بدون عنوان

افتتح "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"الشبكة العربية للأبحاث والنشر" قاعة المكتبة الجديدة في الطابق الأرضي من مبنى المركز العربي في وسط بيروت، وذلك في 26 أيار/ مايو 2016.

وتعدّ هذه الخطوة مغامرة في ظل الجمود الاقتصادي المحلّي وتراجع مستويات القراءة في العالم العربي، كما أنها مبادرة جريئة في عالم الكتاب الثقافي في ظل الشكوى من تدني مبيعات الكتب الصادرة في العالم العربي، والتشظي الجلي الذي أصاب أهل الثقافة والنخب.

وتكمن الميزة الأولى في افتتاح المكتبة في الحضور الكثيف الذي شهده حفل الافتتاح؛ إذ حضر الحفل عشرات الكتّاب والصحافيين والمثقفين والناشرين والمهتمين، مستطلعين الحدث الجديد الذي يشمل مكتبة لعرض الكتب وبيعها، ومقهى ثقافيًا، وقاعة لعقد لقاءات وندوات ثقافية.

أما الميزة الثانية لهذا المرفق الثقافي فهي احتواء المكتبة الجديدة كتبًا صادرة عن دور نشر من مشرق العالم العربي ومغربه، وهذا قلما وفّرته مكتبة بيروتية من قبل؛ فالنشاط البحثي للمركز العربي يغطّي القضايا العربية كافة، كما أنّ الشبكة العربية للأبحاث هي مؤسسة نشر وتوزيع في البلدان العربية كلها.

وتضمّ المكتبة مئات الكتب في حقول مختلفة كالفلسفة وعلم الاجتماع والسياسة والفلسفة السياسية. ولا تقتصر قائمة الإصدارات العربية الموجودة في المكتبة على إصدارات المركز والشبكة فحسب، بل تشمل عناوينَ من سورية ومصر والعراق والأردن وتونس والجزائر والمغرب ودول الخليج العربي؛ ما يجعل وظيفة المكتبة تتكامل مع الدور الفكري الذي يؤديه المركز في العالم العربي.

وتسعى إدارة المكتبة إلى توفير إصدارات فكرية صادرة عن دور نشر عربية مختلفة، ولا سيّما الكتب النادرة التي لا توفرها مكتبات بيروت عادة، أو قلما يمكن العثور عليها في لبنان؛ ما يمنحها أهمية إضافية كونها تساعد الباحث والقارئ في العثور على مراجع وكتب فكرية عربية أساسية في مكان واحد، خارج إطار المكتبات الجامعية المغلقة في لبنان.

وتتيح المكتبة المجال للراغبين والراغبات في الجلوس وقراءة الكتب فيها وتناول فنجان قهوة، عبر ركن صغير مخصّص لهذا الغرض. وتستضيف المكتبة أنشطة ثقافية متنوّعة في حقول الثقافة: من حفلات توقيع كتب صادرة حديثًا، بما فيها تلك الصادرة عن المركز، إلى أمسيات شعرية، أو ندوات لنقاش كتاب وغيرها من اللقاءات الثقافية.

وفي حفل تدشين المكتبة، قال مدير فرع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في بيروت الدكتور خالد زيادة في كلمته الافتتاحية: "في زمن تغلق فيه المكتبات ويتراجع الإقبال على قراءة الكتب، فإن الإصرار على افتتاح هذه المكتبة هو جزء من الإصرار على إحياء الثقافة العربية. فمهما تنوعت الوسائل والوسائط والطرائق، فإن الكتاب يبقى الحاضن للفكر والمعرفة وللرواية والدراسة والبحث. ومن دون كتاب لا نهضة ولا تقدم"، واختتم بأنها "مكتبة للكتاب العربي، وهي حصيلة تعاون بين المركز والشبكة".

وأوضح مدير "الشبكة العربية للأبحاث والنشر" الأستاذ نواف القديمي، أن الشبكة تأسست في عام 2007 كشركة نشر، ثم أخذت تتوسع في تأسيس فروع لها في القاهرة عام 2011، وفي تونس عام 2013، وهي تساهم حاليًا في افتتاح هذه المكتبة في بيروت. وهذه حال "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" الموزعة أعماله بين العواصم الثلاث، الدوحة وبيروت وتونس. وقال القديمي أيضًا: "إننا نعمل على افتتاح فرع في إسطنبول".

إن هذه المكتبة تجربة جديدة، لأنها مكان لقاء، وليست مجرد مكان لبيع الكتب؛ فهي مكان للنشاط الثقافي، ومقهى ثقافي. وإذا كانت هذه المكتبة الأولى من نوعها في لبنان، فإنها واحدة من سلسلة مكتبات في القاهرة وتونس والمغرب.