الهجرة ظاهرة عالمية، تتسع باستمرار وتؤثر في تشكيل مختلف الكيانات المجتمعية سواء الكبرى منها أو الصغرى. وتؤثر في البنى العالمية والإقليمية والوطنية، سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وقيميًا، كما أنها تحدد طبيعة العلاقات بين هذه الكيانات. وبما أنّ هذه الظاهرة ترتبط بضوابط ومحددات متعددة، فإن المتغيرات المؤثرة فيها تتخذ أشكالًا متنوعة، وتخضع لطبيعة النظم التي تمر بها الدول في مختلف المراحل التاريخية. إنّ هذه الظاهرة تتميز بكونها أكثر دينامية وتعقيدًا؛ إذ تتشابك خيوطها مع مختلف الظواهر الأخرى بطرق شتى، ما يجعلها مفتوحة على صور المناولة والتحليل، وكل ذلك ينطبق على الهجرة العربية إلى روسيا.