سعى مؤتمر "التحوّلات العربية من منظور مقارن: بناء أنظمة ديمقراطية في ضوء التجارب الدولية" الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالاشتراك مع المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، في برشلونة في الفترة 17 – 19 تشرين الثاني / نوفمبر 2014، إلى تحديد المقومات التي تكمن وراء نجاح عمليات التحوّل الديمقراطي وتغيير الأنظمة. وقد ناقش المؤتمرون التجارب التاريخية في بلدان نجحت في التخلص من الاستبداد، في إطار محاولة حصر التحدّيات التي تواجهها البلدان العربية الساعية إلى تحقيق الديمقراطية. وقدمت خلاصة نقاشات الأيام الثلاثة للمؤتمر تحليلاً مقارنًا ركّز بصورة خاصة على التحوّلات السياسية التي شهدها منتصف سبعينيات القرن الماضي. وقد انطلق المؤتمر من فرضية أنّ التحوّل الديمقراطي لا يخضع لنموذج محدد التفاصيل، وأن ما قد يبدو صائبًا في بلد معيّن قد يفشل في بلد آخر، حتى في حال كانت البلدان تقع ضمن النطاق الجغرافي ذاته، الذي تسوده شروط متشابهة.
كما تطرّق المؤتمرون إلى فحص أدبيات التحوّل الديمقراطي للتعرف إلى الأهمية الخاصة لمختلف العوامل والأطراف المعنية بالتحوّل الديمقراطي، مع التركيز على العوامل والأطراف المشابهة لما هو موجود في الواقع العربي. لا شك في أنّ خلاصات هذا المؤتمر ستكون مفيدة لأطراف خارجية تنوي من خلال سياساتها الخارجية وبرامج المساعدات التي تقدّمها تشجيع التحوّلات الديمقراطية الحالية وتسعى إلى تعزيزها.