بدون عنوان

عقد معهد الدوحة للدراسات العليا، يوم السبت 17 آذار/ مايو 2025، حفل تخريج الفوج التاسع من طلبة الماجستير، بحضور ورعاية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وتشريف عدد من أصحاب السعادة الوزراء وكبار الضيوف، ورئيس مجلس أمناء معهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور عزمي بشارة، وعدد من أعضاء المجلس. وشارك في مراسم الحفل رئيس المعهد والعمداء وأعضاء الهيئة التدريسية، وحضره أيضًا أسر الخريجين وأصدقائهم ونخبة من الضيوف، وذلك في قاعة المؤتمرات بمركز قطر الوطني للمؤتمرات.

شهد الحفل تخريج 220 طالبة وطالبًا، منهم 150 في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، و70 في كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، يمثلون 28 جنسية، من بينهم 95 خريجة وخريجًا بدعم من صندوق قطر للتنمية ضمن برنامج دولة قطر للمنح الدراسية للطلبة الدوليين. ويمثّل عدد الخريجين القطريين 71 خريجة وخريجًا.

وفي كلمة ترحيبية ألقاها الدكتور عبد الوهاب الأفندي، رئيس المعهد، قال: "يصادف حفل التخرّج لهذا العام مناسبة ذات مغزى كبير بالنسبة إلى أسرة المعهد وإلى قطر، وهي الاحتفالات باكتمال العام العاشر من عمر المعهد. لهذا، فإن تخريج هذا الفوج يكتسب أهميةً خاصةً، حيث أصبح احتفالًا داخل احتفال. فالتهنئة لخريجي هذا العام، مع التهنئة لكل أسرة المعهد، ولدولة قطر، قيادةً وشعبًا، بهذا الصرح المعرفي، والإنجاز الذي ينضم إلى إنجازات قطرية متلاحقة في مجالات التعليم وصناعة المعرفة، والتنمية والبناء، وخدمة الإنسانية، التي أصبحت كلها مفاخر تباهي بها قطر الأمم". وأضاف: "خريجو هذا الفوج، مثل أسلافهم ولاحقيهم بإذن الله، هم إحدى هذه المفاخر، ليس فقط لأنهم تفوقوا في المعارف والمهارات، ولزموا كرائم الأخلاق، بل لأنهم سيدخلون مباشرة في عمليات التنمية والبناء والتطوير التي تعجّل في جعل رؤية قطر الوطنية 2030 واقعًا. فالمعهد يساهم بقسط نعتز به في العديد من الميادين: تنمية العلم وبناء المعرفة، ودعم الصحة والرفاه، وقيادة البناء والتطور، والسعي في صنع السلام وإطفاء الحروب، والسبق في ريادة العمل الإنساني، والشفافية والتطوير الإداري، وغير ذلك من ميادين التقدم".

وفي كلمة ألقاها سعادة الشيخ الدكتور عبد الله بن علي بن سعود آل ثاني، نائب رئيس مجلس أمناء معهد الدوحة، قال: "تُجسّد هذه الدفعةُ من خريجي معهد الدوحة للدراسات العليا وعدَ جيلٍ متمكِّنٍ من المعرفة، ومُزوَّدٍ بأدوات التفكير النقدي، والإبداع، والتعلُّم المستمر. وفي هذا العصر المتغيّر، يحملونَ إرثًا عريقًا من التميُّز الأكاديمي والمسؤولية المجتمعية، إرثًا متجذرًا في التزام قطرَ الراسخ بالتعليم وتنمية الإنسان".

ومثّل الخريجين في كلمتهم نواف الدوسري، من برنامج الإدارة العامة، ورغد أفغاني، من برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني، عبّرا فيها عن مشاعر الامتنان والتطلعات التي يحملها زملاؤهم في هذه اللحظة المفصلية من مسيرتهم العلمية والإنسانية؛ إذ قال الدوسري: "ها نحن نصلُ إلى مرحلةٍ جديدة في حياتِنا، نُغلق بابًا من أبواب الرحلة، ونفتح آخرَ. إنَّها مرحلةٌ يتحوّل فيها العِلمُ إلى مسؤوليةٍ، والمعرفةُ إلى أَثَر". وأكدّ على ما شكّلته هذه التجربة الأكاديمية من وعيٍ أعمق وفهمٍ أكثر نضجًا لمفهوم المعرفة. أما أفغاني، فقالت: "نقفُ اليومَ على أعتابِ مرحلةٍ مفصليةٍ في حياتِنا؛ ننظر إلى الخلفِ لِنرى رحلةً من الجهدِ والمثابرة، وإلى الأمامِ نَلمحُ مسؤوليةً يحملها العلمُ على أكتافِنا. لم تكن هذه الرحلةُ مجردَ سنواتٍ أكاديميةٍ، بل كانت تجربةً صاغت وعينَا، ووسّعت آفاقنَا، وعمّقت فهمنَا لمعنى المعرفة؛ لا كغاية، بل كأداة للتغيير". وأضافت: "لم يكن معهد الدوحة للدراسات العليا مؤسسةً تعليميةً فحسب، بل كان مختبرًا فكريًا ومنارةً للعقول، وفضاءً امتزَج فيه الفكرُ بالنقدِ، والبحثُ بالشغفِ، والتجربةُ بالحكمة".

وفي نهاية الحفل، تفضل معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ورئيس مجلس أمناء المعهد الدكتور عزمي بشارة، والدكتور عبد الوهاب الأفندي رئيس المعهد، وعمداء الكليات بتسليم الشهادات للخريجين.

تجدر الإشارة إلى أن معهد الدوحة للدراسات العليا قد احتفل بتخريج تسعة أفواج منذ تأسيسه، بعدد إجمالي وصل إلى 1612 خريجة وخريجًا. ويقدّم المعهد 19 برنامج ماجستير معتمدًا دوليًا في كليتين: كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة. كما يطرح ثمانية برامج في مسار الدكتوراه هي: اقتصاديات التنمية، والإدارة العامة، والعلوم السياسية والعلاقات الدولية، واللسانيات والمعجمية العربية، والتاريخ، وعلم الاجتماع، والدراسات الإعلامية، والدراسات الأمنية النقدية.