في إطار النقاش والجدل الذي أنتجه الوسط السياسي والإعلامي بعد الوثائق الدبلوماسية التي سربها موقع ويلكليكس، والتي أظهرت للعلن طريقة تفكير صانع القرار في عدد من الدول العربية، ونقلت جانبا مع المعرفة السياسية في عملية صنع القرار من الإطار السري لصانع القرار المحاط بعموميات تمثلها ثوابت إعلامية للسياسات الخارجية للدول، عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ندوة دراسية في بيروت تحت عنوان "المصدر المفتوح في عالم الإنترنت والأوراق الدبلوماسية الأمريكية المسربة كمعطى"، في الفترة الممتدة ما بين 4-6 آذار / مارس 2011 وحضرها باحثين ودبلوماسيين في العالم العربي ناقشوا في محاور متعددة أبرزها:

المصدر المفتوح وظاهرة التسريب وتحديات الإعلام: وقد ركز هذا المحور على التغير في المصادر الإعلامية وأهمية المصدر المفتوح في الإعلام، لجهة التسريب وتأثير ذلك على الصحافة وعلى موقعها في الإعلام.

الأوراق الدبلوماسية الأمريكية المسربة: وتم مناقشتها وفق إطار التأريخ وموقع المؤرخ على اعتبار أن هذه الأوراق تشكل وثائق تاريخية يمكن الاستناد إليها ليس من جانب السرد التاريخي فحسب إنما لتأريخ وربطه بالمتغيرات السياسية الحاصلة، في حين تم التطرق إلى الارتدادات التي أحدثتها وستصنعها مستقبلاً على الدبلوماسية بشقيها العلني والسري.

وفي الجانب السياسي الإجرائي: بحث المحور الثالث الأوراق الدبلوماسية الأمريكية والعالم العربي وتم التركيز على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة العربية كما تم التركيز على أبعاد الأمن وحقوق الإنسان.

شهدت الندوة نقاشات عديدة وتم الإجماع على أهمية المصادر المفتوح بشكل يتيح تبادل المعلومات في فضاء رحب قادر على فض احتكار الأنظمة السياسية العربية لأنظمة المعلومات، وجرت عملية مقاربة واقعية وإجرائية لسياسات الدول العربية والعلاقات الأمريكية العربية.