نظم المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الدورة الرابعة من مؤتمر "طلبة الدكتوراه العرب في الجامعات الغربية" في الفترة 2-4 آذار/ مارس 2024. وشارك في هذه الدورة 67 باحثًا وباحثة يكملون دراسة الدكتوراه في جامعات غربية، في أوروبا والأميركتين، في مختلف تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية.

افتُتحت أعمال المؤتمر بكلمة للدكتورة آيات حمدان، باحثة في المركز العربي ومديرة تحرير دورية "أُسطور" للدراسات للتاريخية، أُتبعت بمحاضرة افتتاحية بعنوان "قضية فلسطين واللاسامية والمكارثية الجديدة" قدّمها الدكتور عزمي بشارة، المدير العام للمركز العربي.

عزمي بشارة محاضرًا عن قضية فلسطين واللاسامية والمكارثية الجديدة

استهلَّ بشارة محاضرته بالإشارة إلى أنّ الحديث عن خلفيات الحرب الجارية في قطاع غزّة ووصف معاناة الناس في فلسطين فقط من دون توسيع النقاش، سيغدو من باب التكرار واللجوء إلى البلاغة اللغوية في وصف المعاناة التي لا تسعفنا اللغة دائمًا في التعبير عنها. وبدلًا من ذلك، ركّز على المواجهة الجارية حاليًا على مستوى الرأي العام الغربي فيما يتعلق بما يمكن اعتباره عمليات إزاحة؛ أي تحويل مركز النقاش من موضوع معاناة الناس في قطاع غزّة وعدالة قضية الشعب الفلسطيني، التي أعادتها المقاومة في القطاع إلى الواجهة، إلى التفكير في اللاسامية واللغة المستخدمة في وصف الممارسات الإسرائيلية، بحيث يتحول المتضامن مع قضية فلسطين والفاعل من أجلها، إلى حالة الدفاع عن النفس وتبرير الذات والمصطلحات التي يستخدمها.

وفي السياق ذاته، انتقل بشارة إلى معالجة العلاقة بين قضية فلسطين واللاسامية، مشيرًا إلى أنّ الهولوكوست وُظِّف في الدعاية الإسرائيلية عشية حرب عام 1967 وبعدها، وانتشر استخدامها في حينه من خلال الاتهامات الإسرائيلية لجمال عبد الناصر على أنه هتلر، وهو الاتهام نفسه الذي وسموا به فيما بعد ياسر عرفات وصدام حسين. ويهدف هذا الاستخدام إلى تغيير السياقات؛ بحيث تحتكر إسرائيل دور الضحية حين تقوم بدور الفاعل، وتتهم خصومَها وأعداءَها بـأنهم نازيّو المرحلة وأعداءُ السامية المعاصرون.

في هذا الصدد، أكّد بشارة أنّ اللاسامية هي ظاهرة أوروبية، بدءًا من العداء الديني منذ العصر الوسيط إلى العداء الناجم عن تحويل الصراعات الطبقية وتوجيهها إلى اليهود، وصولًا إلى النظريات العرقية وتسمية اليهود بالساميين. وأوضح أنّ العداء للصهيونية ليس ظاهرة عربية ولا إسلامية أيضًا، بل ظاهرة يهودية مثلها مثل الصهيونية؛ فقبل أن ينشأ الصراع مع الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي، لم تكن بداياته مع الفكر الصهيوني لا على فلسطين ولا على الأرض، بل تجسّد مع الصهيونية في المجتمع اليهودي، على تعريف الهوية اليهودية، وكان مصدر هذا الصراع دينيًا ضد تعريف اليهود بوصفهم قومية كباقي القوميات وضد إقامة دولة يهودية بوصف الدولة الدنيوية كيانا علمانيًا.

وشدد المحاضر على أهمية تنظيم الردود على الممارسات والإجراءات في الغرب التي وصفها بـ "المكارثية الجديدة" الجارية، من خلال تحالف المتضامنين مع فلسطين ومؤيّدي القضية الفلسطينية مع قوى ليبرالية غربية متضررة من التحريض الرامي أيضًا إلى تقييد حرية التعبير في الجامعات، ودعا إلى التحوّل من وضعية الدفاع إلى الهجوم، على مستويَين: أولًا، لا يكفي الدفاع عن ضحايا هذه الإجراءات والهجمات في المحاكم، بل يجب تحويل الافتراءات إلى اتهامات بالتشهير يُقاضَى بموجبها أصحابها. وثانيًا، ثمّة حاجة إلى خوض نقاش على المضامين، لا التركيز على ما يتعلق بحرية التعبير فقط، وذلك من خلال مناقشة المفاهيم التي تتعرض إلى عملية تشويه، ومناقشة مضمون التّهم وليس الدفاع عن الحق في التعبير فقط، بل الدفاع عن مضمون المواقف من الاستعمار الاستيطاني والاحتلال ونظام الأبارتهايد والإبادة الجماعية. وكلّها مواقف يمكن الدفاع عنها؛ فهي ليست قريبة حتى من لغة اللاسامية وفكرها وخطابها، ومن ثم تحويل تهمة اللاسامية إلى تشهير يفترض أن يحاسَب عليه قائله.

اشتمل اليوم الأول للمؤتمر على 26 مداخلة، قدّم خلالها الباحثون والباحثات أوراقهم المرتكزة على أطروحات الدكتوراه التي يعدّونها، ثم عقّب عليها أكاديميون متخصصون في مختلف مجالات أبحاثهم، إضافةً إلى تعقيبات الطلبة المشاركين والحضور. وتوزّعت المداخلات التي عُقدت بالتوازي على سبعة مواضيع، هي العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والدراسات الأمنية ودراسات الهجرة واللاجئين، والأدب والدراسات الثقافية، ودراسات الجندر والمواطنة، والصحة والتنمية والدراسات الحضرية، والتاريخ والفلسفة والقانون، والتربية والتعليم والإعلام ودراسات الترجمة.

العلوم السياسية والعلاقات الدولية

في موضوع العلوم السياسية والعلاقات الدولية، قدّم علي الصايغ ورقته بعنوان "محتوى كاريزما آية الله السيستاني: نهج بديل" خلص فيها إلى أن أسباب كاريزما السيستاني هي قدرته النابعة من "الرابطة العاطفية" بينه وبين مقلّديه، والمبنية على اعتبارهم إياه أنه رمز أعلى للشرعية والأمل والموثوقية. وحللت تمارا تميمي في ورقتها بعنوان "العدالة التحويلية من القاعدة إلى الأعلى بوصفها بديلًا من نموذج السلام الليبرالي في القضية الفلسطينية" الإشكاليات الرئيسة الناشئة عن نموذج السلام الليبرالي. وسعى رافع الشهودي في ورقته بعنوان "الأمم المتحدة وعملية التحول الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" إلى تقييم تأثير صندوق الأمم المتحدة للديمقراطية في عمليات التحول نحو الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بين عامَي 2000 و2020. وأخيرًا، تناول هود أحمد في ورقته بعنوان "أصول الثقة السياسية في العالم العربي" مكونات الثقة السياسية وسبب اختلافها الكبير بين المؤسسات السياسية في العالم العربي.

الدراسات الأمنية ودراسات الهجرة واللاجئين

عرضت ليلى عمر ورقة بعنوان "تجارب المراهقين اللاجئين السوريين مع الزمن والتوقعات المستقبلية في كندا" بحثت فيها أهمية عاملَي العمر والمرحلة الحياتية في توقيت الهجرة لتصورات المستقبل ما بعد إعادة التوطين في البلد المضيف. وناقش السيد عبد الحميد في ورقته بعنوان "الاستقرار الحركي: الاحتجاز المكاني والزماني في مصر ما بعد الصورة وفي المنفى" كيفية تشكيل تجارب الاحتجاز السياسي وتداعياتها المستمرة لمسارات المعتقلين السابقين بعد الإفراج عنهم وشبكاتهم الاجتماعية في المنفى. ونهايةً، تفحّص نيروز ساتيك في ورقته بعنوان "الممارسات الثورية للاجئين السوريين في رحلة اللجوء إلى أوروبا: الجسد الميت والحي" قصص الموت والحياة للاجئين السوريين في رحلات لجوئهم إلى المنفى الأوروبي ووضّح ممارساتهم الثورية.

الأدب والدراسات الثقافية

قدّمت أميرة فرحاني ورقة بعنوان "عودة الكاهنة نموذجًا للشخصية المقاومة في الروايات العربية المعاصرة" هدفت فيها إلى إعادة النظر في دور الشخصيات النسائية التاريخية في الرواية العربية المعاصرة من خلال الكشف عن الدور الرمزي للملكة الأمازيغية الكاهنة. وشاركت سارة الجعيد، عن بعد، بورقتها بعنوان "إعادة تصور الشرق: إعادة النظر في التمثيلات الأنطولوجية للشرق الأوسط في الأدب الأميركي بعد هجمات 11 سبتمبر" بحثت فيها في السرد المتعلق بالتمثيلات الثقافية والاجتماعية والسياسية للشرق الأوسط في الأدب الأميركي. وحاول شادي روحانا في ورقته بعنوان "القضية الموريسكية في رواية ’دون كيخوته‘ لميغيل دي سرفنتس" صياغة فرضية حول الموقف الأخلاقي والسياسي الذي كان يحمله دي سرفنتس تجاه القضية الموريسكية. وختامًا، بيّن عبد الباقي غراب في ورقته بعنوان "الأمم الاستيطانية والاستحالة الديكولونيالية في رواية ’في انتظار البرابرة‘ لجون ماكسوال كوتزي" العلاقة بين تكوين الهويات الجماعية تحت التأثير الكولونيالي والسياسات المعاصرة في الأمم ذات الطابع الاستيطاني.

وضمن موضوع دراسات الجندر والمواطنة، جادلت أمل ميري في ورقتها بعنوان "إعادة النظر في تمكين المرأة في سياق غير غربي: بحث تشاركي مع النساء المسلمات في منظمات المجتمع المدني في فلاندرز في بلجيكا" بأن أصوات المهاجرات من الأقليات في الغرب في حاجة إلى الاستماع إليها، لأن السياسة الأوروبية غالبًا ما تهتم بتمكينهن من دون استشارتهن. وقدّمت مزنة مديحة ورقة بعنوان "التغيرات الجيلية والمشاركة الاقتصادية للمرأة القطرية: نهج نسوي ما بعد استعماري" خلصت فيها إلى أن المفاهيم الجوهرانية والمتجانسة للثقافة والتقاليد والدين حاضرة في الخطابات حول نساء الخليج العربي وتصوّر نضالهن على أنه مفارقات ثقافية. وختامًا، أشار عماد رسن في ورقته بعنوان "بين الإقصاء والتهميش من خلال الظهور في المجال العام: دراسة للناشطات في مصر" إلى أن الناشطات النسائيات واجهن العديد من التحديات في مشاركتهن في مختلف الفعاليات العامة المضادة داخل المجال العام المصري.

الصحة والتنمية والدراسات الحضرية

قدّم يزيد زاهده في ورقته بعنوان "اللبرلة الجديدة في فلسطين: نشأة خطط التنمية الوطنية الفلسطينية" تحليلًا نقديًا وشاملًا للنيوليبرالية في فلسطين من منظورَي نظرية اللبرلة الجديدة المتنوعة وفلسفة الواقعية النقدية. وحاجّ وسيم النابلسي في ورقته بعنوان "العلاقات الريفية - الحضرية في سورية: انتفاضة 2011 وما بعدها" أن مختلف الفئات الريفية والحضرية ظلت تعاني ليس التدهور الاقتصادي فحسب، ولكن أيضًا الخطاب العام العدائي الذي أدى إلى تآكل مكانتها الاجتماعية والسياسية. في حين حاول صالح المغربي في ورقته بعنوان "إعادة الإعمار بعد الصراع: دروس لبنغازي من تجارب بيروت"، استخلاص دورس إعادة الإعمار في بيروت وكوفنتري وموستار وسراييفو لتقييم فاعلية مشاريع الاستقرار في بنغازي. وختامًا، تناولت مريم بلقاضي في ورقتها بعنوان "النتائج المختلفة للنزوح: ما العوامل التي تؤثر في مسارات الأسر النازحة؟ دراسة من طنجة، المغرب" المرحلة الانتقالية بعد النزوح، وحللت مسارات وتجارب الأفراد والأسر النازحة اعتمادًا على منظور قائم على النوع الاجتماعي.

التاريخ والفلسفة والقانون

سعى محمد لاري في ورقته بعنوان "أثر جائحة كورونا في الالتزامات التعاقدية وفق القانون المدني الكويتي: نحو تعزيز العدالة الاجتماعية" إلى تحليل الأدوات القانونية المتاحة في القانون المدني الكويتي واستكشاف إمكانية تقديمها حلولًا عادلة ومستدامة. وعرض محمود إمام ورقة بعنوان "التمائم الجنائزية المروية: دراسة متعددة المناهج للكشف عن التكنولوجيا وورش الإنتاج والتوزيع في السودان القديم" اعتمد فيها على فحص التمائم المنشورة في التقارير الأثرية وغير المنشورة والتي عُثر عليها في العديد من المواقع الجنائزية المؤرخة لفترة حضارة مروي. وتناولت جوخة الشايف في ورقتها بعنوان "شائعات ليلية: كنّاسو شوارع عدن" سبل تمكين التنميط العنصري لكنّاسي عدن باعتبارهم غرباء دائمين، على الرغم من وجودهم المتواصل في اليمن منذ القرن السادس الميلادي. ونهايةً، ناقشت سلمى شاش في ورقتها بعنوان "’ضبط‘ القرية: العنف والبيروقراطية والاقتصاد السياسي في القرن التاسع عشر في مصر" المعنى اليومي والمعيش للعدالة في الريف المصري بين عامَي 1850 و1914.

التربية والتعليم والإعلام واللسانيات

وفي موضوع التربية والتعليم والإعلام واللسانيات ودراسات الترجمة، هدف أحمد الزعبي في ورقته بعنوان "تراجع الرئيس السابق جايير بولسونارو عن نقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس وانعكاساته في الصحافة البرازيلية" إلى تحديد كيفية تغطية وسائل الإعلام البرازيلية للموضوع، على أساس خطاب بولسونارو الداعم والمتماهي مع الكنيسية الإنجيلية. وتناول عماد الخشالي في ورقته بعنوان "دور برنامج المعايشة في نشر المعلومات الخاطئة والمضللة خلال حرب العراق" موضوعه بناءً على خبرته وشهاداته المباشرة في تغطية حرب العراق لصالح قناة "الجزيرة" الإنكليزية. واستكشف محمد أبو عرقوب في ورقته "انتشار الابتكارات في غرف الأخبار العربية: فرص وتحديات تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز رواية القصص الرقمية" أداء الأنظمة داخل المؤسسات الإعلامية العربية لتوفير فهم شامل لكيفية عمل هذه الكيانات في سياق تبنّي الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملها. وختامًا، أشارت غدير عوّاد في ورقتها بعنوان "الاضطهاد الرقمي في فلسطين" إلى أن الفلسطينيين يواجهون، إلى جانب القيود الخارجية، قيودًا رقمية تفرضها سلطاتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يضيف طبقة أخرى من النضال.

شهد اليومان الثاني والثالث من المؤتمر عروضًا لـ 38 باحثًا وباحثة، وتوزّعت المداخلات التي عُقدت بالتوازي على سبعة مسارات؛ هي: العلوم السياسية والعلاقات الدولية، والدراسات الأمنية ودراسات الهجرة واللاجئين، والأدب والدراسات الثقافية، ودراسات الجندر والمواطنة، والصحة والتنمية والدراسات الحضرية، والتاريخ والفلسفة والقانون، والتربية والتعليم والإعلام واللسانيات ودراسات الترجمة.

في اليوم الثاني للمؤتمر، وفي مسار العلوم السياسية والعلاقات الدولية، ناقش ناصر المصري "الاعتدال والتطرف في الشرق الأوسط"، مبيّنًا كيف يؤدي الإقصاء السياسي دورًا أساسيًا في تأجيج التوترات بين فصائل المعتدلين والمتطرفين؛ ما يساعد في شرح تباين مستويات اعتدالهم أو تطرفهم. ثم تحدث زيدون الكناني عن المنافسة السياسية داخل المجموعة في الديمقراطيات التوافقية، متخذًا الصراع الشيعي – الشيعي في العراق بعد عام 2003 نموذجًا. وتطرق مبارك الجري إلى ديناميات الحركات الاجتماعية في الكويت، من حيث الطبيعة والأهداف والتأثير. وعرض داود الغول في بحثه "سلوان: أدبيات الوجود الفلسطيني" الأدبيات التي تتناول تاريخ سلوان، بالتركيز على التواصل الحضري المستمر للفلسطينيين في القرية/ الحي لتحدي الرواية المهيمنة حاليًا "مدينة داود". وناقش معتصم أبو زيد المنطق المديني للعنف في الثورة السورية. وأجاب محمد عماشة في بحثه عن سؤال: "كيف يتخذ المثقفون مواقفهم السياسية في أوقات حرجة؟". وكان ختام هذا المسار مع بدر قرقبي في بحثه "الإسلام السياسي والديمقراطية المسيحية والعلمانية: دراسة مقارنة بين تونس وإيطاليا".

وفي مسار الدراسات الأمنية ودراسات الهجرة واللاجئين، عرضت بيان عاروري بحثها بعنوان: "إنتاج المعرفة التي (لا) يمكن الوصول إليها: رؤى حول إنهاء الاستعمار في دراسات التنمية واللجوء"، مبينةً المساحات التي تتشابك فيها ممارسات قطاع التنمية مع إنتاج المعرفة الأكاديمية. وقدم عبد الله مجيد بحثه "سياسات الجهد التكهني: مصائر التوطين وغموض البيروقراطية الإمبريالية في المنفى العراقي"، مبينًا كيفية قيام الجالية العراقية في مدينة عمّان، التي تنتظر التوطين في أميركا الشمالية أو أوروبا، بالعمل من أجل مستقبلها من خلال الاعتماد على تركيب مناطقي ذي بعد تاريخي لمفهوم المصير. واستكشف فادي حسن في بحثه أهمية المعاني المختلفة لمفهوم "الوطن" بالنسبة إلى النساء من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ اللاجئات والمقيمات في ألمانيا. وقارن معز حياة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ورابطة أمم جنوب شرق آسيا، وجادل بأن مجلس التعاون ورابطة الأمم يحافظان على الأمن الإقليمي ليس من خلال التسلح أو التجارة الداخلية، ولكن من خلال إجماع سياسي من النخبة للحفاظ على الأمن الداخلي عبر تهدئة النزاعات منذ اندلاعها حتى نقطة الصراع. وعرضت إيمان علي بحثًا بعنوان "مسلحون باسم السلام: دراسة إثنوغرافية لعمليات حفظ السلام العسكرية في جنوب لبنان". وتناولت نور الوتار قضية العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد النساء اللاجئات في مخيمات اللاجئين. واختُتمت أعمال هذا المسار ببحث قدمته دعاء حمودة، عنوانه: "المواطنة والمراقبة والسيطرة: شباب فلسطينيون يتنقلون في تحولات هوامش القدس".

أما في مسار الأدب والدراسات الثقافية، فتحدثت آمنة بالضيافي عن التداول وثقافة الطباعة في كتابات الرحالة البريطانيات عن بلاد فارس والعراق. وناقش أحمد أبو أحمد "سياسات نقاط التّماس اللغوية والثقافية في الأدب والفيلم الفلسطينيَين"، تحدث فيها عن مسائل السرد والترجمة و"التسلّل" اللغوي حيال سياسات اللغة ووقائع الاستعمار الاستيطاني في فلسطين. وعرضت سارة بولغيران الكيفية التي تزدهر بها متخيلات المسلمين وتنمو بين المفاهيم الثنائية للكينونة عن طريق استكشاف "الإسلامي" نظريًا في مستقبل المسلمين. وتناول نائل شامي في بحثه تجنيب الرموز في الإسلام المبكر، مع التركيز على فترة الأمويين التي اشتُهرت بالاستخدام الواسع لتماثيل الكائنات الحية ورسوماتها في الفن. واختتمت تمارا معتوق هذا المسار ببحثها المعنون: "التبشير بالاشتراكية: المثقف الثوري في عهد جمال عبد الناصر"، عرضت فيه القيم التي ربطها المثقفون والفنانون المصريون بالاشتراكية لدراسة مشروعهم بمقاييسهم الخاصة.

وفي مسار دراسات الجندر والمواطنة، قيّمت لينا عادل العوائق الاجتماعية والثقافية أمام التعبئة السياسية للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما بعد عام 2011. وعرضت مارو يوسف بحثًا بعنوان: "التمرد الهادئ: تعبئة النخبة خلال التحول الديمقراطي في تونس، 2010-2021"، تناولت فيها سلوك النخبة، والسلطة، والتعبئة، والتحولات السياسية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعرضت داليا السيد بحثها حول الموجة الجديدة الناشئة من ممارسات الإنصاف والتنوع والإدماج عبر الحرم الجامعي في كندا. وأكّد عبد الله الخالصي في بحثه "دراسة العراق: عدسات ’تشرين‘ الجديدة لبناء مفهوم المواطنة"، على ضرورة فهم المواطنة العراقية باعتبارها مفهومًا لم يعد يعمل في علاقة ثنائية مع الدولة من خلال المسار الذي مهدّته حركة تشرين. واختتمت هذا المسار زينب فروخي في بحثٍ تناولت فيه التشييء الجندري والجنسي للذكورة المسلمة في الهند على وسائل التواصل الاجتماعي.

في مسار الصحة والتنمية والدراسات الحضرية، عرضت سهيلة غزيري بحثها الذي يستكشف مسارات الرعاية الطبية في بلاد الشام في فترة ما بين الحربين العالميتين، وكيفية استفادة سلطات الانتداب البريطانية والفرنسية من تنقل الأطباء والمرضى في خدمة مصالحها. كما تناولت مورين أبي غانم الحماية الاجتماعية والمكانية للنازحين السوريين في بيروت، وتساءلت عن كيفيةِ تنقّلِ النازحين السوريين عبر أنظمة المدن غير الرسمية للعثور على مأوى وتأمين سبل العيش. وعرضت سينتيا غاريوس بحثها بعنوان: "الزراعة في إمارات الساحل المتصالح: المشاريع الزراعية البريطانية بين التنمية والتخيلات البيئية والطموحات السياسية". واختتمت تالا مراغة هذا المسار بعرضها واقع الصحة والسلامة النفسية في القطاع الصحي، ودرست حالة أطباء الأسنان في كندا.

أما بالنسبة إلى مسار التاريخ والفلسفة والقانون، فقد عرض محمود مسعود بحثه: "ضبابية الفصل بين حرية التعبير وحرية الدين: محاولة تدنيس القرآن الكريم في أوروبا". تلاه بحث طارق الصباحي، تناول فيه "شرعية الممالك الخليجية في سياق حقوق الإنسان". وقدّمت دعاء بيومي بحثها الذي تطرق إلى الكيفية التي أشار بها القرآن إلى "الآخر الديني" واستخدامه المتكرر لمصطلح محوري هو "أهل الكتاب". وتحدثت أسماء الجمال عن المخاطر والأصالة وأرشيف التخطيط الاستعماري في المغرب. وعرض سمير بلكفيف بحثه: "الفلسفة والضيافة الكونية". وتناولت سارة حسين عقيدة التضامن الأفريقي ضد الاستعمار في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، وتضامن مصر مع أفريقيا للتحرر من الاستعمار. واختتمت آمال عوض هذا المسار ببحثها المعنون: "نقد الرازي لحجة عدم القابلية للتجزئة عند ابن سينا".

وفي المسار الأخير، وهو التربية والتعليم، والإعلام، واللسانيات ودراسات الترجمة، تحدث زكرياء فهمي عن التمثيل الثقافي في الكتب المدرسية للغة العربية باعتبارها لغة أجنبية في الولايات المتحدة الأميركية. تلاه بحثٌ لعبد الرحيم مماد عنوانه: "تفضيلات طلاب اللغة الإنكليزية بوصفها لغة أجنبية وممارسات المدرّسين المُبلَّغ عنها في تدريس مهارة الكتابة في الجامعات العامة المغربية". وأما في ختام هذا المسار، فقد عرضت عروبة المنصوري بحثها الذي يلقي الضوء على تجربة تعليم المهاجرين متعلمي اللغة الإنكليزية الذين تخرّجوا في المدرسة الثانوية العالمية في مدينة نيويورك.