Author Search

​الدكتور عبد الكريم امنكاي حاصل على شهادة الدكتوراه المزدوجة في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية بباريس وجامعة أوتوا بكندا. إلتحق سنة 2020 ببرنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية، حيث يدرس عدة مقررات تتمحور حول السياسة المقارنة والديمقراطية. تتمحور إهتماماته البحثية حول السلوكات السياسية والإنتخابية في نطاقات وطنية مختلفة، الغربية منها والعربية.

خلال السيمنار
خلال السيمنار
عبد الكريم أمنكاي
عبد الكريم أمنكاي
عمار شمايلة معقبًا على ورقة السيمنار
عمار شمايلة معقبًا على ورقة السيمنار
عائشة البصري مترئسةً الجلسة
عائشة البصري مترئسةً الجلسة
من السيمنار
من السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في يوم الأربعاء 20 أيلول/سبتمبر 2023، الدكتور عبد الكريم أمنكاي، أستاذ مساعد ببرنامج العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، الذي قدم بحثًا جديدًا له بعنوان: "التوجهات الشعبوية في العالم العربي: تحليل أولي لبيانات المؤشر العربي لسنة 2022". في بداية عرضه، أوضح أمنكاي أن مشروعه البحثي يدخل في إطار الدراسات ذات التوجه الإمبريقي، إذ تتبنى مقاربة مختلفة من خلال دراسة الشعبوية على المستوى الفردي، أو ما يصطلح عليه بالتوجهات الشعبوية، على عكس أغلب الدراسات المنشورة حول الشعبوية في المنطقة العربية التي ركزت على "تحليل العرض الشعبوي في الفضاء السياسي وليس الطلب لها بين المواطنين".

وأضاف الباحث أن تبنّي الفرد لنظرة شعبوية للعالم يفترض مسبقا أن يحقق معدلات مرتفعة في كل بعد من الأبعاد الثلاثة التي تقاس بها شعبوية الأفراد: أ- الإيمان القوي بفكرة السيادة الشعبية؛ ب- مستوى عال من معاداة النخب؛ ت- اعتماد النظرية المانوية التي تقسم المجتمع إلى شعب طيب ونخب فاسدة. وبناءً على هذا التعريف، حاول أمنكاي قياس مستوى انتشار الشعبوية بين مواطني الدول العربية، "باعتبارها قائمة من الأفكار حول ما هو عليه العالم وما يجب أن تكون عليه السياسة". واستند في ذلك إلى تحليل بيانات الدورة الثامنة للمؤشر العربي (2021-2022) الذي يسهر على إعداده وتنفيذه المركزي العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

توصل مشروع الدراسة التي يشتغل عليها الباحث إلى ملاحظتين أوليتين. أولا: وجود اختلاف مهم بين الدول العربية فيما يخص نسبة المواطنين الذين يمكن تصنيفهم "شعبويين". ثانيا: تُظهر النتائج أن إحدى أهم محددات الشعبوية على المستوى الفردي في المنطقة تكمن في عامل السن والمستوى التعليمي والوضع الاجتماعي. وخلُص مشروعه البحثي إلى أن "انتشار التوجهات الشعبوية بين المواطنين العرب لا يمكن فصله عن السياق السياسي والاجتماعي والاقتصادي الخاص بكل بلد، وأن تأجيجها ليس بالضرورة مرتبطًا بوجود قائد كاريزماتي كما ذهبت إلى ذلك الدراسات التقليدية للشعبوية".

وفي معرض تعقيبه على عرض الباحث، أشار الدكتور عمار الشمايله، أستاذ مساعد في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا، إلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار اختلاف السياقات بين الدول التي قد تؤثر على مستوى التوجهات الشعبوية في كل بلد. وأكد أيضا على أن مفهوم النخب قد يأخذ معاني مختلفة، وأن أحد التحديات التي تواجه الباحثين تكمن في تغيّر معنى النخب من فضاء سياسي لآخر.

أثار عرض أمنكاي تعقيبات ونقاشات مستفيضة حول مفهوم شعبوية المواطن، باعتبار أنه عادة ما تقترن تعريفات الشعبوية بالأحزاب والحركات السياسية والزعماء السياسيين، بنا في ذلك الوطن العربي. كما تطرق النقاش إلى تعريفات عديدة للديمقراطية كالتي تؤكد على أنها تقتصر حصريا على السياق الديمقراطي، ولا تنطبق على السياق الاستبدادي، الذي يهمين على دول المنطقة العربية.

في ختام النقاش، شدد أمنكاي على أن نتائج دراسته ماتزال أولية، وتحتاج إلى تحليلات إضافية بما في ذلك ضرورة "معرفة ما إذا كانت المحددات الفردية للتوجهات الشعبوية لها التأثير نفسه وبالمستوى نفسه، إذا ما جرى التركيز على حالة كل بلد على حدة".

شهدت حلقة السيمنار إقبالًا واسعًا، بحضور عدد كبير من الباحثين والأكاديميين من المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا وعدد من المتتبعين عبر تطبيق زووم، كما تخللها تفاعل ملحوظ من قِبل الجمهور المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر ويوتيوب).