العنوان هنا
تقييم حالة 02 يونيو ، 2022

كيف تؤثر حرب أوكرانيا في الأزمة السورية؟

مالك ياسين

​باحث متخصص في الشأن السوري

مقدمة

مع انطلاق الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022، أعرب مسؤولو النظام السوري عن تأييدهم للعملية العسكرية الروسية، معتبرين أنها بمنزلة "تصحيح للتاريخ"، وسهّلوا سفر مقاتلين للقتال إلى جانب الجيش الروسي بوصفه "رد جميل" للجيش الذي ساعدهم في هزيمة المعارضة. وعلى الرغم من حماسة النظام لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سواء على الصعيد السياسي أم الإعلامي، فإن ذلك لم يمنع حكومة النظام من التحسب لآثارها السلبية في الاقتصاد السوري، المنكمش أصلًا، في حين كان رئيس النظام بشار الأسد يأمل في أن تسهم الحرب في أوكرانيا في توسيع هامش مناوراته السياسية والإقليمية، وتتيح له زيادة خياراته تجاه القوى الدولية والإقليمية، فضلًا عن أن موسكو ستكون مضطرة إلى زيادة اعتمادها عليه، كي تتمكن من الاحتفاظ بنفوذها في منطقة حيوية، وسط المواجهة مع الغرب بقيادة الولايات المتحدة.

وبعد أكثر من ثلاثة شهور على اندلاع القتال، لا تزال تتضح جملة من التداعيات الأوسع للحرب في أوكرانيا على سورية، مثل: تراجع اهتمام المجتمع الدولي بالحل السياسي للأزمة السورية، وتصاعد حدة حرب الظل الإيرانية - الإسرائيلية على الأرض السورية، وسط "غضب" موسكو من الموقف الإسرائيلي حيال أوكرانيا و"إدانتها" المستجدة للغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية والسورية، وتباطؤ زخم الاندفاعة العربية لتطبيع العلاقات مع النظام ريثما تتبلور ملامح المواجهة الروسية - الأميركية في أوروبا، واحتمال انتقال شراراتها إلى سورية، وتقلّص احتمالات تمديد الآلية الدولية للمساعدات الإنسانية عبر الحدود بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2585 (2021)، وأخيرًا، مسارعة الأوروبيين إلى إجراء مراجعة عميقة لخيارهم في الانفتاح المتدرّج على النظام الذي بات يُنظر إليه أوروبيًا على أنه "امتداد لروسيا".