العنوان هنا
مراجعات 02 سبتمبر ، 2018

الكفاح من أجل إقامة الدولة في الأردن: الأصول الاجتماعية للتحالفات في الشرق الأوسط

حاتم الصرايرة

أستاذ مشارك في قسم العلوم التربوية بكلية الآداب والعلوم في جامعة البترا الخاصة في الأردن. تتركز اهتماماته البحثية في تاريخ الشرق الأوسط الحديث والمعاصر. حاصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر من قسم التاريخ في كلية الآداب بجامعة إنديانا الأميركية.

العنوان الأصلي: The Struggle for State of Jordan: The Social Origins of Alliances in the Middle East.

المؤلف: جيمي ألينسون .Jamie Allinson

الناشر: .I.B.Tauris & Co. Ltd.

مكانالنشر: نيويورك ولندن.

السنة: 2015.

عدد الصفحات: 185.

يتألف كتاب جيمي ألينسون من ستة فصول وخاتمة. قام المؤلف في المقدمة بتحليل العلاقات الإقليمية لدول الشرق الأوسط، والظروف التي أحاطت ببناء الدولة في (دول الجنوب)، متخذًا الأردن خلال الفترة 1950-1957 نموذجًا للدراسة. فقد كان عقد الخمسينيات تحديدًا من الفترات الأشد تعقيدًا وتشابكًا في تاريخ الأردن. وقد ركّز المؤلف، في دراسته للتجاذبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها المنطقة، على الصراع بين القوى الفاعلة، والتي انطلقت من رؤى اجتماعية متباينة في توجهاتها تأسيسًا على الاختلاف القائم في إرثها الاجتماعي؛ إذ اتخذ من نظرية تروتسكي المعروفة بـ "التنمية غير المتوازنة والمشتركة"، وإسهامات جوستين روزنبرغ المتعددة حول هذه النظرية، والعديد من المؤلَّفات التي تناولت هذه النظرية، قاعدةً لفهم ظروف منطقة الشرق الأوسط عمومًا، وإسهامات هذه الظروف في بناء الدولة الأردنية الحديثة خصوصًا.

ولعل من المفيد هنا فهم نظرية "التنمية غير المتوازنة والمشتركة"، وهي ضمن المفاهيم الماركسية لوصف ديناميكية العالم لتاريخ البشرية؛ فقد استخدم هذه النظرية في الأصل ليون تروتسكي لدراسة الثورة الروسية (الثورة البلشفية عام 1917)، والمستقبل المحتمل للنظام القيصري في روسيا. ويقصد تروتسكي بهذا المفهوم وصف نمط السمة التطورية في التوسع عالميًا عن طريق الإنتاج الرأسمالي ابتداءً من القرن السادس عشر وذلك من خلال نمو السوق العالمية التي كانت تربط الشعوب والأراضي معًا على نحو أكبر من خلال التجارة والهجرة والاستثمار. وكان تركيز تروتسكي قد انصبّ، في البداية، على تاريخ الإمبراطورية الروسية، حيث أهم التطورات العلمية والتقنية المتقدمة. وتتلخص هذه النظرية على نحو عام ومختصر، كما يمكن أن يستنتج من اسمها، في دور العناصر والقوى الاجتماعية المختلفة في بناء الدولة؛ إذ تركّز على ضرورة تجميع المشترك من عناصر القوى المختلفة على الرغم من عدم تساويها في الأهمية والتأثير في بناء الدولة الواحدة.


* هذه المراجعة منشورة في العدد 25 (صيف 2018) من مجلة "عمران" (الصفحات 171-180)وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.