بدون عنوان

خديجة زتيلي
خديجة زتيلي
الجلسة الرابعة
الجلسة الرابعة
محمد حبش
محمد حبش
منير الكشو
منير الكشو
الجلسة الخامسة
الجلسة الخامسة
يوسف سلامة
يوسف سلامة
علي حاكم صالح
علي حاكم صالح
الجلسة السادسة
الجلسة السادسة
مايكل مدحت
مايكل مدحت

اختتمت في الدوحة، اليوم الأربعاء 10 أيار/ مايو 2023، أعمال الندوة السنوية الثالثة لدورية "تبيّن" بعنوان "قضايا في فلسفة الأخلاق المعاصرة"، والتي عُقدت على مدار يومين بمشاركة اثني عشر باحثًا تناولت أوراقهم البحثية مواضيع متنوعة لأهم الاتجاهات والمدارس الفكرية في فلسفة الأخلاق المعاصرة. وعُقدت في اليوم الثاني للندوة جلسات متزامنة، قدّم فيها الباحثون أوراقهم وسط حضور وإقبال كبير على البثّ المباشر عبر حسابات التواصل الاجتماعي التابعة للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

سؤال الأخلاق في الفكر العربي المعاصر

بدأت أعمال اليوم الثاني بجلسة أولى ترأسها حيدر سعيد، الباحث في المركز العربي، وشارك فيها محمد حبش، الأستاذ المشارك في علوم القرآن بجامعة أبو ظبي، بورقة عنوانها "سؤال النهضة والحامل الأخلاقي نكوصًا وقيامًا"، تناول فيها معالجة التعثر النهضوي الذي يعانيه المشرق العربي تحديدًا، ودور الحامل الأخلاقي في صناعة العثار ودوره في صناعة الحل. وفي هذا الإطار، يرى الباحث أن الأخلاق تعرضت كما قيم الدين والتراث لتشويه حقيقي؛ نتيجة الهزيمة الحضارية، وقام المجتمع بوعيه الشعبوي بإلحاق سلسلة من الأخلاق الحيوية الفعالة في باب الرذائل، في حين صعد بسلسلة من التناقضات والرذائل التي تستجيب لنهمة التشفي وتبرير الهزيمة ليعتبرها أخلاقًا حميدة.

وشارك منير الكشو، أستاذ الفلسفة بمعهد الدوحة للدراسات العليا، بورقة عنوانها "أخلاق الفضيلة وأخلاق الآداب: أي صيغة للتوفيق بينهما؟"، طارحًا سؤالين أساسيين: إذا كان نموذج المبادئ والواجبات والنتائج هو المهيمن في الفلسفة الأخلاقية الحديثة، وليس نموذج أخلاق الفضيلة وما يعنيه من تفكير في المثل الأعلى للحياة الفضلى وفي الفضائل والطباع التي جُبل عليها الأشخاص، فهل يعني ذلك حقًا أن قضايا أخلاق الفضيلة لم تعد تشغل فكر الانسان الحديث؟ إن كان الجواب بالإيجاب، فكيف لنا أن نفسّر الرواج الذي لقيته كتب صدرت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي مثل كتاب الأميركي ألسدير مكنتاير "ما بعد الفضيلة"، أو الفرنسي أندري كومت سبونفيل "دراسة مختصرة لفضائل عظيمة". لذلك نتساءل: هل بقيت فائدة للاسترشاد بنموذج أخلاق الفضيلة لتحديد القيمة الأخلاقية للفعل؟ وما الصيغة التي تمكننا من التوفيق بين نموذجَي أخلاق الفضيلة وأخلاق الآداب؟

أما الجلسة الثانية فترأستها إليزابيث كساب، أستاذة الفلسفة بالمعهد، وتحدث خلالها يوسف سلامة، رئيس تحرير "قلمون، المجلة السورية للعلوم الإنسانية"، عن "السؤال الفلسفي للأخلاق"، تناول في مداخلته النقاشات الثقافية والسياسية التي رافقت تنظيم دولة قطر لكأس العالم من زاوية سؤال (الأخلاق). وقد بدت تلك النقاشات، وما رافقها مطالبات، كأن المجتمع القطري متعدد الأعراق والثقافات وأن القضايا التي طرحها الغربيون أصبحت جزءًا لا يتجزأ من اهتمام الدولة الراعية، مع أن هذه الدولة تشكل وحدة ثقافية وعرقية متجانسة يحصل فيها الجميع على حقوق ثقافية متساوية.

منزلة الأخلاق في فلسفات ما بعد الحداثة

أمّا علي حاكم صالح، أستاذ الفلسفة في جامعة ذي قار، فقد جاءت مداخلته بعنوان "هل يمكن قيام الأخلاق من دون أساس؟ نظرات في أخلاقيات ما بعد الحداثة الغربية"، تناول فيها أهم ما شهده الفكر الفلسفي المعاصر من بروزٍ لتيارات فلسفية حاولت نقض ما قبلها، واختلفت سبلها إلى ذلك، وتباينت في مساحة النقض ومقاصدها. وناقش الباحث هذه الضدية أو المناهضة، مناهضة كل أساس، سواء أكان بعنوان الحقيقة أو العقل أو الواقع أو غير ذلك. وتشمل هذه مناهضة إقامة الأخلاق على أسس ميتافيزيقية، أو عقلية، أو طبيعية، أو دينية. وتتبّع الباحث بهذا الخصوص توجهًا فلسفيًا معاصرًا هو الهرمينوطيقا، التي باتت عند العديد من فلاسفة ما بعد الحداثة بديلًا فلسفيًا رئيسًا، لا سيما بعد إعلانهم عن نهاية الميتافيزيقا أو موتها المزعوم.

وقد ترأس الجلسة الثالثة والختامية من الندوة رجا بهلول، وقدّم فيها مايكل مدحت، أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان، ورقة بعنوان "الرهانات الأخلاقية للتسامح في فلسفة توماس سكانلون"، استكشف فيها الرهانات الأخلاقية التي تثيرها فكرة "التسامح"، كما يقدمها الفيلسوف الأميركي سكانلون في سياق فلسفته الأخلاقية، في كتاباته المتعددة في مجال فلسفة الأخلاق.

واختتمت الجلسة خديجة زتيلي، أستاذة الفلسفة بجامعة الجزائر 2، بورقة عنوانها "التربية بوصفها المؤسّس لأخلاق كونية: رهانات إدغار موران نحو أخلاق للجنس البشري"، وجادلت الباحثة في أطروحات الفيلسوف الفرنسي المعاصر إدغار موران الذي لا يخفي امتعاضه من طرائق التربية المعاصرة، التي فاقمت من أزمات الإنسان المعاصر بمناهجها التي لم تستطع أن تُقدّم خطابًا عقلانيًّا، ينتصر للإنسان أينما كان؛ فسقطتْ بذلك في امتحانها الأخلاقي. وهو في هذا السياق، يقدم مقترحاته وبدائله المعرفية لإصلاح التعليم الذي يجب أن تتواصل فيه العلوم لا أن تتباعد في نظره.

وفي اختتام الندوة، قدّم رئيس تحرير دورية "تبيّن"، رجا بهلول، الملاحظات الختامية؛ فشكر الباحثات والباحثين الذين شاركوا والحضور والقائمين على الندوة، ومن ثمّ أشار إلى أن معظم الأوراق البحثية التي قدمت في الندوة ستُنشر في ملفٍ خاص من الدورية يصدر قريبًا.


* ملخص جلسات اليوم الأول