بدون عنوان

الجلسة الافتتاحية
الجلسة الافتتاحية
عبد الوهاب الأفندي مقدما الملاحظات الافتتاحية للمؤتمر
عبد الوهاب الأفندي مقدما الملاحظات الافتتاحية للمؤتمر
عمر عاشور
عمر عاشور
ييروين خانينغ
ييروين خانينغ
بهجت قرني
بهجت قرني
الجلسة الأولى: الدراسات الأمنية: تعيين خريطة حقل صاعد
الجلسة الأولى: الدراسات الأمنية: تعيين خريطة حقل صاعد
حيدر سعيد مترئسا الجلسة الأولى
حيدر سعيد مترئسا الجلسة الأولى
سيد أحمد قوجيلي
سيد أحمد قوجيلي
مهند سلوم
مهند سلوم
عماد منصور
عماد منصور
الجلسة الثانية: الأمن الطاقي والبيئي والبشري
الجلسة الثانية: الأمن الطاقي والبيئي والبشري
حامد علي مترئسا الجلسة الثانية
حامد علي مترئسا الجلسة الثانية
جودت بهجت
جودت بهجت
عبد الكريم قزيز
عبد الكريم قزيز
بيل وينينغر مقدما ورقته عن بعد
بيل وينينغر مقدما ورقته عن بعد

بدأت اليوم السبت، 18 شباط/ فبراير 2023، أعمال مؤتمر "حالة حقل الدراسات الأمنية والاستراتيجية"، الذي تعقده وحدة الدراسات الاستراتيجية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، على مدى ثلاثة أيام. يبحث المشاركون في المؤتمر، من باحثين رائدين في الحقل وخبراء ممارسين، في ثماني جلسات ومحاضرتَين عامتين، عددًا من القضايا الكبرى في الحقول الفرعية المختلفة للدراسات الأمنية والاستراتيجية. ويشمل هذا رسم الخريطة الحالية لحقل الدراسات الأمنية، إضافةً إلى مجالات الحقول الفرعية لأمن الطاقة، والأمن البيئي، والأمن البشري، ودراسات الحرب والدفاع، فضلًا عن الحقول الفرعية لدراسات مكافحة الإرهاب وحركات التمرّد المسلح، والعلاقات المدنية - العسكرية، ودراسات الاستخبارات، ودراسات الأمن الدولي. كما يتطرّق الباحثون المشاركون في المؤتمر إلى قضايا راهنة في الحقل، بما في ذلك الاستخدام المبتكر لعمليات محاكاة الحرب والمحاكاة التفاعلية بوصفها أداةً تعليمية في دراسات الأمن والدفاع، والحرب في أوكرانيا، والحروب الهجينة، والمعارك الحضرية. وإضافةً إلى النقاشات النظرية والمفهومية، تتطرق أوراق المؤتمر إلى حالاتٍ تجريبية وتعالج قضايا مختلفة تتعلق بعددٍ من البلدان، منها بلدان الخليج العربية، وأوكرانيا، وأفغانستان، وصربيا، وألبانيا، وتركيا، ومصر، والصين، وإيران. يتناول المؤتمر أيضًا مساهمات المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا في مجال الدراسات الأمنية والاستراتيجية، من خلال المشاريع البحثية والمناهج الأكاديمية التي يقدمانها.

استُهل المؤتمر بكلمة افتتاحية ألقاها عبد الوهاب الأفندي، رئيس معهد الدوحة، رحّب فيها بالباحثين المشاركين والحضور، مشيرًا إلى راهنية موضوع المؤتمر في وقتٍ يشهد عددًا من الصراعات الداخلية والدولية، وغيابًا للأمن البيئي والصحي والبشري في عددٍ من المناطق، آخرها حالة الطوارئ التي أعقبت الزلزال في سورية وتركيا. وقدّم الأفندي إطارًا عامًا للإشكاليات التي ستناقشها أعمال المؤتمر، منها: مدى نقدية حقل الدراسات الأمنية النقدية، وإن كان الحقل واعيًا بالتحوّلات الكبرى في النسق الدولي، ومدى وجود مسافة بين دارسي الحقل والمؤسسات الأمنية نفسها، مبرزًا أنّه جرى أمننة حقل الدراسات الأمنية على نحوٍ ملحوظ خلال العقود الأخيرة، حتى في السياقات الليبرالية، واقترن مفهوم الأمن بمكافحة الإرهاب في حالاتٍ عديدة، على نحوٍ حدَّ المعنى الشامل للأمن.

الدراسات الأمنية والاستراتيجية: آفاق المساهمة العربية ونزع الاستعمار عن الحقل

ضمّت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر ثلاثة مداخلات لباحثين رائدين في حقل الدراسات الأمنية والاستراتيجية، هم: بهجت قرني، أستاذ العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وييروين خانينغ، أستاذ سياسة الشرق الأوسط ودراسات الصراع في كلية كينجز في لندن، وعمر عاشور، مدير وحدة الدراسات الاستراتيجية بالمركز العربي ورئيس برنامج الدراسات الأمنية النقدية بمعهد الدوحة. حاول قرني، في مداخلته بعنوان "الدراسات الأمنية والتهديدات الأمنية العربية المتعددة المستويات: نحو دراسات أمنية نقدية 2"، الإجابة عن سؤالين رئيسين: لم تنزع معظم التحليلات الأمنية إلى التركيز على مفهوم عسكري تقليدي للأمن القومي رغم وجوهه المتعددة في العالم العربي؟ وما حدود تطبيق مفهوم "الأمن البشري" على المنطقة العربية، وعلاقته بالدراسات الأمنية النقدية والنقاشات الأوسع حول الأطر المفاهيمية للعلاقات الدولية؟

ثمّ تناول خانينغ في عرضه "الدراسات الأمنية النقدية وإنهاء الاستعمار"، كيف يمثّل إنهاء الاستعمار تحدّيًا لحقل الدراسات الأمنية النقدية، وكيف ارتبط الحقل تاريخيًا بالإنتاج المعرفي المتمحور حول الغرب وبنى السلطة الغربية، مشيرًا إلى الدروس التي يمكن أن يتعلمها الحقل من المحاولات العالمية المتعددة للتخلص من مصفوفة القوة الاستعمارية والعمل على إنهاء الاستعمار، وملقيًا نظرة على تطورات الحقل التي تعدّ مواقع واعدة لتعزيز إنهاء الاستعمار المعرفي.

أمّا عاشور، فتطرق في عرضه "الدراسات الأمنية والاستراتيجية: مساهمة الدوحة"، إلى إسهام المركز العربي ومعهد الدوحة في الدراسات الأمنية والاستراتيجية النقدية، من خلال المشاريع البحثية والمناهج الأكاديمية، ما يمثّل أساسًا متينًا لما يمكن وصفه بمدرسة الدوحة للدراسات الأمنية النقدية والاستراتيجية. فمنذ عام 2018، تمثّل وحدة الدراسات الاستراتيجية، للمختصين والناشطين والمسؤولين، منصّةً وطنية ودولية للاجتماع والمناقشة والنشر حول قضايا مهمة في الدراسات الأمنية والاستراتيجية. وشملت فعالياتها مؤتمرات ومحاضرات وندوات، إضافةً إلى دراسات محكمة صادرة باللغتين العربية والإنكليزية، ضمن سلسلتَي "أوراق استراتيجية" و"تحليلات استراتيجية". وفي أيلول/ سبتمبر 2019، أطلق معهد الدوحة البرنامج الأول من نوعه في دولة قطر والعالم العربي، وهو ماجستير الدراسات الأمنية النقدية، الذي صُمّم لتثقيف جيل جديد من المختصين المؤهلين، والقادة المحترفين والناشطين في المجال العام للدراسات الأمنية في قطر وجميع أنحاء المنطقة وخارجها. وفي عام 2022، أطلق المعهد برنامج الدكتوراه في الدراسات الأمنية النقدية. ولتعزيز التعليم التطبيقي والمتعلق بصنع السياسات في مجال الدراسات الأمنية، سيطلق معهد الدوحة برنامج الماجستير التنفيذي في الدراسات الأمنية النقدية في عام 2023، ليكون أول برنامج تنفيذي للدراسات الأمنية النقدية في قطر والمنطقة ككلّ.

الدراسات الأمنية: تعيين خريطة حقل صاعد

ترأّس الجلسة الأولى من المؤتمر، حيدر سعيد، الباحث في المركز العربي ورئيس تحرير دورية "سياسات عربية"، وكان محورها "الدراسات الأمنية: تعيين خريطة حقل صاعد"، وشارك فيها ثلاثة من أساتذة الدراسات الأمنية النقدية في معهد الدوحة. قدّم سيد أحمد قوجيلي ورقةً بعنوان "من التقليدية إلى النقدية: تطوّر حقل الدراسات الأمنية". تتبّع فيها كيف تطوّر حقل الدراسات الأمنية خلال العقود السبعة الأخيرة، متطرقًا إلى كيفية استجابة علماء الأمن (والمؤسسة الأكاديمية عمومًا) للتغيّر المستمرّ في البيئة الأمنية، وأساليب التفكير الجديدة المستخدمة لمواكبة تلك التطوّرات، ومخرجات هذه التفاعلات وأثرها في إنجاز الأمن على كافة المستويات (الأفراد والمجتمع والدولة والمحيط الحيوي).

وحاول مهند سلوم في ورقته "دراسات الاستخبارات في العالم العربي: حالة الحقل" الإجابة عن ثلاثة أسئلة رئيسة: لماذا تفتقر مكتبة دراسات الاستخبارات إلى البحوث الأكاديمية التي تدرس أجهزة الاستخبارات العربية على نحوٍ منهجي يعتمد على البيانات الأولية، رغم مركزية أجهزة الاستخبارات في كثير من الأنظمة السياسية العربية؟ وما صعوبات العمل الميداني التي تواجهها دراسات الاستخبارات؟ وكيف يمكن تقييم محاولات دراسة تطور دور أجهزة الاستخبارات العربية وفهمها؟

أمّا عماد منصور، فانتقل في ورقته "الأسس المشتركة في دراسات الأنظمة الإقليمية والتنافس الإقليمي" إلى البعد الدولي للدراسات الأمنية والاستراتيجية، من خلال معالجة كيف تطورت دراسة النسق الإقليمي، ومن ثمّ الأمن الإقليمي، وكيف تقدّم المدارس المختلفة في دراسة التنافس الإقليمي/ الدولي فرضيات مرتبطة بكيفية تغيّر أشكال النسق في المناطق، وكيف بمقدور دراسة التنافسات تقديم تفسير وجيه لشكل النسق الإقليمي وتحولاته في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟

الأمن الطاقي والبيئي والبشري

عُقدت الجلسة الثانية، التي ترأّسها حامد علي، عميد كلّية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية في معهد الدوحة، بعنوان "الأمن الطاقي والبيئي والبشري"، وتضمنت ثلاث مداخلات، افتتحها جودت بهجت، أستاذ شؤون الأمن القومي في جامعة الدفاع الوطني التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، بورقة عنوانها "دول الخليج والتحول في مجال الطاقة"، ناقشَ خلالها آفاق التحوّل الطاقي في الدول الرئيسة المنتجة للنفط والغاز في الشرق الأوسط، مجادلًا بأنّ هناك حاجة إلى تحقيق التوازن بين أزمة المناخ وتلبية احتياجات الطاقة العالمية، وأنّ تنويع مصادر الطاقة ضروري لضمان أمن الطاقة على الصعيد الإقليمي والعالمي، وضمان الازدهار الاقتصادي.

ثم قدّمَ عبد الكريم قزيز، أخصائي علم الأوبئة وباحث الدكتوراه في كلية كينغز في لندن، ورقة عنوانها "الأمن الصحي في العالم العربي: التأطير المفهومي والتطبيقات العملية والأجندة المستقبلية"، ركّز فيها على مفهوم الأمن الصحي وتطبيقاته في العالم العربي. مشيرًا إلى تعرّض الحصول على الرعاية الصحية في العالم العربي للخطر بسبب النزاعات المسلحة والعنف في المنطقة، فضلًا عن الأوبئة وتفشّي الأمراض المعدية، وغياب أجندات وطنية مرتبطة بالأمن الصحي.

وخُتمت الجلسة بورقة قدّمها بيل وينينغر، الأستاذ في مركز دانييل ك. إينوي لآسيا والمحيط الهادئ للدراسات الأمنية، عنوانها "أمن الطاقة والتعقيد في عالم غير آمن"، أشار فيها إلى أنّ الطاقة تُعّد نظامًا معقّدًا غالبًا ما يُساء فهمها وتكون عرضةً للفهم العقيم للأزمة القصيرة المدى، مجادلًا أنّه من الأجدى النظر إلى أمن الطاقة في سياق نظام مرن من الإمدادات/ الموردات (العامة والخاصة)، وأنظمة التوصيل، والمستهلكين الذين استجابوا على نحو متوقع إلى حدٍ ما لمؤشّرات العرض والطلب.

وتتواصل جلسات المؤتمر حتى يوم الإثنين 20 شباط/ فبراير 2023 في مقر المركز العربي على نحو ما هو موضح في جدول أعماله، كما تُبثّ جلساته مباشرةً عبر منصّات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمركز، مع توافر الترجمة الفورية بالعربية والإنكليزية.