العنوان هنا
مراجعات 07 ديسمبر ، 2017

مراجعة كتاب: الأمن الجماعي في جامعة الدول العربية بين النظريات الواقعية والبنائية

أحمد قاسم حسين

باحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومدير تحرير دورية "سياسات عربية"، ومدير تحرير الكتاب السنوي "استشراف للدراسات المستقبلية". عمل أستاذًا مساعدًا في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق. حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة فلورنسا بإيطاليا. له العديد من الأبحاث والدراسات المنشورة في مجال العلاقات الدولية. تتركز اهتماماته البحثية في نظريات العلاقات الدولية. صدر له كتاب "الاتحاد الأوروبي والمنطقة العربية: القضايا الإشكالية من منظور واقعي" (المركز العربي، 2021). حرّر العديد من الكتب، منها: "ليبيا: تحديات الانتقال الديمقراطي وأزمة بناء الدولة" (المركز العربي، 2022)؛ "حرب حزيران/ يونيو 1967: مسارات الحرب وتداعياتها" (المركز العربي، 2019)؛ "استراتيجية المقاطعة في النضال ضد الاحتلال ونظام الأبارتهايد الإسرائيلي: الواقع والطموح" (المركز العربي، 2018).

عنوان الكتاب: الأمن الجماعي في جامعة الدول العربية بين النظريات الواقعية والبنائية.

المؤلف: أحمد علي سالم.

. سنة النشر: 2016

الناشر: المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

عدد الصفحات: 333 صفحة.


تركّز الدراسات التقليدية في حقل العلاقات الدولية على تحليل العوامل التي تدفع "الدولة"، بوصفها الفاعل الأساسي في النظام الدولي وفق المنظور الواقعي، إلى الحرب، وكذلك عوامل السلام والأدوات التي تحققه، علمًا أنّ أسباب الحرب ليست المسألة الوحيدة التي تثير الجدل الفكري بين منظري العلاقات الدولية اليوم، فلقد ظهرت مجموعة من الأزمات والمشكلات والمسائل المختلفة التي فرضت نفسها على دارسي العلاقات الدولية، منها علاقات التعاون بين الدول التي تضبطها المنظمات الدولية، والدور الذي يمكن تلك المنظمات أن تقوم به لناحية تغيير أولويات الجهات الدولية الفاعلة في النظام الدولي، وحدود التقدم في التطرق إلى المشكلات السياسية العالمية العاجلة وإمكانيات التوصل إلى حلول مرضية ومقنعة لمشكلات الفقر والأزمة الاقتصادية، وصولًا إلى الإرهاب أو التغير المناخي، بالنظر إلى أن المنظمات الدولية تعكس الحاجة المتزايدة إلى أدوات دولية جديدة تضبط الأداء والتفاعل السلوكي بين الدول، وتحدّ من اندفاعها وتعمل على عقلنة أهداف سياستها الخارجية وهي تسعى إلى تحقيق مصالحها الذاتية وتدفع بها إلى إيجاد حلول للمشكلات الدولية والبحث عن سبل التعاون والتضامن لإقامة عالم مستقر وآمن.

المنظمات الدولية هي نتاج الحاجة إلى تحقيق أهداف تعاونية غير تصارعية تساعد المجتمع على تجاوز حالة الفوضىAnarchy  التي تميز النظام الدولي، ومن ثم تأخذه إلى آفاق أرحب من العمل المشترك الهادف والبناء، لخلق أوضاع مستقرة تضمن للدول كافة أن تعبّر عن إرادتها في إنشاء وسيلة أو أداة تسمح باستمرارية العلاقات الدولية في الميادين الحيوية تحقيقًا لمصالح جميع الأطراف الدولية. كما أنّ المنظمات الدولية لها دور مهم في نزع فتيل الحروب أو التقليل من اتساع رقعة الصراعات.

لقد كان لنظريات العلاقات الدولية إسهامات عديدة في شرح دور المنظمات الدولية وتحلشيله بوصفها فاعلًا دوليًا له دور وتأثير في خلق أدوات تعاونية بين الدول أو الحد من النزاعات العسكرية. ومن هنا سعى كتاب الأمن الجماعي في جامعة الدول العربية بين النظريات الواقعية والبنائية الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى اختبار نظريات المدرسة الواقعية القائمة على محورية الدولة في العلاقات الدولية، ونظريات المدرسة البنائية الرافضة استمرارية سيادة التيار الواقعي القائم على فكرة أن الدولة هي الفاعل الأساس في النظام الدولي، على الرغم من الشواهد الدالة على تزايد أهمية الفاعلين الدوليين من غير الدول، والداعين إلى تصحيح هذا الوضع بطرح نظريات لا ترى هؤلاء الفاعلين متغيرات تابعة في السياسة الدولية فحسب، بل متغيرات مستقلة أيضًا.


* نشرت هذه المراجعة في العدد 28 (أيلول/ سبتمبر 2017) من مجلة "سياسات عربية" (الصفحات 147-155) وهي مجلة محكّمة للعلوم السياسية والعلاقات الدولية والسياسات العامة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات كل شهرين.
** تجدون في موقع دورية "سياسات عربية" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.