بدون عنوان

احتفل معهد الدوحة للدراسات العليا مساء السبت 18 أيار/مايو 2024، بتخريج الفوج الثامن من طلبة الماجستير بحضور ورعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية لدولة قطر، وبتشريف عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار الضيوف، ورئيس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا وعدد من أعضاء المجلس. وابتدأت مراسيم الحفل بقيادة رئيس المعهد والعمداء، ومشاركة أعضاء الهيئة التدريسية والطاقم الإداري والخريجين. انضمت إلى الحفل كذلك أسر الخريجين وأصدقائهم ونخبة من الضيوف. وقد شهد الحفل الذي أقيم في قاعة مجمع الرياضات والفعاليات بجامعة قطر تخريج 206 طالباً وطالبة (بزيادة 11% عن العام الماضي)، منهم 139 في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، و67 في كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، ومن ضمنهم 95 خريجاً وخريجة بدعم من صندوق قطر للتنمية ضمن برنامج دولة قطر للمنح الدراسية للطلبة الدوليين.

وقد استُهِل الحفل بالنشيد الوطني وآيات من القرآن الكريم، تلا ذلك كلمة لرئيس المعهد الدكتور عبد الوهاب الأفندي، قال فيها: "أحر الترحيب بكم، والشكر لضيوفنا الكرام على مشاركتنا الاحتفاء بتخريج الفوج الثامن من طلابنا في عام ليس ككل الأعوام، فليس في كل سنة دراسية يتلقى زملاؤنا وطلابنا بصورة مستمرة أخباراً مفجعة متتالية عن فقدان أسر بكاملها من الأقارب، في مجازر لا تتوقف، شاكراً المتطوعات والمتطوعين من أسرة المعهد ومن ساندهم من خارجه، ممن واصلوا الليل بالنهار في دعم ومواساة المتضررين من طلابنا وزملائنا وضيوف قطر من غزة.

وأضاف الأفندي "نشيد ونفخر كذلك بالمساهمة المتفردة لدولة قطر وقيادتها في دعم أهل غزة، دبلوماسياً وإنسانياً وإعلامياً. فالشكر لكل من ساهم في جعل قطر منارة للإنسانية في زمان تلاطمت أمواجه وأزبدت آفاقه".

وأشار الأفندي أن المعهد فرغ خلال هذا العام من جلّ متطلبات الاعتماد الرسمي العالمي للمعهد وبرامجه. ولكن جوهر الاعتماد هو ما شهدنا ونشهد من إقبال كبير من الأقران في كبرى الجامعات العالمية طلباً للتعاون، ومعه أيضاً قبول أعداد كبيرة من الخريجين لدراسة الدكتوراه في أكثر من 42 جامعة عربية، و45 جامعة أجنبية، معظمها في الغرب. والعدد في ازدياد مستمر.

واختتم رئيس المعهد كلمته بتوجيه التحية لطلاب الجامعات الأميركية والأساتذة هناك، ومن لحق بهم في أوروبا وبقية أرجاء العالم في الصدع بالمواقف الأخلاقية النبيلة والشجاعة في دعم القضية الفلسطينية العادلة، وخص بذلك جامعة كولومبيا التي انطلقت منها شرارة الانتفاضة الطلابية، وهي جامعة للمعهد شراكة طويلة معها منذ نشأته، مشيراً إلى أن طلاب أميركا أكدوا أن بوصلتهم الأخلاقية تشير في الاتجاه الصحيح، وأظهروا شجاعة لا مثيل لها في التصدي للضغوط السلطوية، بحيث أصبحنا اليوم نتمنى أن ترتقي الحالة العربية إلى مستوى الحالة الجامعية الأميركية والأوروبية في صلابة المواقف دفاعاً عن فلسطين. 

وكان الدكتور إبراهيم فريحات، عميد شؤون الطلبة قد قدّم كلمة ترحيبية افتتح فيها حفل تخريج الفوج الثامن قائلاً "نجتمع في هذا اليوم الأغر، على أرض دوحة الخير والعطاء، لنحتفل بكوكبة جديدة من الباحثين الشباب، من قادة وصناع المستقبل، الذين واصلوا خلال عامين الحفر في منابع المعرفة، متسلحين بشراكة أصيلة مع أساتذتهم سيراً تجاه المساهمة بتحقيق تنمية بشرية شاملة وعادلة، يكون التفكير النقدي حجر الزاوية فيها".

 وأضاف فريحات مخاطباً الخريجين والخريجات "لقد نهلتم من حقل المعرفة خلال سنوات في هذه المؤسسة، والآن حان وقتكم لتقدموها لأوطانكم وللعالم بما يليق بهم وبكم. اليوم، تصلون أوج نجاحكم، ونصل أوج سعادتنا ونحن نرى فيكم مصابيح علمية تنير سماء هذا الوطن بالعمل والاجتهاد والإخلاص للقيم".

وشهد الحفل – الذي قدّمه كل من الطالب نواف الدوسري من برنامج الإدارة العامة، والطالبة منية ظاهر من برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني- عرض فيديو عن مسيرة معهد الدوحة للدراسات العليا، تلا ذلك كلمة للخريجين ألقتها دلال الملا خريجة برنامج ماجستير العمل الاجتماعي، أشارت فيها إلى أن "تجربةَ معهدِ الدوحة للدراسات العليا صقلتْ خبراتي ومهاراتي، دخلتُ مهتمةً بالبحثِ العلمي، وتخرجتُ باحثةً شغوفةً بالبحثِ عن الحقيقة، وسبرِ أغوارِ الثغراتِ المعرفية بوعيٍ ومنطق، وصرتُ اليوم اختصاصيةً في ميدانِ العملِ الاجتماعي الإكلينيكي، أتعاملُ مع المشكلاتِ بوعي الباحثة، وعين صاحبة العلمِ والخبرةِ، وأخلاقياتِ العملِ الاجتماعي وميثاقه".

بعد ذلك، قدّمت سلمى الجمل خريجة برنامج ماجستير إدارة النزاع والعمل الإنساني كلمة نيابةً عن الخريجين قالت فيها "أتينا معهدَ الدوحةِ للدراسات العليا، طلابَ علمٍ، من مشاربَ مختلفةٍ وبيئاتٍ أكاديميةٍ وثقافيةٍ متنوعةٍ، لننهلَ من برامجه الثريّةِ واختصاصاتهِ البحثيةِ المتعددة، ولنواكب التطورَ العلمي ونراكم الخبراتِ في المجالاتِ الجديدة، فكان واحةً علميةً خصبةً وصرحاً فكرياً فريداً للتعلّم والبحث".

وقبل نهاية الحفل جرى عرض فيديو لخريجي الفوج الثامن يوثق قصص نجاحهم، ليتفضل بعدها معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ورئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور عزمي بشارة، والدكتور عبد الوهاب الأفندي رئيس المعهد وعمداء الكليات بتسليم الشهادات للخريجين، فيما شارك الدكتور عبد العزيز الحر مدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية بتكريم الفوج الثالث من خريجي برنامج الماجستير التنفيذي في الدراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي، عقب ذلك التقاط صور تذكارية جماعية للخريجين مع ضيف وراعي الحفل.

هذا، وكان معهد الدوحة للدراسات العليا قد احتفل بتخريج سبعة أفواج منذ تأسيسه، بعدد إجمالي وصل إلى 1220 خريجاً وخريجة. ويقدّم المعهد 19 برنامج ماجستير معتمدة دولياً في كليتين: كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة. كما يطرح ثمانية برامج في مسار الدكتوراه هي: اقتصاديات التنمية، الإدارة العامة، العلوم السياسية والعلاقات الدولية، اللسانيات والمعجمية العربية، التاريخ، علم الاجتماع، الدراسات الإعلامية، الدراسات الأمنية النقدية. 

وتجدر الإشارة إلى أن المعهد يتبنى نهج تكامل التخصصات، ويعتمد اللغة العربية لغةً أساس للدراسة والبحث، مع اشتراط إتقان اللغة الإنكليزية. ويعمل على تخريج الباحثين والممارسين الذين يمكنهم تطوير المعرفة والمساهمة في التنمية البشرية، مع الحفاظ على أعلى المعايير العلمية والأخلاقية؛ بالإضافة إلى تخريج المهنيين ذوي المهارات القيادية والنزاهة والكفاءة المهنية لتلبية احتياجات المنطقة في مجال التنمية المستدامة، والتقدم الفكري والاجتماعي والمهني.