Author Search
​أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة،
من قاعة السيمنار
من قاعة السيمنار
مروى فكري
مروى فكري
محمد حمشي معقبا على ورقة السيمنار
محمد حمشي معقبا على ورقة السيمنار
هاني عواد مديرا جلسة السيمنار
هاني عواد مديرا جلسة السيمنار

استضاف سيمنار المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، يوم الأربعاء 28 أيلول/ سبتمبر 2022، الدكتورة مروة فكري، أستاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة، التي قدّمت محاضرةً بعنوان "النظام الإقليمي ’العربي‘: سجالات القوة والهوية"، تناولت فيها أهمية توظيف النظرية البنائية وحدودها في دراسة العلاقات البينية العربية، وهيكل النظام الإقليمي العربي.

وذهبت الباحثة إلى أن تراتبية هيكل الهوية للنظام الإقليمي العربي قد استمرت في التبدل منذ نشأته الرسمية حتى الآن، وإنّ الهويات المؤثرة في صراعات ما بين الدول حتى عام 2011 قد اقتصرت على القومية العربية، وفكرة الوحدة الإسلامية، ومبدأ السيادة القطرية. وفي حين ظلت القومية العربية تقريبًا مهيمنة طوال فترة الأربعينيات إلى السبعينيات، فإنها تدهورت بعد هزيمة 1967، ثم مع الثورة الإيرانية.

وأكدت أنه على الرغم من أن الهوية الدينية، مثلها مثل العروبة، افترضت أنها يمكن أن تمثل سقفًا جامعًا للنظام المعياري الإقليمي، فإنها فتحت المجال أيضًا للصراع حول الإسلام "الحقيقي"، ما انعكس على المصالح في النظام. ففي حين كان الإجماع على التزامات الهوية ممثلًا في رفض السيطرة الغربية والدفاع عن فلسطين عربية، ازداد مع مرور الوقت دور دول الأطراف، وخاصةً إسرائيل، وازداد الاتجاه الرسمي نحو الاعتراف بها، وذلك في وقت نما فيه العداء لإيران والفواعل المتحالفة معها، وهو ما انعكس على وضعية القضية الفلسطينية.

وبيّنت الباحثة أن ذلك يظهر أهمية النظرية البنائية في فهم كيفية تشكيل هويات الفواعل لمصالحها وسلوكها؛ إذ يوجد صراع مستمر في الإقليم بين هويات متنافسة على القوة والمكانة، حتى من قبل سقوط الإمبراطورية العثمانية. فالنظام الإقليمي العربي نشأ من رحم هويات متعددة ومتنوعة توجد في الوقت نفسه لدى الأفراد، أو الجماعة، أو المجتمعات، أو الدول. تتجلى هذه الهويات في ثلاثة مستويات: المستوى الأول هو "تحت الدولة"، والثاني هو "مستوى الدولة" الذي تتمتع فيه الهوية بالسيادة، والثالث هو "مستوى فوق الدول"، ملاحظةً أن الهوية في كل مستوى من هذه المستويات مثلت موردًا مهمًّا وظّفته الدول لتعزيز نفوذها في النظام الإقليمي العربي.

ومع أن الباحثة أبرزت، في محاضرتها، أهمية العوامل غير المادية، مثل الهوية والمعايير في فهم السياسات الخارجية للدول، فإنها تساءلت كذلك عن دقة الجزم بأولوية هذه العوامل مقارنةً بالعوامل المرتبطة بالهيكل المادي كما تدّعي النظرية البنائية، مستنتجةً أن فهم ديناميكيات النظام الإقليمي العربي يحتاج إلى تحليل يربط بين دور العوامل الفكرية مثل الهوية وبين تلك الخاصة بالهيكل المادي المتعلق بالنظامين الإقليمي والدولي، في ظل حالة الاختراق والتغلغل للنفوذ الخارجي التي تتسم بها المنطقة العربية.

وقد قدّم الدكتور محمد حمشي، الباحث في المركز العربي، مداخلة تعقيبية نبّه فيها إلى أهمية المناهج البنائية في تفسير الديناميكيات والعلاقات البينية التي تربط الدول العربية ببعضها، وتربطها كذلك بالجوار الإقليمي والدولي، خصوصًا في ظل طغيان المدرسة الواقعية في التحليل السياسي العربي. وقد أعقب السيمنار نقاشٌ ثريّ شارك فيه باحثون وأساتذة في المركز العربي ومعهد الدوحة للدراسات العليا وطلبته.