العنوان هنا
مراجعات 18 يونيو ، 2017

التثاقف والتعددية الثقافية أو الرهان الصعب

الكلمات المفتاحية

​محمد الإدريسي

أستاذ الفلسفة في الثانويات العامة في المغرب، وباحث في علم الاجتماع. له العديد من الدراسات المنشورة في مجلات أكاديمية عربية.

الكتاب: نكران الثقافات

العنوان الأصلي: Le déni des cultures

الكاتب: هوغ لاغرانج

المترجم: سليمان رياشي

المراجع: أحمد مراد وسعود المولى

الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات

مكان النشر: بيروت، لبنان

تاريخ النشر: 2016

الصفحات: 400


أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات هذا الكتاب لعالِم الاجتماع الفرنسي المعاصر هوغ لاغرانج (H. Lagrange)، وذلك في إطار مشروع "ترجمان" الذي يهدف إلى نقل النصوص المؤسسة في حقل العلوم الإنسانية والاجتماعية والسياسية إلى اللغة العربية، قصد تقريبها من الجماعات العلمية المتخصصة، كما عموم المهتمين بالشأن العلمي والثقافي العالمي.

يكمن الهدف الإبيستمولوجي الذي سطّره لاغرانج من وراء تحرير هذا الكتاب في فهم صعوبات الاندماج الاجتماعي والثقافي (والمهني والسياسي) لكثير من فئات المهاجرين داخل المجتمع (الباريسي) الفرنسي (ومنه عموم دول الشمال). بتركزه على النموذج الفرنسي، يقف الكاتب عند مسارات فشل المهاجرين في الاندماج داخل المجتمع الفرنسي المعاصر (خصوصًا فشل الاندماج الدراسي ومشكلات جنوح الشباب المهاجر)، وانعزالهم في نطاقات وأحياء - هامشية، ولا سيما في الضواحي والمناطق الربضية - المعزولة.

يندرج مؤلَّف لاغرانج في مجال سوسيولوجيا الديناميات الحضرية والهجروية، من خلال تركيزه على دور الخلفيات الإثنية والثقافية في إنتاج التمييز (السياسي، والسوسيو – ثقافي والمهني)، باعتبارها محددًا رئيسيًا للمواقع والمواقف السوسيو - اقتصادية والمهنية والسكنية؛ فالتفاعل المتبادل بين المجتمع المضيف والمهاجر يفرض علينا تحليل طبيعة المتغيرات الثقافية والاجتماعية المتحكمة بإنتاج شروط اللاتجانس الذي يطبع العلاقة بين المهاجر وبلد الاستقبال وثقافته من جهة، وبلده الأصلي وهويته من جهة أخرى. هذا ما يسعى لاغرانج إلى تذكيرنا به، من منطلق أهمية المقاربات السوسيولوجية في تفسير الشروط الموضوعية لدينامية اندماج المهاجرين في سياق الاستقبال، والابتعاد عن جميع أشكال التفسيرات الأيديولوجية (الإسلاموفوبيا والعنصرية تجاه المهاجرين) التي أضحت تحكم منطق اشتغال كثير من المهتمين بقضايا الهجرة، فضلًا عن الفاعلين السياسيين والاقتصاديين، كما عموم الأفراد.

 


* نشرت هذه المراجعة في العدد 20 (ربيع 2017) من مجلة "عمران" (الصفحات 199-207) وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.