شهدت أفريقيا، منذ نهاية الحرب الباردة، تدافعًا شديدًا عليها من قوى دولية وإقليمية، كما خبرت تطورات داخلية مهمة، بدأت بانهيار الدولة في الصومال وما أعقبه من تدخّل عسكري أميركي فاشل، وتحوّل في نمط النزاعات من حروب بين الدول إلى قتال إثني بينها. وقد نالت القارة حظها من موجة الانتقال الديمقراطي، قبل أن ترتدّ بعض دولها عن ذلك، وتعود الانقلابات العسكرية مرّة أخرى إلى المجال السياسي. وقد عكست النزاعات الأفريقية أنماطًا يصعب اختزالها في الاقتتال الداخلي، فقد أظهرت تنوعًا في الفاعلين يشمل دولًا ومرتزقة وشركات عسكرية، إلى جانب جيوش محلية وميليشيات وتنظيمات شبه عسكرية. ونجم عن ذلك تقاطع مصالح الفاعلين وتعقّد عملية فضِّ النزاعات.
وتُشكّل أفريقيا امتدادًا طبيعيًّا مهمًّا للعالم العربي بالنظر إلى وجود ثقل عربي مهم في الشمال يتداخل بكثافة مع محيطه الأفريقي في الساحل، أو في القرن الأفريقي، ثقافيًا، واقتصاديًا، وديموغرافيًا، وأمنيًا.
وبسبب هذه الأهمية المتزايدة للقارة وتفاعلاتها وعلاقاتها المهمة والأساسية مع البلدان العربية، في شمال القارة أو خارجها، وبسبب ما يُلاحظ من قلة العناية البحثية عربيًا بموضوع أفريقيا، على الرغم من تصاعده عالميًا، تُطلق دورية سياسات عربية، التي يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا، دعوةً إلى الكتابة في موضوع عام، هو: "السياسة في أفريقيا: الدولة، والإثنية، والنظام الإقليمي والدولي"، الذي تقترح لدراسته خمسة محاور كبرى، على النحو التالي: ديناميات السياسة الأفريقية، وقضايا الأمن، والتراجع عن الديمقراطية، والعلاقات الدولية والسياسة الخارجية، والاقتصاد السياسي.
ستصدر البحوث المقبولة للنشر في أكثر من ملف، أو عدد خاص، أو محور، داخل الدورية، في عامَي 2026 و2027. وسيتولى إدارة هذا المشروع البحثي وتحريره أستاذ العلوم السياسية، والباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وعضو هيئة تحرير سياسات عربية، حسن الحاج علي.
من هنا، تدعو الدورية الباحثات والباحثين المختصين إلى تقديم مقترحات بحثية للمشاركة في هذا المشروع البحثي. وترحّب بالمساهمة في هذه المجالات، بما يشمل أوراقًا بحثية تتناول أبعادًا نظرية أو تطبيقية أو دراسات حالات.
يرجى الاطلاع على الورقة المرجعية المرفقة.