اتسمت الدبلوماسية القطرية منذ انفجار الأزمة مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 24 أيار/ مايو 2017، بالهدوء والثقة والاتزان. ولا يمكن المراقب أن يفهم النهج الدبلوماسي لقطر في التعامل مع كل مراحل الأزمة، من الانفجار إلى الحصار، مرورًا بالحملات الإعلامية المبرمجة، من دون الوقوف على حقائق "ما خلف المشهد" وإن كانت دول الحصار قد خططت لتفجير الأزمة تحت جنح الظلام، فجر 24 أيار/ مايو2017 ، بأسلوب "الترويع والصدمة" الأميركي، فإن قطر تمكنت من امتصاص "الضربة الأولى"، بلا مفاجأة. وبالمتابعة لأداء الدبلوماسية القطرية وردة فعلها إزاء التطورات والمنعطفات التي مرت بها الأزمة، يُمكن الوقوف على خمسة عوامل تُفسر الهدوء، والثقة، والاتزان، التي اتسم بها الأداء القطري، وهذه العوامل هي: سقوط عنصر المفاجأة، وبناء السمة الوطنية، وبناء ترسانة "القوة الناعمة"، وبناء تحالفات دولية، وارتباك الخصم.
* نشرت هذه الدراسة في العدد 27 (تموز/ يوليو 2017) من مجلة "سياسات عربية"
(الصفحات 7-15) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية
والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل
شهرين.
** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.