عنوان الكتاب:
التسارع، نقد اجتماعي للزمن
عنوان الكتاب الأصلي (بالألمانية): Beschleunigung: Die Veränderung der Zeitstrukturen in der Modern.
عنوان الكتاب (موضوع المراجعة، بالفرنسية):
Accélération: Une critique sociale du temps.
المؤلف: هارتموت روزا.
المترجم: ديدييه رينو Didier Renault .
الناشر:La Découverte .
سنة النشر:2010 .
عدد الصفحات: 480.
مقدمة
يُجادل هرتموت روزا Hartmut Rosa في مشروعه النقدي حول مجتمعات الحداثة المتأخرة، من خلال مفهوم "التسارع" بوصفه السمة الأبرز لهذه المجتمعات، انطلاقًا من الأطروحة التي تتمحور حول فكرة "أن الزمن في عصرنا هذا أصبح يكتسي طابعًا مضطربًا". في هذا السياق، يشرح روزا دلالات "الشعور بالتسارع الهائل للزمن ولحركة التاريخ"، وتأثيره في السياق السوسيوسياسي للمجتمعات، وآثار التحوُّلات البنيويّة والوظيفيّة التي لامست المؤسسات السياسية والاجتماعية والثقافية للحداثة المتأخرة، وتغيُّر علاقات الذات بالعالم وتمثُلات الأفراد للعلاقات الاجتماعية، ولطبيعة الأدوار والوظائف الممكنة ضمن نسق العالم المعيش أيضًا. يعرض روزا نتائج هذه التحوُّلات ومُخرجاتها، وسياقات إعادة تشكيل وتعريف كلّ من الهوية والثقافة والمجتمع، ضمن ما يعتبره تجربة جديدة في أفق أطروحات التقدم والاستقلالية والحرية والعقلانية وغيرها من وعود الحداثة.
في سياق بحث علاقات التسارع بجُملة تلك التغيرات، واسترجاع سؤال الزمن ومشروع النقد الاجتماعي، انطلاقًا من التحيين النسقي لبراديغمات التشيؤ والاغتراب والحرية وغير ذلك، يشرح روزا في كتاب
Beschleunigung: Die Veränderung der Zeitstrukturen in der Modern الصادر في عام 2005، والذي ترجمه ديدييه رينو Didier Renault في عام 2010 إلى الفرنسية بعنوان:
Accélération: Une critique sociale du temps عن دار La Découverte الباريسية، علاقات التدمير والاغتراب والباثولوجيات الاجتماعية Social Pathology التي تُؤوّل من جهة أنطولوجيا أسئلة الحرية والاستقلالية سياقات بروز ممارسات جديدة كانت "الوضعية التقنية" عنوانها الأبرز. ويتعرّض في كتابه لكيفية ظهور علاقات التدمير والاغتراب في ممارسات جديدة كانت "الوضعية التقنية"؛ وهي وضعية أنتجت تآكُلا للملامح التقليدية للذات، ولتمثُّلاتها للاجتماعي والثقافي والسياسي؛ إذ لم نعد نتحدث عن الذات الفاعلة اجتماعيًّا، أو عن التفاعل في "وضعية وجها لوجه The face-to-face Situation"، بل أصبح التفاعل خاضعًا لقوة الروابط الضعيفة، تلك التي ترتبط بأجزاء نائية في الشبكة الافتراضية وتخضع لعامل "الزمن اللامتحرك"، على العكس من روابطنا القوية مثل العائلة والأقرباء. وقد عمّقت هذه التحولات شكل التناقض وطبيعته بين الذات التي تستهلك نفسها في الحاضر والديناميكية الجديدة للمجتمع التي تتمظهر في "تغيّر علاقاتنا بالعالم بسبب تقنيات وعملياتها الرقمنة". يُترجمُ هذا التغيُّر في صلتنا بالزمن وخضوع الاجتماعي للافتراضي، بمعنى بروز تحوُّلات في الخطاب وتشكيلات المعرفة والسلطة والمحاكاة والواقع، والتي أصبحت تُكوّن عاصفة اتصالات أكثر من كونها أنساقًا اجتماعية ثابتة ومُحدّدة بوضوح.
* هذه المراجعة منشورة في العدد 51 من دورية "تبيّن" (شتاء 2025)، وهي
دورية فصلية محكّمة يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا وتُعنى بالدراسات الفلسفية والنظريات النقدية.
** تجدون في موقع دورية "تبيّن" جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.