العنوان هنا
تقييم حالة 20 يونيو ، 2016

اختلاف الرؤية تجاه الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي بين كلينتون وساندرز

أسامة أبو ارشيد

يعمل أسامة أبو ارشيد باحثًا غير مقيم مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات. وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسيّة والفلسفة من جامعة لفبرة / بريطانيا، ويقيم حاليا في واشنطن في الولايات المتحدة. نشر العشرات من المقالات والدارسات باللغتين العربية والإنكليزية، كما شارك في تأليف كتابين باللغة العربية عن حركة حماس والمعاهدة الأردنية الإسرائيلية. شارك في العديد من المؤتمرات الأكاديمية، وله كتاب باللغة الإنجليزية في مرحلة الإعداد للطباعة عنوانه: "جدلية الديني والسياسي في فكر وممارسة حركة حماس" وسيصدر عن Cambridge Scholars Publishing.

مقدمة

على الرغم من حسم هيلاري كلينتون للمنافسات التمهيدية في الحزب الديمقراطي المرشحة لانتخابات الرئاسة الأميركية، فإنّ هذا الحسم لا يعني أنّ معركتها مع السيناتور بيرني ساندرز ومؤيديه قد انتهت؛ إذ انتقلت المنافسة الآن بين الطرفين إلى تفاصيل وتوجهات بشأن البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي Platform. ويخشى كثير من قادة الحزب أنّ الخلافات الأيديولوجية بين التيار "المعتدل" الذي تمثله كلينتون والتيار "الليبرالي" الذي يمثله ساندرز، قد تقود إلى خلافات ونزاع في مؤتمر الحزب الوطني بمدينة فيلادلفيا في تموز/ يوليو المقبل. فمن شأن ذلك - إنْ وقع - أن يضرّ بمحاولات كلينتون الساعية لتوحيد جناحي الحزب وراء حملتها، ومن دون هذا التوحيد سيكون من الصعب عليها تحقيق نصر حاسم في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر 2016.

لقد بدا واضحًا في المنافسات الانتخابية التمهيدية أنّ نقاط الخلاف بين معسكري كلينتون – ساندرز كثيرة، وأنها تراوح، كما حددها ساندرز نفسه، بين مقاربتيهما المختلفتين للنظرية الاقتصادية والموقف من مؤسسات المال في "وول ستريت" من جهة، ومقاربتيهما للتغيرات المناخية وبرنامج الرعاية الصحية من جهة أخرى. واللافت للانتباه هنا أن يكون الموقف من الصراع الفلسطيني -الإسرائيلي، على رأس قائمة الخلافات بين المعسكرين، وهو الأمر الذي يثير قلقًا لدى مؤسسة الحزب التقليدية Establishment، وفي أوساط قادة المنظمات اليهودية الصهيونية الأميركية. ومن المعروف أنّ المؤسسة التقليدية الحاكمة للحزب الديمقراطي، كما هو الشأن بالنسبة إلى المؤسسة التقليدية الحاكمة للحزب الجمهوري، داعمة لإسرائيل دعمًا مطلقًا. لكنّ استطلاعات الرأي تظهر وجود تحولات حقيقية تتبلور بين صفوف القاعدة الديمقراطية، خصوصًا بين الليبراليين والأصغر سنًّا - فضلًا عن السود واللاتينيين الأميركيين - لمصلحة التعاطف مع الفلسطينيين. ويمثّل ساندرز، بانتقاده غير مرّة لإسرائيل، على الرغم من أنه يهودي من عائلة قضى بعضها في الهلوكوست، وعاش صهيونيًا في كيبوتز في الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد تخرجه في الجامعة، أحد أوجه التعبير عن هذه التحولات داخل التيار الليبرالي، بقاعدته الشبابية العريضة، في الولايات المتحدة الأميركية. وبناءً على إدراك كثير من المنظمات اليهودية الصهيونية الأميركية لهذا المعطى، فإنّ بعضها صار يشهد تحوّلات نحو الحزب الجمهوري الأكثر قربًا من إسرائيل.