العنوان هنا
مراجعات 19 نوفمبر ، 2019

يوميات حصار بيروت: صيف عام 1982 (الرحيل عن الخيمة الأخيرة)

أحمد عز الدين أسعد

أحمد عز الدين أسعد، باحث فلسطيني في العلوم الاجتماعية، حاصل على الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة (2014)، وفي الدراسات الإسرائيلية (2018) من جامعة بيرزيت. تتركّز اهتماماته البحثية، الإثنوغرافية والسوسيولوجية، على المقاومة والعصيان المدني والحراك الجماهيري، والحركات الاجتماعية واللاحركة في فلسطين، بعد عام 1967. وينشغل حاليًا في البحث حول الطباعة في القدس باعتبارها رأسمال مقاومًا يعبّر عن الهوية الفلسطينية.

شارك في الكتابة في دليل إسرائيل العام 2020 (مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2021)، وصدر له كتابان: العيساوية: روايات العزل والفصل (2020)، وسوسيولوجيا المقاومة والحراك في فضاءات مدينة القدس المستعمَرة (2018). له أبحاث منشورة في دوريات عربية وفلسطينية محكّمة.

المؤلف:جميل هلال.

عنوان الكتاب: يوميات حصار بيروت: صيف عام 1982 (الرحيل عن الخيمة الأخيرة).

مكان ودار النشر: حيفا: مكتبة كل شيء.

تاريخ النشر: 2017.

عدد الصفحات: 190 صفحة.

استهلال

في البداية كانت فكرتي في الكتابة عن كتاب يوميات حصار بيروت: صيف عام 1982 (الرحيل عن الخيمة الأخيرة) لعالم الاجتماع الفلسطيني جميل هلال، محاولة كتابة مقال يسلط الضوء على حالة الحركة الوطنية الفلسطينية وتفاعلاتها مع المجتمع اللبناني وبنياته السياسية والعسكرية والثقافية والحزبية، خلال فترة الحصار في صيف 1982. لكن عدلت عن ذلك مباشرة، بعد قراءة تقديم الكتاب الذي ألّفه هلال في أواخر أيار/ مايو 2017. وتحولت فكرة الكتابة عن اليوميات إلى كتابة مراجعة للكتاب، ومحاولة تقصي منهجية كتابة المؤلف (جميل هلال) في النص الذي نقرؤه، واستشكال العام والخاص في اليوميات، بين المرسل والمرسل إليه، وهو شخص وصفه هلال في التقديم بـ "العزيز"، والتفاعل مع مناقشة التحليل الاجتماعي والسياسي والثقافي لهلال في توصيف حال الحركة الوطنية الفلسطينية واللبنانية والعربية على نحو عام، وهو في أتون القصف والحصار. كما تهتم مراجعة الكتاب باستكشاف الأبعاد السوسيولوجية الكتابية والنظرية التي تفيض من قلم هلال في المذكرات، وتلتقط المراجعة التي نحن بصددها بعضًا من سيرة المؤلف الذاتية المبثوثة في النص.

تكمن أهمية الانشغال في فن اليوميات في الكشف عن الأحداث اليومية كما هي، من دون أن يتراكم غبار الزمن على المذكرة (المكتوبة) أو الذاكرة (المروية)، إذ تحضر اليوميات كوثيقة تاريخية مشبعة بالمعاني الإنسانية الواقعية؛ كونها (اليوميات) تكتب تحت وطأة الحدث اليومي من دون الغرق في النوستالجيا (الحنين)؛ ويعتبر المؤرخون والباحثون في حقول أخرى (ومنها على سبيل المثال حقل التاريخ الاجتماعي)، اليوميات والسير والمذكرات مصدرًا مهمًا وأساسيًا في رواية التاريخ المهمش وغير الرسمي، مقابل التاريخ الرسمي الذي ترويه السجلات الحكومية؛ فرواية اليوميات والمذكرات تبين لنا الوجه الآخر للروايات الرسمية، وتكون أكثر قربًا إلى ربط العلاقة ما بين الاجتماعي والسياسي والثقافي، وتقدم مقولة أكثر جراءةً ونقدًا وعمقًا.

* هذه المراجعة منشورة في العدد 30 (خريف 2018) من مجلة "عمران" (الصفحات 171-178)وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.