شكّل انطلاق الثورة السورية في 15 آذار/ مارس 2011 امتدادًا للثورات العربية التي واجهت العديد من الأنظمة العربية الاستبدادية، التي قام المركز بتنظيم مؤتمرات وندوات علمية لبحثها ومناقشتها ومحاولات استشراف السيناريوهات التي تحكم التغيير الديمقراطي في هذه الدول.

بيد أن خصوصية المشرق العربي وتنوعه الإثني والديني والطائفي جعلت للثورة السورية خصوصية معينة ناتجة عن تعقد البنية الاجتماعية على خلاف دول المغرب العربي.

وكنتيجة للعوامل السابقة إضافة إلى مركزية سورية جيوسياسيًا ودورها وموقعها في الوطن العربي، فقد نظّم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات يومي السبت والأحد 30 و31 تموز/ يوليو 2011 ندوة فكرية لدراسة الثورة السورية من مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما تهدف الندوة إلى استشراف فرص ومخاطر التحول الديمقراطي في سورية، وقد تم دعوة العديد من شخصيات ورجال الفكر والسياسة في سورية لإنتاج رؤيتهم عن مختلف المحددات التي تحكم الثورة السورية ومسارها.

لقد تطرقت الندوة الفكرية إلى الأسئلة المطروحة مجتمعيًا وسياسيًا لذلك تم تقسيم الندوة إلى أربعة محاور رئيسية، قبل أن تلخص أعمال الندوة في جلسة مائدة مستديرة، تم في هذه الجلسة تقييم إنجاز الندوة ومناقشة ما طرح خلالها. وكما ذكرنا سلفًا، فإن الندوة كانت موزعة على أربعة محاور، ونبين فيما يلي هذه المحاور:

  • المحور الأول: طبيعة القوى الاجتماعية المشاركة في الحراك الشعبي في سورية.
  • المحور الثاني: طبيعة النظام في سورية وقابليته للإصلاح والتغيير.
  • المحور الثالث: دور المعارضة السياسية السورية.
  • المحور الرابع: احتمالات التغيير والقوى الدولية.
  • الدائرة المستديرة: الجلسة النقاشية المفتوحة.

استقطبت الندوة الفكرية عن سورية اهتماما أكاديمياً، وسياسياً، وإعلامياً كبيراً، باعتبارها أول حدث معني بالشأن السوري ينظم ضمن الإطار البحثي والفكري على المستوى العربي والدولي. وتميزت نقاشات الندوة بجدية الطرح وعلميته بعيداً عن الإطار الرغبوي " wishful thinking "، خاصة عند دراستها احتمالات التغيير وتأثير العامل الدولي كمحدد فاعل في الثورة السورية.