مثّل التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية تحولاً في مسيرة الأزمة المستمرة منذ نحو خمس سنوات، ويتوقع أن تكون له تداعياته على الأرض، وفي مجمل الصراع الدائر في المنطقة وتحالفاتها والعلاقات بين دولها. وانطلاقًا من الحاجة إلى فهم دوافع القرار الروسي وغاياته ومحاولة الإجابة عن التساؤلات التي يثيرها، عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ندوة أكاديمية بعنوان: "التدخل العسكري الروسي في سورية: الدوافع والأهداف والتداعيات" يوم السبت 24 تشرين الأول / أكتوبر 2015 في قاعة المختصر بفندق ريتز كارلتون الدوحة.

حاولت الندوة رصد آثار التدخل العسكري الروسي في سورية، ومفاعيله، والأسباب التي دعت إليه، والأهداف المتوخاة منه، وردود الأفعال إزاءه، وذلك في إطار حالة السيولة الشديدة التي تشهدها المنطقة وأزماتها المتعددة. وتناقش الندوة أيضًا المواقف العربية والإقليمية من هذا التطور، وتحاول رصد انعكاساته على بنية النظامَين الإقليمي والدولي.

وشارك في الندوة نخبة من الباحثين المختصين العرب والروس وغيرهم، المتابعين للشأن السوري والمهتمين بالقضايا الإستراتيجية والسياسية للمنطقة. وتضم قائمة المشاركين كلًّا من: عزمي بشارة، برهان غليون، فيكتور ميزن، إيمانويل كاراغيانيس، سيرغاي ستروكان، مروان قبلان، حيدر سعيد، فاتح حسون، ماجد التركي، حسن سليم أوزرتيم، رضوان زيادة، رود ثورنتن، ومحمود محارب.

وناقشت أوراق المشاركين مواضيع عديدة، بدءًا بأسباب التدخل الروسي العسكري في سورية ودوافعه، وكيف تحولت من موقع الداعم اللوجستي لنظام بشار الأسد إلى فاعل مباشر على الميدان على نحو فاجأ المتابعين؛ خصوصا وأن موسكو أعطت في الفترة التي سبقت تدخلها العسكري المباشر إشارات متعدّدة توحي باستعدادها دعم جهد التوصل إلى تسوية سياسية. وكانت تروّج في الأصل لعقد لقاء جديد يجمع أطراف الصراع السوري في موسكو، ويكون مدخلًا لعقد مؤتمر جنيف 3، لكن الرئيس فلاديمير بوتين أعطى إشارة تدخل قوات بلاده على الأرض السورية مباشرة بعد عودته من نيويورك، حيث التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما.

كما تطرقت الندوة إلى التداعيات الميدانية لعمليات الجيش الروسي في سورية، وتركيزه على ضرب القوى المعارضة لنظام بشار الأسد، وتأثيره في إمكانيات الحل السلمي للأزمة السورية. وفي محور آخر، حلّلت الندوة المواقف العربية والدولية من التدخل الروسي العسكري المباشر في سورية.


للاطلاع على الورقة المرجعية لمحاور الندوة، انقر هنا
للاطلاع على برنامج الندوة، انقر هنا