ملخص:
تهتم هذه الدراسة السوسيولوجية بتحليل شروط إنتاج المعرفة الكولونيالية في المغرب، وهي تخص مسألة تكوين نظام التعليم منذ انطلاق عهد الحماية سنة 1912. يتعلق الأمر بدراسة نقدية للخطاب الكولونيالي على مستوى تطور مفاهيمه في ثلاثة أنواع من الخطابات: الأول هو الخطاب الإثنوغرافي الوصفي، وفيه نحلل مفاهيم وتصورات بدايات هذه المعرفة التي رامت إنتاج مفاهيم وخلق مجال تعليمي جديد عند كلٍّ من جورج هاردي وروجيه لوتورنو وأندريه بيريتي ولويس برونو، وستجري دراسة مفاصله والمفاهيم الأنثروبولوجية الكلاسيكية التي وظّفها. والنوع الثاني هو التحليل الاجتماعي التاريخي الذي يستخدمه جاك بيرك لدراسة التعليم المغربي وتطوراته التاريخية، وخاصة فئة العلماء. أمّا النوع الثالث، فهو الخطاب السوسيولوجي الذي تبلور بعد انتظام المعرفة الكولونيالية وتحكُّم الاستعمار في السياق التعليمي على مستويات الأطر والمعرفة والبيداغوجيا والانتقاء والنجاح الدراسيين، ويرتبط الأمر في هذا الإطار بلوسيان باي. يتم من خلال هذه الدراسة تبيُّن البراديغم المعرفي الكولونيالي ومنطق إنتاجه، وكيفية بناء سوسيولوجيا ناقدة للاستعمار تضع الأسس لبناء سوسيولوجيا تحريرية منفتحة على أسئلة العصر الراهن.
* نشرت هذه الورقة في العدد 17 (صيف 2016) من مجلة "عمران" (الصفحات 67-90) وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات.
** تجدون في موقع دورية "عمران" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.