رئيسة جمهورية كوسوفو تحذر من اتساع رقعة الحرب على أوكرانيا نحو البلقانفي محاضرة ألقتها اليوم 28 آذار/ مارس 2022 في مقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، حذرت رئيسة جمهورية كوسوفو، فيوسا عثماني سادريو، من اتّساع رقعة الحرب على أوكرانيا، نحو دول غرب البلقان التي ما زالت تضمّد جروح المذابح وحروب الإبادة التي تعرضت لها في التسعينيات. وشدّدت على أن التاريخ قد يعيد نفسه، ما لم يأخذ المجتمع الدولي على محمل الجدّ التهديدات التي يطلقها قادة صربيا تجاه دول الجوار.

واختارت فيوسا عثماني سادريو لأول محاضرة تلقيها في مراكز البحث العربية، "بناء السلام والأمن المستدامين في جنوب شرق أوروبا والخارج" عنوانًا، مشدّدة على أن تحقيق العدالة هو الشرط الأساس الذي يجعل السلام ممكنًا ومستدامًا. وفي معرض إجابتها عن أسئلة الحضور الأكاديمي، شدّدت على التوتّر الذي يسود دول البلقان في ظل رفض صربيا الانخراط في فرض عقوبات ضد موسكو، وعدم اتعاضّها من جرائم نظام سلوبودان ميلوسيفيتش ضد مسلمي كوسوفو والبوسنة، وإفلاتها من العدالة الدولية.

وأشادت فيوسا عثماني سادريو بتدخل قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في عام 1999 الذي أنقذ كوسوفو من فظاعات راح ضحيتها 13 ألف مدني وما زال 1600 منهم في عداد المفقودين، يرقد بعضهم في مقابر جماعية، ترفض صربيا وصول أهاليهم إليهم. وأضافت أن انتشار قوات حفظ السلام الدولية في إقليم كوسوفو (كيفور)، التي تهيمن عليها قوات الناتو، يمثل صمّام أمان بالنسبة إلى بلدها في ظل مخاطر الظروف الحالية.

وفي معرض حديثها عن مشاركتها في منتدى الدوحة، أشادت فيوسا عثماني سادريو بأهمية هذا المحفل الدولي الذي يتيح الفرصة للدول الصغيرة مثل كوسوفو لإيصال صوتها إلى العالم، ومشاركتها المجتمع الدولي تقديرها للتحديات التي تواجه العالم أجمع، وسبل تجاوزها عبر التعاون الدولي. ولتأدية دور أكبر في منتظم المجتمع الدولي، أوضحت أن بلدها يطمح ويسعى بإصرار للانضمام إلى الناتو، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة؛ الأمر الذي يستوجب الاعتراف ببلدها من جانب عدد أكبر من الدول التي بلغ عددها مئة دولة إلى حد الآن.

وكان إعلان استقلال "جمهورية كوسوفو"، قد جرى بشكل أحادي في عام 2008، وما زالت صربيا وروسيا والصين ودول أخرى ترفض الاعتراف بها، رغم الرأي الاستشاري الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في عام 2010، بأن إعلان كوسوفو الاستقلال عن صربيا لم يمثل انتهاكًا للقانون الدولي.

وفي ختام محاضرتها - التي أدارتها الدكتورة عائشة البصري الباحثة في المركز العربي - أكّدت فيوسا عثماني سادريو أن زمن الاستقواء على الدول واجتياح أراضيها قد ولّى، داعية إلى ضرورة احترام سيادة الدول على أراضيها، والسعي لحل الأزمات دبلوماسيًا، وتعزيز السلام في جنوب كوسوفو وبقية دول شرق أوروبا، والعالم أجمع.

وأعقب المحاضرة نقاشات ثريّة، شارك فيها باحثون من المركز العربي، وأساتذة من معهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته، إضافة إلى جمع من المهتمين والإعلاميين والدبلوماسيين.