بدون عنوان

يسر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أن يضع بين يدَي القارئ العدد الأوّل من مجلّة "سياسات عربيّة" التي تنضمّ إلى أختيها "عُمران" للعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، و"تبيُّن" للفكر والدّراسات الثقافيّة، مع الفرق أنّ مجلّة "سياسات عربيّة" تتناول قضايا السّياسات بالمعنى الشامل، بما في ذلك العلوم السّياسيّة بالمعنى الضيّق، كما أنّها تصدر كلَّ شهرين خلافًا لـ"عُمران" و"تبيُّن" الفصليّتين. والحق أنه كلما صدرت مجلة جديدة تنتعش الروح حقًا؛ لأنّ الانطباع العام في العالم العربي اليوم هو اندثار المجلات الفكرية والأدبية والسياسية الجادة (الآداب، كلمن مواقف، دراسات عربية ... إلخ). وها هي مجلة سياسات عربية التي صدر عددها الأول في آذار/ مارس 2013 تقاوم هذا الميل بزهو.

يعتقد القائمون على "سياسات عربية" أنّ العالم العربي، في خضم هذه التحولات التي تعصف به، يحتاج، أكثر ما يحتاج، إلى مجلات كثيرة لا إلى مجلة واحدة، تواكب، بالتحليل والتفسير والتفكير، الحوادث الخطيرة الجارية التي تفتح أفقًا للتغيير الجذري، وأبوابًا للولوج إلى عالم من الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ومجلة "سياسات عربية" التي يرأس تحريرها الدكتور عزمي بشارة تنضم إلى زميلتيها عُمران وتبيّن، لتشكل معًا منبرًا مهمًا يتبارى فيه المفكرون العرب ويسهمون، بالقدر الممكن، في صنع مستقبلٍ لهذه الأمة المبتلاة بالاستبداد والعسف والظلم الاجتماعي. ويحدو المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات أملٌ في أن تسدّ هذه المطبوعة ثغرةً في العلوم السّياسيّة ودراسة السّياسات في الوطن العربيّ، وبشأن الوطن العربيّ. وندعو الباحثين العرب في هذه المواضيع إلى اعتبارها مجلّتهم مع طلبٍ واحدٍ، وهو الالتزام بالمعايير التي تضعها الدوريّة وبملاحظات القرّاء المحكّمين لمقالاتها. ومع معرفتنا بحدود هذه الإجراءات، فنحن نرى أنّ هذا النوع من الإجراءات المؤسّسيّة هو الذي يسمح بتراكم التّجربة واحترام المعايير العلميّة. ولقد حاولت هذه الدّوريّة أن تكون طيّعةً لفهم المختصّين وغير المختصّين من القرّاء، وذلك في الصّياغة والشّكل على حدٍّ سواء من دون التضحية برصانة المضمون. فهي مطبوعة ديمقراطية بمعنى عمومية المعرفة، وضرورة أن تصل إلى أوسع عددٍ من المهتمّين.

احتوى العدد الأول الدراسات والمقالات والتقارير التالية: "النظام الإقليمي العربي: إستراتيجية الاختراق وإعادة التشكيل" (وليد عبد الحي)؛ و"إسرائيل والتغيرات الجيوستراتيجية" (محمود محارب)، و"أهداف الولايات المتحدة وإستراتيجياتها في العالم العربي" (مروان بشارة)؛ و"السودان وإيران: رحلة التقارب" (النور حمد)؛ و"الترويكا الحاكمة في تونس" (عائشة تايب)؛ و"الرئاسة المصرية بعد مبارك" (بشير عبد الفتاح)؛ و"الرئاسة الإيرانية في ضوء تجربة أحمدي نجاد" (رشيد يلوح)؛ و"الآثار الجيوسياسية لاكتشافات الغاز الإسرائيلية في شرق المتوسط" (زهير حامدي)؛ و"اتجاهات الرأي العام في المشرق العربي نحو الأزمة السوريّة" (محمد المصري). كما تضمّن العدد مراجعات للعديد من الكتب ذات الأهمية التي تناقش شؤون العالم العربي. وقد ضُمّن هذا العدد "الوقائع الفلسطينية لعام 2012"، وكذلك "محطات التحول الديمقراطي في البلدان العربية لعام 2012"، بالإضافة إلى تقرير حول المؤتمر السنوي الأول لمراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية في الوطن العربي الذي عقده المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة خلال الفترة 15-17 كانون الأول/ ديسمبر 2012.


للحصول على أعداد المجلة (نسخ ورقية أو إلكترونية) أو مقالات مفردة منها، أو الاشتراك السنوي فيها، زرّ المكتبة الإلكترونية للمركز