نظم "المركز العربي للابحاث ودراسة السياسات"، يوم الخميس 20 كانون الثاني/يناير 2011، بقاعة المها بفندق شيراتون الدوحة، ندوة حوارية تحت عنوان "ثورة الشعب في تونس: أسبابها ونتائجها وانعكاساتها على الساحة العربية".
وعالجت الندوة تداعيات الأحداث الأخيرة في تونس، وتطرقت إليها من عدة زوايا، حيث انطلقت في بحثها الموضوع من سؤال جوهري نصُّه: كيف تتوسع حركة احتجاج حتى تسقط نظام الحكم؟ كما بحثت الندوة عن فهم أعمق للخلفية الإجتماعية لما جرى.
وطرحت الندوة تساؤلات جوهرية منها: كيف سقط نظام بن علي؟ وهل سقط النظام أم الرئيس؟ وماذا عن دور الجيش في الأحداث؟ وتطرقت إلى نظريات التحول الديمقراطي في تونس، كما أنها تناولت الخارطة السياسية والحزبية التونسية، ودور المعارضة فيما جرى مؤخرا. وناقشت الندوة أبعاد الأحداث الأخيرة وإسقاطاتها على الدول العربية في المغرب، والمشرق، بهدف بلورة رؤية واضحة حيال "الظاهرة التونسية"، واستشراف انعكاساتها في المستقبل على استقرار الأوضاع في المنطقة.
وافتتح فعاليات الندوة الدكتور عزمي بشارة المدير العام للمركز. بكلمة حدد فها مجموعة من الملامح العامة لوصف ما حدث في تونس، وقد جزم أولا أنها "ثورة شعبية"، لإتصافها بالشمولية، و الديمومة، ولأنها تحولت إلى طرح أسئلة حول طبيعة النظام كله.
كما أكد أن للثورة جذورا عدة، ومن بينها ما كان من إنتاج النظام التونسي نفسه، فنسبة التعليم المرتفعة كانت عاملا مؤثرا في وعي المجتمع، وللتقارب الثقافي الموجود بين أفراد الشعب التونسي الذي حمى الثورة من التحول إلى صراعات طائفية، بدل التركيز على إسقاط النظام السابق، ويضاف إلى ذلك كله أن تاريخ التونسيين في العمل النقابي جد عريق، ولهم حركة معارضة متمرسة في الميدان، وتجد منطلقاتها التأسيسية، في كامل هذه العوامل مجتمعة ومتراكمة ومتضامنة.
وشارك في الندوة نخبة من الباحثين والمتخصصين في الموضوع من تونس، ومن دول عربية أخرى، من بينهم: الدكتور أحمد اونيس، والدكتور العربي الصديقي، والدكتور محسن مرزوق، و الدكتور عبد الستار السحباني، والدكتور مهدي مبروك، والدكتور حسن بن حسن، والسيدة بشرى بلحاج أحميدة، والأستاذ شوقي الطبيب، والأستاذ وليد حدوقة، و الأستاذ محمد النوري، والأستاذ ناجي البغوري، والأستاذ زياد كريشان. بالإضافة لخبراء من المهتمين بقضايا التحول الديمقراطي في الوطن العربي.
وسبق للمركز العربي لللأبحاث أن نظم يومي 19و20 كانون الأول/ديسمبر 2010، أولى ندواته، حول موضوع "إيران والعرب.. مراجعة في التاريخ والسياسة".