العنوان هنا
مراجعات 05 يوليو ، 2022

مراجعة كتاب "فهم الثورات: بدايات تونسية" لعزمي بشارة

المولدي الأحمر

الدكتور مولدي الأحمر، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في معهد الدوحة للدراسات العليا، حاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع (تخصص علم الاجتماع الريفي) من مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية، باريس  (EHESS)ودكتوراه الدولة من الجامعة التونسية في علم الاجتماع (تخصص علم الاجتماع السياسي). نشر عددًا من الدراسات باللغتين العربية والفرنسية، كما ترجم عدة بحوث من الفرنسية إلى العربية. له عدة كتب تخص المجتمعات المغاربية، وتحديدًا التونسية والليبية. نشر عددًا من المقالات العلمية في مجلات دولية متخصصة. وشارك في تأليف عدة كتب جماعية. تشمل اهتماماته البحثية الحالية "سوسيولوجيا الربيع العربي" والزعامة السياسية. يتولى الدكتور مولدي أيضًا رئاسة تحرير دورية "عمران" للعلوم الاجتماعية والإنسانية التي يصدرها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
من كتبه المنشورة: الثورة التونسية: القادح المحلي تحت مجهر العلوم الاجتماعية (تحت إشراف)، الفاعل والشاهد: حوار مطول مع محمد الصياح مدير الحزب الاشتراكي الدستوري في عهد بورقيبة، في الثورة، ترجمة دراسة مارسيل موس: بحث في الهبة، الجذور الاجتماعية للدولة الحديثة في ليبيا: الفرد والمجموعة والبناء الزعامي للظاهرة السياسية، Du Mouton à l’olivier.

عنوان الكتاب: فهم الثورات: بدايات تونسية.

عنوان الكتاب في لغته: Understanding Revolutions: Opening Acts in Tunisia.

المؤلف: عزمي بشارة Azmi Bishara.

الناشر: لندن: أي بي توريس I.B. Tauris.

سنة النشر: 2021.

عدد الصفحات: 328 صفحة.

مقدمة: حقل معرفي جديد

خلال العشرية الأولى من انطلاق ما أصبح يعرف بـ "الربيع العربي"، صدرت آلاف المقالات والكتب والتحقيقات وصفت أحداث هذه الظاهرة وحلّلتها وناقشتها، ونُظِّم بشأنها عدد هائل من الندوات والمؤتمرات العلمية عبر العالم، كما خُصِّص لها وقت معتبر من اللقاءات السياسية على المستويين الإقليمي والدولي. وبذلك تحوّل الربيع العربي إلى حقل بحثي جديد تتجند له مراكز البحث، وتُخصّص له مقررات تعليمية في الجامعات، وتُعدّ في مجاله أطروحات بحث أكاديمية، وتشتغل به اليوم، بصفة مباشرة وغير مباشرة، جماعة علمية دولية في اتساع مستمرٍّ، تعود جذورها إلى فترة موجات التحوّل الديمقراطي التي عرفتها أوروبا الشرقية بداية من منتصف القرن الماضي وقبلها أميركا اللاتينية.

يأتي كتاب عزمي بشارة في هذا السياق السياسي والمعرفي المُركّب، ليضع إحدى اللبنات الأساس المساهمة على نحوٍ جِدّي في مناقشة هذه الجماعة العلمية بشأن الحالة العربية. وبذلك فإن هذا الكتاب لا يمكن أن يُقرأ إلّا ضمن هذا السياق المعرفي النقدي الطويل النفس، الذي استدعى في مجادلاته ونقاشاته كل تاريخ أدبيات الثورة والاصلاحات السياسية بمختلف أنواعها في الشرق والغرب.

على مستوى الهندسة الداخلية للكتاب، وزّع المؤلّف بحثه - الترتيب هنا من عندي - على خمسة فصول ومقدمة وخاتمة، تناول فيها - معتمدًا على الكتاب الذي نشره في الموضوع نفسه باللغة العربية سنة 2012 - يوميات الثورة أي مادتها وأزمنتها قبل الأحداث وخلالها - ما هو تونسي فيها وما هو عربي - إضافة إلى الخصائص الاجتماعية والثقافية والسياسية للقوى التي حمَلتها أو قاومتها، واضعًا الكل في سياقه الإقليمي والعالمي. غير أنه تَوّج هذا الإصدار الإنكليزي - ربما هذا هو الأهم - بتمهيد نظري في موضوع الثورة اعتمد فيه على ما نشره سابقًا وزاد عليه، كما ذَيّل الكتاب بما يُمكن اعتباره خاتمة ما بعد الخاتمة، وهي عامة ومفتوحة تضمّنت رأيًا وموقفًا مما كان يجري في تونس خلال كتابة البحث.


* هذه المراجعة منشورة في العدد 40 (ربيع 2022) من مجلة "عمران" وهي مجلة فصلية محكمة متخصّصة في العلوم الاجتماعيّة، يصدرها المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا.

** تجدون في موقع دورية "عمران"  جميع محتويات الأعداد مفتوحة ومتاحة للتنزيل.