بدون عنوان

تواصلت اليوم (الأحد 19 آذار/ مارس 2017) أعمال المؤتمر السنوي السادس للعلوم الاجتماعية والإنسانية في يومها الثاني. وقد استُهلّت بمحاضرتين عامتين في محور "الشباب العربي: الهجرة والمستقبل" قدّمهما كلٌّ من أيمن زهري، أستاذ دراسات الهجرة بالجامعة الأميركية بالقاهرة، ومحمد الخشاني، أستاذ الاقتصاد والهجرة بجامعة محمد الخامس بالرباط. وقد تطرّق الباحثان في هذه الجلسة التي ترأسها الدكتور مراد دياني، الباحث بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إلى قضايا عديدة تهمّ الهجرة الدولية للشباب العربي، ولا سيما نحو بلدان الاتحاد الأوروبي، في إحصاءاتها، وأبعادها الديموغرافية، وتمحّلاتها التشريعية والسياسية، ورهاناتها التنموية.

وفي عقب المحاضرتين، تواصل اليوم الثاني للمؤتمر في كلَا المحورين؛ إذ قدّم كلٌّ من الأساتذة علي الصالح مُولى وشاكر الحوكي ومحمد أوالطاهر أوراقًا في محور "سؤال الأخلاق في الحضارة العربية الإسلامية" تهمّ سؤال الأخلاق في الواقع العربي الراهن، ولا سيما عبر التساؤل عن الإمكانات التي ينبغي تجنيدها حتى تنفصل أخلاقيّة التراث عن أخلاقيّة الحداثة، وعن المنظومة الأخلاقية في تونس ما بعد الثورة منظورًا إليها هابرماسيًا، وإشكالية الأنسنة بوصفها تجاوزًا لثنائية العقل والإيمان في فكر محمد أركون. ثمّ عرضت باقي الأوراق في المحور ذاته لروافد الموروث الأخلاقي في الحضارة العربية الإسلامية، وللمنظومة الأخلاقية الإسلامية في مقابل أسئلة الشرعية والرحمة والتقوى، ولأسئلة الأخلاق الطبّية والبيولوجية في عالم يشهد تطورًا علميًّا مطّردًا، وخصوصًا في مجالات الجينوم، والاستنساخ، وتأجير الأرحام.

أمّا في المحور الثاني، "الشباب العربي: الهجرة والمستقبل"، فقد جرى تخصيص الجلسة الخامسة لمسألة الشباب الفلسطيني وأسئلة الهجرة والشتات الفلسطيني، وقد استعرض فيها الباحثون حلا نوفل ويوسف كرباج ومحمد دريدي قضايا هجرة الشباب الفلسطيني إلى الخارج. ثم عرضت الجلسة التالية لأسئلة الهجرة العربية العائدة و"استعادة الأدمغة"، إضافةً إلى طرحها أبعاد التشريعات الأوروبية للهجرة ومعالجتها الإعلامية من خلال نموذجَي "الربورتاج" التلفزيوني الفرنسي، ومجلة دير شبيغل الألمانية. وقد حظيت إشكاليات الهجرة في الخليج العربي، أيضًا، بمعالجة علمية رصينة من خلال عرضٍ وتحليلٍ لقضايا الهجرة، والخلل السكاني، ومستقبل الاستقرار في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فضلًا عن دراسة اتجاهات الشباب العماني الجامعي نحو الهجرة الخارجية. وأخيرًا، قدّم الباحثون مهدي مبروك ومحمد سعدي وخالد أوعسو نماذج للهجرة الخارجية للشباب العربي تخصّ الشباب التونسي بعد الثورة، وشباب الجيل الثالث للهجرة ببلجيكا، والهجرة المغربية الشبابية إلى فرنسا.

ويتواصل المؤتمر السنوي يوم غدٍ (الإثنين 19 آذار/ مارس 2017) ليبحثَ قضايا في الحضارة العربية الإسلامية المعاصرة، وفي الأبعاد الاقتصادية لهجرة الشباب وإشكاليات الهجرة السرية، إضافةً إلى أسئلة التنمية. وفي ختام المؤتمر، سوف يجري الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية بالنسبة إلى العام الأكاديمي 2016-2017.