استضاف المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة اليوم الإثنين، 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، بيت مور، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيس ويسترن ريسرف بالولايات المتحدة، الذي قدّم محاضرةً بعنوان "الحرب والتغير المؤسساتي في المملكة الأردنية الهاشمية 1980-2020".

استهلَّ الباحث محاضرته بعرض سياق نشأة الأردن الحديث، فمنذ نشأته خلال الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، ارتبط الأردن تقريبًا، على نحو مباشر أو غير مباشر، بكل حرب كبرى جرت في الشرق الأوسط، كما افتقرت البلاد إلى الموارد الطبيعية. وفي حين يوظّف هذا التاريخ من الصراع لتفسير الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المستمرة في الأردن والتهديدات الدورية للاستقرار، يسعى الباحث إلى قلب هذه الرواية، متجاوزًا عرض التأثيرات المباشرة للحرب، في اتجاه فهم كيف يؤدي استعداد القادة للحرب إلى تشكيل ديناميكيات الاقتصاد السياسي المستمرة وتوطيد الدولة.

وبيّن الباحث أنّه منذ أحداث عام 1970 حتى الحرب على الإرهاب في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ضخ القادة الأردنيون استثمارات ضخمة في الاستعدادات للحرب، وتحديدًا في قطاع الأمن، وكان للدعم الأميركي فيها دور حاسم. وفي ذلك، يرى أنّ الولايات المتحدة تعتمد على الأردن أكثر من غيره من بلدان المنطقة، كونه يملكُ أحد أكبر قطاعات الأمن في العالم إنفاقًا على مستوى الدخل القومي، الأمر الذي ولّدَ أزمةً مالية مستدامة في البلاد، وتدهورًا اجتماعيًا واقتصاديًا مزمنًا، عادةً ما ردّ المجتمع الأردني على ذلك باحتجاجات دورية.

سعى الباحث في محاضرته، وفي مشروعه البحثي الذي يعمل عليه عمومًا، إلى تقديم مساهمة معرفية في مجموعة متنامية من الدراسات الأمنية التي تركز على الشرق الأوسط، من خلال تناول الأردن حالةً لدراسة علاقة الحرب بالتغير المؤسساتي، وذلك بالتركيز على الاقتصاد السياسي المحلي للحرب والروابط العابرة للحدود، وخاصةً أن القليل من أدبيات الدراسات الأمنية تُركّز على الشرق الأوسط، رغم انتشار أشكال متنوعة من الصراع العنيف فيه.

وقد أعقب المحاضرة نقاش ثريٌّ، شارك فيه الباحثون في المركز العربي، وأساتذة معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، وأساتذة باحثون من الوطن العربي، كما شارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.