عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا، يوم الإثنين 25 نيسان/ أبريل 2022، ندوة أكاديمية بعنوان "الانتخابات النيابية اللبنانية: استطلاع رأي الناخبين اللبنانيين وواقعهم الاجتماعي والسياسي"، قدمها تشارلز حرب، أستاذ علم النفس في معهد الدوحة، وترأستها أمل غزال، أستاذة التاريخ وعميدة كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بمعهد الدوحة.

استهل حرب محاضرته بالحديث عن خلفيات الوضع السياسي والاقتصادي والمالي المضطرب الذي يسبق الانتخابات النيابية اللبنانية المقرر عقدها في 15 أيار/ مايو 2022، الذي بدأ مع انتفاضة شعبية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ثمّ تلت ذلك أزمة في القطاع المالي اللبناني أثّرت في البنية الاقتصادية للبلاد، وتبعها تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وصولًا إلى أزمة انفجار مرفأ بيروت في آب/ أغسطس 2020.

استند حرب في قراءته للمشهد السياسي والاجتماعي ونيّات الناخبين قبل الانتخابات النيابية اللبنانية، إلى استطلاع رأي أُجري في الفترة 7–15 نيسان/ أبريل 2022 لعيّنة تمثيلية من 1200 لبناني، مقسمة مناصفة بين الذكور والإناث، وبمتوسط أعمار متمثّل بـ 39 عامًا. وفي تماثل مع البيانات الواردة في البنك الدولي عن لبنان، أشار حرب إلى أنّ رُبع العينة يعمل في مؤسسات خاصة، وأنّ الربع الآخر يعمل في مهن حرة، وأنّ نحو 14 في المئة من العينة عاطلون عن العمل، وأنّ 40 في المئة منها أنهوا تعليمهم الأساسي، و40 في المئة حاصلون على شهادة جامعية أولى. أما على مستوى الدخل المادي للعينة، فقد كان 60 في المئة منها يحصل على دخل شهري أقل من 200 دولار أميركي.

وقد بيّن حرب، مستندًا إلى نتائج استطلاع الرأي الذي أجراه، أنّ العينة عبرت عن انتمائها بدرجة كبيرة إلى العائلة والوطن، وبدرجة متوسطة إلى الطائفة والمنطقة، وبدرجة منخفضة إلى المهنة والحزب السياسي. وقد عبرت هذه العينة عن عدم ثقتها بمؤسسات الدولة السياسية والدينية بدرجات متفاوتة، وعن عدم رضاها عن أداء جميع الأحزاب السياسية، وعبّرت كذلك عن غضبها ويأسها من الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان بدرجة عالية. فضلًا عن ذلك، عبّر أكثر من 58 في المئة من المستجيبين عن أنّ مصرف لبنان والحكومات اللبنانية المتعاقبة والطبقة السياسية هي المسؤولة عن تدهور الأزمات السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد، وعبّر أكثر من نصف المستجيبين عن عدم شعورهم بالأمن والأمان، في حين عبّر نحو 70 في المئة منهم عن تخوفهم من تدهور الأوضاع الأمنية في المنظور القريب.

على مستوى تفضيلات المستجيبين في الانتخابات النيابية اللبنانية، لم تحظَ أيّ قوة من القوى والأحزاب المسيحية والسنية الرئيسة (التيار الوطني الحر، والقوات اللبنانية، وتيار المستقبل) بغالبية ضمن نطاق طائفتهم، في حين حصل حزب الله، وحركة أمل، والحزب التقدمي الاشتراكي، على غالبية بسيطة. كما عبّر أكثر من 40 في المئة من المستجيبين الشيعة والدروز عن استياء واضح من أداء الأحزاب السياسية. وفي المقابل، حصلت مجموعات وقوى 17 تشرين على نسبٍ أعلى من التقييم الإيجابي، مقارنةً بالأحزاب الرئيسة.

وعبّر 38 في المئة من مستجيبي العينة عن استعدادهم للمشاركة في الانتخابات، في حين لم يقرر 38 في المئة المشاركة بعد، وعبّر نحو 24 في المئة عن أنهم لا ينوون التصويت على الإطلاق. أما عن تفضيلات المستجيبين التصويتية، فقد أشار 42 في المئة من المستجيبين إلى أنهم سيختارون الأحزاب والقوى الرئيسة في مناطقهم، في حين أشار 34 في المئة إلى أنهم سيصوتون خارج هذه الأحزاب والقوى.

وقد أعقب الندوة نقاشٌ أسهم فيه باحثو المركز العربي وأساتذة معهد الدوحة وطلبته، وشارك فيه جمهور المتابعين عبر وسائط التواصل الاجتماعي.