اختُتمت، يوم الخميس 11 كانون الثاني/ يناير 2024، أعمال الدورة الخامسة لبرنامج المدرسة الشتوية الدولية، التي ينظّمها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، والتي انطلقت أعمالها في 6 كانون الثاني/ يناير، وكان موضوعها: "وسائل التواصل الاجتماعي، الرقابة، ومجتمعات السيطرة". وشارك في الدورة الحالية 36 باحثًا وباحثة، بين مشاركين ومحاضرين ومعقّبين، حيث عرض المشاركون مشاريعهم البحثية التي تناولت وسائل التواصل الاجتماعي والرقابة في مناطق مختلفة في العالم، وفي مجموعة من المجالات الاجتماعية والسياسية.
افتُتحت أعمال اليوم الخامس، يوم الأربعاء 10 كانون الثاني/ يناير، بعرض ورقتين لديبورا دايك وجويندالينا سيمونسيني. عرضت دايك في ورقتها بعنوان "الرقابة والرقابة المضادة على نشاط وسائل التواصل الاجتماعي في نيجيريا: حملة #EndSARS 2022، وتويتر وبرامج الفي بي إن"، أساليب الرقابة التي تمارسها نيجيريا على وسائل التواصل الاجتماعي وتصوّر المواطنين لهذه الرقابة. وأعقبتها ورقة سيمونسيني، بعنوان "التغلّب على انعدام الأمن الرقمي، وإعادة التفكير في الأمان: النشاط الرقمي النسوي التونسي في زمن التراجع الديمقراطي"، التي تناولت تصوّر الناشطات الرقميات النسويات في تونس وفهمهنّ للأمن الرقمي، والاستراتيجيات التي ينفّذنها لحماية أنفسهن في النشاط السياسي على الإنترنت وخارجها.
في الجلسة الثانية، عُرضت ورقتان، الأولى لم. م. وسيم حول "السلطوية الرقمية في الهند وسعي حزب بهاراتيا جاناتا إلى ’هندو راشترا‘"، بحثت في جوانب من السلطوية الرقمية في الهند، والثانية لهبة البيض بعنوان "تأثير السياق القانوني في تعزيز مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، ناقشت فيها نجاح دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في اعتماد أحكام قانونية كافية تحقق توازنًا فعّالًا بين مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وحماية المستخدمين.
ثم قدّمت ريبيكا إل. ستاين، الأستاذة المشاركة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة ديوك في الولايات المتحدة، محاضرة بعنوان "الحرب ووسائل التواصل الاجتماعي والسياسات المرئية"، واستنادًا إلى دراساتها السابقة حول "العسكرة الرقمية"، ركّزت على محاولات إسرائيل ومؤيديها لإدارة ميدان الأدلة المرئية، والقلق الذي تولّده نتيجة لتزايد انتشار شهادات الفلسطينيين في غزة عبر الهواتف الذكية، وقدرتهم على إنتاج صور للعدوان الإسرائيلي على المباشر.
الحركات الاجتماعية والرقابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
افتُتح اليوم السادس والأخير من برنامج المدرسة الشتوية، الخميس 11 كانون الثاني/ يناير، بمحاضرة لطه ياسري، أستاذ في كلية علم الاجتماع وزميل في معهد جيري للسياسات العامة في جامعة كوليدج دبلن، بعنوان "هل يمكن التعهد الجماعي إنقاذ السوق الاجتماعية للأفكار؟"، ناقش فيها المزايا والعيوب المحتملة للمبادرات المجتمعية التي تهدف إلى الإشراف على المحتوى في وسائل التواصل الاجتماعي، مستندًا إلى أبحاث سابقة وتحليل أوّلي لبيانات Birdwatchعلى منصة إكس (تويتر سابقًا).
ثمّ عُرضت ثلاث أوراق لكلّ من أمين نائيني، بعنوان "أمننة الاحتجاجات العامة: استكشاف دور حملات التضليل على الإنترنت التي تقودها الدولة في إيران"، وأمين مجيدي فرد، بعنوان "الوسم في وسائل التواصل الاجتماعي بوصفه أداة للسيطرة على الحركات الاجتماعية"، والهه اسلامى، بعنوان "الحكم من خلال التمكين: الأعمال التجارية النسائية عبر الإنترنت وأنظمة القيمة المتنافسة في إيران ما بعد الثورة". حيث ناقش نائيني، حملات التضليل التي تستخدمها الحكومة الإيرانية على الإنترنت لأمننة احتجاجات الشارع واعتبار القمع إجراءً لحماية الأمن العام. وعرض مجيدي فرد وصفًا لاستراتيجيات الوسم على وسائل التواصل الاجتماعي ضمن حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران، وعرضت اسلامى أنشطة ريادة الأعمال النسائية الرقمية في سياق الحداثة والتنمية في إيران.
اختُتم اليوم الأخير من الدورة بورشة عمل قدّمها مهندس البرمجيات الرئيس في معهد قطر لبحوث الحوسبة QCRI، حمدي مبارك، بعنوان "استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي من أجل سلامة المجتمع: أدوات ودراسات حالة"، عرض فيها بعض الأدوات التي يمكن استخدامها لزيادة سلامة المجتمع، بما في ذلك الكشف عن خطابات الكراهية والرسائل العشوائية، وقدّمت دراسات حالة لفهمٍ أفضل للصراعات السياسية والشائعات مثل الآراء حول لقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) والهجمات على قطر قبل كأس العالم 2022.
في الختام، أعرب هاني عواد، الباحث في المركز العربي، عن شكره للمحاضرين والمعقّبين والمشاركين والمتطوعين، وأشار إلى نجاح هذه الدورة وتحقيقها أهدافها، من خلال توفير مساحة أكاديمية للمشاركين للانخراط في نقاشات معمّقة، وعرضِ أبحاثٍ تحمل منظورات ومناهج وتخصّصات مختلفة في دراسة وسائل التواصل الاجتماعي والرقابة.