شارك في هذه الندوة نخبة من الباحثين الفلسطينيين والعرب، وسعوا إلى استكشاف سبل الخروج بالمشروع الوطني الفلسطيني من حالة انسداد الأفق التي يواجهها اليوم بعد فشل الرهان على عملية التسوية، في وقت غدَا فيه خيار المقاومة المسلحة حالة دفاع عن المجتمع والذات، ما ساهم في تحويله من إستراتيجية تحرير، أو إستراتيجية لتحقيق برنامج سياسي، إلى فعل دفاع عن النفس، أثبت فعاليته في الحروب الأخيرة، بالتوازي مع ظهور أشكال جديدة من المقاومة. وفيما طرحت الندوة سؤال مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني في ضوء هذه المعطيات، فإنّها لم تكتف بالنظر اليه من زاوية تعثّر مسيرة التسوية فحسب، وإنّما أيضًا بالنظر إلى تهميش الشتات الفلسطيني، وتعمّق الانفصال بين سلطتين.
وتشير الورقة المرجعية للندوة إلى السياق العربي والدولي الراهن الذي يزيد من صعوبة الخيارات القائمة أمام المشروع الوطني الفلسطيني؛ فالانقسام العربي والتشرذم والعجز وانصراف الاهتمام عن القضية الفلسطينية نحو صراعات أخرى في المنطقة، كلّ ذلك يترك تداعياته على القضية الفلسطينية، بخاصة مع انشغال الدول العربية – وهي التي طالما شكّلت حالة مركزية في الصراع مع إسرائيل - بصراعات أهلية فاقمتها أوضاع الاستبداد ومقاومة التحوّل الديمقراطي.