ضِمن سلسلة محاضرات "التفكير في أزمة كورونا وأبعادها"، التي يعقدها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وتُبثّ عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقدّم فيها عدد من الخبراء والأكاديميين محاضرات علمية حول جائحة كورونا وتداعياتها على مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، قدّم الدكتور أسامة أبو ارشيد، يوم الأحد 3 أيار/ مايو 2020، المحاضرة الرابعة بعنوان "جائحة كورونا في الولايات المتحدة وتأثيراتها المحتملة في الانتخابات الرئاسية القادمة".

ناقشت المحاضرة التداعيات المحتملة لجائحة كورونا على الانتخابات الرئاسية الأميركية المزمع انعقادها في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020. وأشار المحاضر إلى أنّ الجائحة التي تعدّ الولايات المتحدة الأميركية حاليًا من أكثر الدول تضررًا منها في العالم، عاملٌ من العوامل التي ستؤثر في نتائج الانتخابات والسلوك الانتخابي للمواطنين الأميركيين؛ ولا يستبعِد الباحث أن تكون عاملًا حاسمًا، في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، معلّلًا ذلك بتعامل إدارة الرئيس دونالد ترامب مع الأزمة، والتي وصفها بالاستجابة المتأخرة والمرتبكة. واعتبر أبو ارشيد أنّ فوضوية إدارة ترامب تعدّ السبب المباشر لتحوّل الولايات المتحدة إلى بؤرة عالمية لوباء فيروس كورونا المستجد.

وأشار المحاضر إلى أنّ عجز الولايات المتحدة عن إدارة أزمة جائحة كورونا وفقدان القدرة على السيطرة على انتشار العدوى بين المواطنين الأميركيين أدّيا إلى إصابة الاقتصاد الأميركي بالركود، وانهيار أسواق الأسهم المالية. يُضاف إلى ذلك إصابة المجتمع الأميركي بالشلل، حيث توقفت مظاهر الحياة العادية في المدن الأميركية. ولعلّ النتيجتين المهمتين، في رأي المحاضر، في ما يخصّ تداعيات الجائحة على الولايات المتحدة هما انكشاف ضعف بنية النظام الصحّي الأميركي، وفقدان ملايين العمّال في أميركا وظائفهم وتحوّلهم إلى البطالة من دون أن يحظوا بمساعدات حكومية.

ويرى أبو ارشيد أن من الصعب التنبؤ بنتائج الانتخابات الرئاسية القادمة؛ وقد برّر ذلك بأسباب تتعلّق بالجائحة نفسها وما يرتبط بملف إدارتها حتّى يوم الانتخابات. إضافة إلى ما يتعلّق بطبيعة النظام الانتخابي الرئاسي في الولايات المتحدة، وبالخريطة الانتخابية، وكذا طبيعة الانقسام الحزبي والسياسي والأيديولوجي القائم حاليًا. وقد أولى الباحث التفاعلات داخل الحزب الديمقراطي والشروخ الأيديولوجية التي يشهدها، والانقسام حول مرشحه المفترض جو بايدن وقدراته الشخصية، أهميّة كبيرة في تحليله.

وفي القسم الأخير من المحاضرة، ناقش أبو ارشيد مدى واقعية خيار تأجيل الانتخابات الرئاسية الأميركية القادمة، وفرضية إلغائها التي يتخوّف منها البعض. وحاول رسم سيناريوهات مستقبلية لهذه الانتخابات وإدارة أزمة كورونا، وذلك بعد شرح العوامل المؤثّرة فيها وتبسيطها.

وفي الختام، أجاب المحاضر عن الأسئلة التي طرحها المتابعون عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث لقيت المحاضرة تفاعلًا واسعًا وأسئلةً متنوعة ومداخلات ثرية.