعني اتفاق هذه الأطراف على منطلقات التأييد، ولا يعني أيضا أن زاوية النظر والتحليل هي نفس الزاوية لدى الجهات الإيرانية المختلفة.