بدون عنوان

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات كتابان جديدان، يعيد أولهما جمع عملين للكاتب اللبناني عمر فروخ هما "العرب والفلسفة اليونانية" و"أثر الفلسفة الإسلامية في الفلسفة الأوربية" في كتاب واحد بعنوان: "العرب واليونان وأوروبا قراءة في الفلسفة"؛ أما ثانيهما فهو جهد بحثي للكاتبة مدى شريقي لتقديم قراءة سوسيولوجية لتطور الخصوبة السكانية في سورية طوال ثمانية وخمسين عاماً (1947-2005).


لماذا ازدهرت الفلسفة في اليونان؟ ولماذا انحطّت؟

يمكنك شراء نسخة من هذا الكتاب ومعرفة أقرب موزع بالضغط هنا

يجمع كتاب العرب واليونان وأوروبا قراءة في الفلسفة (255 صفحة من القطع الكبير، 2015) للكاتب اللبناني عمر فروخ، عملين مستقلين من أعمال الكاتب صدرا في عام 1944، هما كتاب العرب والفلسفة اليونانية وكتاب أثر الفلسفة الإسلامية في الفلسفة الأوروبية. وقد أصدر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات هذا الكتاب ضمن مشروع "طي الذاكرة"، وقدّم للكتاب رضوان السيّد، والغرض من جمع الكتابين هو الإجابة عن سؤالي: لماذا ازدهرت الفلسفة في اليونان؟ ولماذا انحطّت؟

يتكوّن الكتاب الأول العرب والفلسفة اليونانية من مقدمة وستة فصول، وقد وصفه المؤلف على أنه دراسة موجزة تتناول الفلسفة اليونانية في الدرجة الأولى، وتؤكد منها ناحيتين اثنتين: أولاهما رسم صورة واضحة لهذه الحركة العظيمة في تاريخ الإنسانية، وثانيتهما إبراز أثر تلك الآراء التي كان لها فيما بعد تأثير ظاهر في الفلسفة الإسلامية. وفي صفحات الكتاب يقوم المؤلف بتعريف الفلسفة، والفلسفة اليونانية خصوصًا، مبرزًا ومعرّفًا بأشهر مدارسها وأهمّها، من قبيل الأيونية والفيثاغورية والإيلية والطبيعية. ومن ثمّ يتحدث عن أسباب ازدهار الفلسفة في اليونان دون سواها، وكذلك عن أسباب انحدارها لاحقًا، موضّحًا أثر هذه الفلسفة في الفكر العالمي، مبرزًا الطرائق التي وصلت عبرها إلى الشرق. ويختتم الكتاب بالحديث عن بواعث نقل الفلسفة اليونانية إلى العربية، وعن أبرز من قاموا بنقلها.

أمّا الكتاب الثاني أثر الفلسفة الإسلامية في الفلسفة الأوروبية فيتكوّن من ثلاثة فصول رئيسة، يستهلها الكاتب بطرح سؤال: لا شك أنّ للعرب فضلًا على العلوم والفلسفة، ولكن ما درجة هذا الفضل في التاريخ البشري؟ ويبدأ الكتاب بعرض حال أوروبا في القرون الوسطى، وأبرز الميادين التي التقى فيها الشرق بالغرب، وهي الأندلس وصقلية والساحل السوري المصري؛ وفي الفصل الثاني يوضح فضل العرب على الفلسفة، وأثر العرب في مجموع الفلسفة الأوروبية الوسيطة؛ ليختم الكتاب في الفصل الثالث بالحديث عن ثلاثة من المفكرين الغربيين في العصور الوسطى تأثّروا بالفلسفة الأوروبية وهم: موسى بن ميمون، وألبرت الكبير، وتوما الأكويني، ويستعرض المؤلف حياة كل منهم، مبرزًا أهم مصنفاتهم وأبرز آرائهم، وكيف كان لقاؤهم بالفلسفة العربية.

والجدير بالذكر أنّ المؤلف عمر فروخ ولد في عام 1906، وتوفي في عام 1987، وقد درس في الجامعة الأميركية وتخرج فيها عام 1924، ومارس التعليم في كل من نابلس والمقاصد الإسلامية في بيروت، وفي عام 1935، توجّه إلى ألمانيا وحصل فيها على الدكتوراه، ليعود بعدها إلى بيروت ويتابع التعليم في مدراسها وجامعاتها.

ويهدف مشروع "طي الذاكرة" إلى البحث عن المنسي والمفيد من الكتب القديمة، وإعادة نشر المتميز منها، بغية ترميم الجسور المعرفية، وردم الهوات بين عوالم الأفكار ومراحلها، وإعادة الوعي والقيمة لما نسي أو كاد ينسى منها.

الخصوبة السكانية في سورية

يمكنك شراء نسخة من هذا الكتاب ومعرفة أقرب موزع بالضغط هنا

يتناول كتاب تطور الخصوبة السكانية في سورية منذ الاستقلال 1947-2005 للباحثة الدكتورة مدى شريقي، الذي أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات التحولات الديموغرافية التي شهدتها سورية طوال ثمانية وخمسين عاماً، ويرصد التغيرات الاجتماعية التي رافقتها. ولا تعد هذه الدراسة عرضًا للبيانات الإحصائية عن الزواج والخصوبة والوفيات، بل قراءة سوسيولوجية في البيانات الإحصائية.

وقد لاحظت الكاتبة أنّ سورية عرفت في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين نموًا سريعًا للسكان، ثم أعقب هذا النمو تباطؤ تدريجي إلى أن استقر على معدلات خصوبة أقل في منتصف التسعينيات. ويسعى الكتاب إلى تقديم تحليل معمّق لتطور ظاهرة الخصوبة في سورية بالاعتماد على مناهج وأدوات بحث وتحليل ديموغرافية صرف، بعيدًا عن كل تفسير أو توظيف أيديولوجيّ للرقم الإحصائي الذي تحاول المؤلفة وضعه في سياقاته الاجتماعية والثقافية بالدرجة والأولى، وفي سياقاته القانونية والسياسية والاقتصادية بالدرجة الثانية.

ويهدف هذا الكتاب إلى تحليل الخصوبة في سورية، وتحليل ظاهرة زيادة السكان مع عدم ارتفاع معدلات الخصوبة؛ فسورية التي ارتفع عدد سكانها من ثلاثة ملايين غداة الاستقلال في عام 1946، إلى نحو عشرين مليونًا في عام 2004 لم تشهد في الفترة نفسها ارتفاعًا في معدلات الخصوبة، بل شهدت انخفاضًا جراء انتشار وسائل منع الحمل والإجهاض المتعمّد وتعليم المرأة وتحوّلها إلى العمل المنتج، الأمر الذي يشير إلى تغيّرٍ جوهري في المنظومة القيميّة للمجتمع السوري.

وقد جاء الكتاب في تسعة فصول موزعة على قسمين، فحمل القسم الأول عنوان "تحليل الخصوبة والظواهر المرتبطة بها"، بينما حمل القسم الثاني عنوان "بعض العوامل المؤثرة في الخصوبة". وفي الفصل الأول المعنون "المولودية والتركيب العمري والنوعي للسكان" تتحدث الكاتبة عن سيادة المنظور الداعم للمولودية في العقود الثلاثة الأولى التي تلت الاستقلال، وقد تجلى هذ االمنظور في نصوص قانونية وإجراءات تنفيذية لمصلحة الأسر كبيرة العدد، فيما تراجع هذا التوجه الداعم للمولودية بدءًا من الثمانينيات. وفي الفصل الثاني "الخصوبة الكليّة" توضح الكاتبة الفارق بين المنظور القطعي والمنظور الطولاني مؤكدة على أهمية بناء التحليل المرتبط بالخصوبة على هذين المنظورين سويّة. وفي الفصل الثالث "تحليل الزواجية" نقرأ تحليلًا لظاهرة الزواجية والعزوبية في المجتمع السوري عبر أجياله المختلفة، وأثر هاتين الظاهرتين في الخصوبة. ويتحدث الفصل الرابع "خصوبة النساء المتزوجات" عن الاختلاف الواضح في معدلات زواج النساء على مدى السنوات التي شملتها الدراسة، فبينما كان سن الزواج مبكرًا جدًا في عقدي الخمسينيات والستينيات، نلاحظ أنه مع تقدم السنوات تابع متوسط عمر الزواج ارتفاعه ليصل الذروة مطلع القرن الحادي والعشرين.

وتستعرض المؤلفة في القسم الثاني من الكتاب مجموعةً من العوامل المؤثرة في الخصوبة، ففي الفصل الخامس "الإطار القانوني والاجتماعي - الثقافي لوضع المرأة في سورية" تستعرض المؤلفة التغيرات المهمة في مكانة المرأة سواء أكان ذلك على المستوى الرسمي أم على مستوى المجتمع السوري، ويتحدث الفصل السادس "ضبط الخصوبة: وسائل منع الحمل وانتشارها وأوضعاها" عن انتشار وسائل منع الحمل في سورية، وتغيّر طريقة النظر إليها من لدن المجتمع والدولة، وأثر انتشارها في الخصوبة، أما الفصل السابع "الإجهاض المتعمد بين المفهوم والواقع" فيتحدث عن تغيّر نظرة المجتمع نحو الإجهاض، ويستعرض مثالًا استطلاعيًّا أجري في مدينة اللاذقية السورية، ويناقش الفصل الثامن "التعليم والخصوبة: أي علاقة؟" واقع التعليم في سورية منذ الاستقلال، وتعليم الإناث بوجه خاص، وأثر ارتفاع نسبة تعليم المرأة في معدّلات الخصوبة. ويختتم القسم الثاني والكتاب بالفصل التاسع "المرأة والعمل والخصوبة" بتوضيح أثر الذهنية المجتمعية وغياب البنى التحتية في التقليل من نسبة مشاركة المرأة السورية في النشاط الاقتصادي، وعن أثر هذه المشاركة في الخصوبة.