مقدمة
بعد مفاوضات ماراثونية، على مدى ثمانية أيام بسويسرا في لوزان، تمكّنت القوى العالمية 5 + 1 (الولايات المتحدة، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، والصين، إضافةً إلى ألمانيا) من التوصّل إلى اتفاق إطار مع إيران بشأن برنامجها النووي. وبموجب الاشتراطات الأميركية، كان ينبغي أن يكون الموعد النهائي للتوصّل إلى ذلك الاتفاق في الحادي والثلاثين من آذار/ مارس 2015، غير أنّ صعوبة المفاوضات وتعقيداتها أجَّلت التوصّل إليه حتى الثاني من نيسان/ أبريل 2015. وعلى الرغم من أنّ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، كان قد حذّر من أنّ مهلة آخر آذار/ مارس هي الأخيرة للتوصّل إلى اتفاق الإطار[1]، كشرط أساسي بالنسبة إلى الاتفاق النهائي المفترض في آخر حزيران/ يونيو 2015، فإنّه وافق على تمديد المفاوضات مدّة يومين، وهو أمرٌ يعكس أنّ إدارته تُولي المفاوضات النووية مع إيران أهميةً كبيرةً. وغنيٌّ عن التذكير في هذا السِّياق بأنّ المفاوضات كانت في المقام الأول أميركية - إيرانية.
دفع الإصرار الأميركي على نجاح المفاوضات بعض خصوم الإدارة إلى اتهامها بأنها فاوضت من منطلق يأسٍ، وبأنها أرادت التوصّل إلى اتفاق مع إيران بأيّ ثمنٍ كان[2]. وفعلًا، فإنّ اتفاق الإطار ما كان ليتمّ لولا تقديم الطرفين، الأميركي والإيراني، تنازلات متبادلةً عن مواقفهما المعلنة سابقًا، وهذا ما يُفضي إلى التساؤل عن حقيقة الدوافع الأميركية المتعلّقة بالاتفاق، والمكاسب التي ترتجيها إدارة أوباما من ورائه، والمخاوف والأثمان التي قد تترتب على مثل هذا الاتفاق بالنسبة إلى أميركا. غير أننا سنعرض قبل ذلك كلّه، أهمّ تفاصيل الاتفاق.
[1] Carol Morello, “Iran talks to be extended another day”, The Washington Post, 1/ 4/ 2015, at:
http://www.washingtonpost.com/world/negotiators-prepared-to-start-drafting-preliminary-agreement-on-iran-talks/2015/04/01/b0e8646a-d7e8-11e4-bf0b-f648b95a6488_story.html?hpid=z1
[2] Peter Baker, “A Foreign Policy Gamble by Obama at a Moment of Truth”, The New York Times, 2/ 4/ 2015, at:
http://www.nytimes.com/2015/04/03/world/middleeast/a-foreign-policy-gamble-by-obama-at-a-moment-of-truth.html?hp&action=click&pgtype=Homepage&module=a-lede-package-region®ion=top-news&WT.nav=top-news&_r=0