مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، برز سيناريو غير مسبوق، حيث أصبح دونالد ترامب، ببلوغه سن الثامنة والسبعين، المرشح الرئاسي الأكبر سنًا في تاريخ هذه الانتخابات، وذلك بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي. ولهذا التطور تداعيات مهمة على اختيار ترامب لجيه دي فانس نائبًا للرئيس، وربما على مستقبل الحزب الجمهوري والسياسة الأميركية، فضلًا عن الموقف العالمي للقوة العظمى. ويشكّل تقدم ترامب في السن، إضافةً إلى التحديات القانونية المستمرة التي تواجهه، جانبًا من عدم اليقين في رئاسته المحتملة، فهناك احتمال كبير بأنه في حال انتخابه رئيسًا، قد يُستبدَل لأسبابٍ صحيةٍ أو قانونية. علاوة على ذلك، وبغض النظر عن نتيجة هذه الانتخابات، لن يكون مؤهلًا لخوض انتخابات عام 2028، بسبب حدود الولاية الرئاسية.
تزيد هذه العوامل كثيرًا في حظوظ فانس داخل الحزب الجمهوري؛ فصعود نجمه وكونه نائبًا لترامب، سيتيحان له تولي دورٍ قيادي، إما خلال فترة رئاسة ترامب (إذا كان ذلك ضروريًا)، وإما مرشحًا رئاسيًا لعام 2028. وقد جعله تحوله من منتقد لسياسات ترامب إلى مؤيد لها يتماشى على نحوٍ وثيق مع الاتجاه الحالي للحزب الجمهوري الخليفة الأوفر حظًا لإرث ترامب السياسي. وفي الواقع، يبدو أن ترامب قد اختار شريكًا لمنصب نائب الرئيس يماثله إلى حد بعيد، كما لو أنه يمهد الطريق لمن سيمشي على خطاه ويعزز سيرته.