باحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية، يركز في عمله على الاقتصاد السياسي والمحليات. حاصل على بكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة دمشق، يحضر حالياً لنيل شهادة ماجستير تخصص علاقات دولية من جامعة حجي بيرم.
باحث في الشؤون العسكرية ومجموعات ما دون الدولة
على الرغم من إعلان هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بـ "داعش" (اختصارًا لما كان يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام)، وتداعي "دولة الخلافة" التي أعلنها في عام 2014، بسقوط آخر معاقله في بلدة الباغوز في دير الزور في آذار/ مارس 2019، وما لحق به من خسائر جسيمة عقب ذلك أبرزها مقتل أربعة "زعماء" له في الفترة 2019-2023، فإن المؤشرات الميدانية تُظهر أنه لم يُهزم هزيمة كاملة، إذ لا يزال قادرًا على شنّ هجمات ضد خصومه، لا سيما في الجغرافيا السورية. وفي هذا السياق، زاد التنظيم عملياته في الفترة 2021-2023، وكان لافتًا شنّه عمليات في دول كإيران وتركيا في كانون الثاني/ يناير 2024، ما دفع الولايات المتحدة الأميركية إلى الاستجابة لهذا النشاط المتنامي، عبر إرسال 1500 جندي من الحرس الوطني إلى سورية والعراق، لاستكمال جهود محاربة التنظيم.
تقدّم هذه الورقة قراءة تحليلية لقوة التنظيم ونطاق عملياته لعام 2023 في سورية، ومقارنتها بعمليات عام 2022، إضافة إلى محدداتها ودوافعها، وتسلط الضوء على عوامل انتعاشه مجددًا. وقد تناولت تقارير إعلامية وبحثية عديدة عمليات التنظيم استنادًا إلى معرّفاته الرسمية، كصحيفة النبأ ووكالة أعماق، إلا أنها تجاهلت طبيعته اللامركزية عقب معركة الباغوز، وأثرها في تدفّق الأخبار من إعلام "الولايات" إلى الإعلام المركزي و"الخلافات" فيما بينها، كذلك إغفالها عدم تبنّيه لجميع عملياته ونشرها على معرّفاته المركزية لأسباب ودواعٍ أمنية، كما أوضح هو ذلك في أعداد من صحيفة النبأ. لذلك، تعتمد هذه الورقة على منهجية تقوم على رصد معرّفات التنظيم المركزية الرسمية، إلى جانب المعرّفات غير الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي المقرّبة منه، منها على سبيل المثال لا الحصر، إحزام الظهر، ووكالة سوريا 300، وحوران الحقيقة، ومنبر الهول، وأسود البوادي، ومقاطعة أخبارها مع مصادر محلية في البيئات التي ينشط فيها، وكذلك مع الأخبار المتداولة على المعرّفات الرسمية وغير الرسمية للجهات المستهدفة منه.
